كثيرة هي الاسئلة المتدحرجة في الاروقة السياسية والشعبية حول العهد الرئاسي بقيادة الرئيس العماد ميشال عون وعما اذا كان سيعيد للبنان الدولة والوطن الالق الذي عرفه عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب الذي عاش مظلوماً ومات كذلك بفعل عقوق اللبنانيين جميعاً بحق قامة سياسية، ربما لن تتكرر كون الرجل صانع لبنان الحديث من خلال ما ارساه من مؤسسات خلقت دولة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى على الرغم من سوء الحاشية التي احاطت به والتي وصفها بـ«الدوماجيست» اي أكلة الجبنة فهل يكون عهد الجنرال الذي ايقظ الآمال والاحلام الكبيرة تكملة لعهد الرئيس شهاب ام نسخة عن عهد الرئيس بشارة الخوري وما احاطه من ارتكابات بفعل سطوة شقيقه «السلطان سليم» وفق الاوساط المواكبة للمجريات.
معظم المؤشرات وعلامات الازمنة تشير الى ان العهد العوني سيكون شهابياً بامتياز لجهة اطلاق العمل المؤسساتي ووضع البلد على سكة الحداثة المطلوبة، انما سيختلف عن الشهابية في الممارسات القمعية كون سحق «القوميين» اثر الانقلاب الشهير الذي قاده الراحل فؤاد عوض ماثل في الذاكرة العونية كما ان احداث آب من العام 2001 حيث قامت الاجهزة الامنية في زمن الوصاية بقمع العونيين بشكل وحشي ضرباً وسحلاً واعتقالاً يوم كان الجنرال في منفاه الباريسي لا يزال يحفر عميقاً في ذاكرة فخامة الجنرال ما يعزّز احتمال ان يكون العهد ديموقراطياً واصلاحياً، وان رفع اسم «بيت الشعب» على مدخل القصر الجمهوري بعد 27 عاماً من نضال مرير اراد من خلاله سيد القصر ان يقول انه من الشعب والى الشعب يعود.
وتضيف الاوساط انه مع الاسبوع الثاني للعهد الفتي توقف المراقبون امام امرين: الاول يتجسد بعدم زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي للقصر الجمهوري لتهنئة عون برئاسة الجمهورية علماً ان الراعي كان من ابرز المطالبين بملء الشغور في الموقع الاول في الدولة فلم يوفر مناسبة الا وطالب فيها بانجاز الاستحقاق الرئاسي وجعل من عظات ايام الاحاد منبراً اسبوعياً لذلك كون ما يجمع رأس الكنيسة برأس الدولة اكبر من علاقة لا سيما وانه لم يعد للمسيحيين موطئ قدم في المنطقة حيث اقتلعوا من فلسطين على يد العدو الاسرائيلي ومن العراق على يد «داعش» وكذلك من المناطق التي تسيطر عليها في المناطق السورية، فلماذا اكتفى الراعي بارسال وفد من المطارنة الموارنة لتهنئة عون وهل من سبب يقف وراء عدم اقدام الراعي على ذلك في وقت هنأت كافة المرجعيات الروحية الجنرال في الاسبوع الاول بوصوله الى رئاسة الجمهورية.
وتقول الاوساط ان الامر الثاني الذي لفت المراقبين الرسائل التي وجهها رئيس مجلس النواب الى القصر الجمهوري وجاء فيها: «الله يحمي الرئيس ممن حوله» واتبعها برسالة اخرى تقول: «نحن انتخبنا شخصاً واحدا لرئاسة الجمهورية» وعنى بها وزير الخارجية جبران باسيل الذي شارك رئيس الجمهورية بعضاً من لقاءاته، واعتبر المراقبون ان رسائل بري تشكل مدخلاً من رئاسة في شؤون رئاسة أخرى وقد يفتح تكرارها الباب على ما لا يناسب هذه المرحلة على كافة الاصعدة لا سيما وان العهد لم يكمل اسبوعه الثاني، اضافة الى ان المراقبين لا ينظرون الى جلستي انتخاب عون بدورات اربع نظرة بريئة لما حصل فيها كون احد النواب او اكثر انتهك حرمة المقام الاول في الدولة من خلال انتخاب الفنانة ميريام كلينك كما انتهكت حرمة رئاسة بدس مظروف زائد لمرتين في صندوق الاقتراع على امل الاطاحة بالنصاب ما دفع بري الى وضع الصندوق بحراسة النائبين مروان حماده وانطوان زهرا قائلاً: «يا عيب الشوم»، اضافة الى ان المراقبين انفسهم لا يزالون يطرحون السؤال: لماذا لم يعلن بري الجنرال رئيساً للجمهورية وفق العرف المتبع؟