نستبعد كلياً ان يكون الرئيس سعد الحريري قد سأل الرئيس دونالد ترامب: لماذا لا تضربون «حزب الله» بصواريخ التوما هوك؟
ربما قيل اثناء اللقاء ما هو اكثر دوياً، والا كيف للرئيس الاميركي ان يشن ذلك الهجوم الصاعق على الحزب ويتهمه بتقويض الامن في الشرق الاوسط (هل تناهت اليكم ضحكة السيد حسن نصرالله؟).
كان يفترض بنا ان نعتبر ان هذا هو ترامب الذي ينتقل،في هنيهة ما،من الامبراطور الى المهرج. ولكن تزامناً مع لقاء البيت الابيض،كان تيار المستقبل الذي (دون الحد الادنى للاستغراب) ارغى وازبد تنديداً بمعركة تحرير السلسلة الشرقية، يتهم الحزب بأنه انما يمهد لـ «الاطباق الكامل على لبنان بهدف تطويع نظامه وتحويله الى نظام مشابه للنظامين السوري والايراني»….
قد نقبل بنظام يتماهى مع النظام السوري لانه قد يكون الافضل بين التوتاليتاريات الاخرى، ولان السوريين لم يشتكوا يوماً من انقطاع الكهرباء، او من فوهات القمر على الطرقات،او من مشكلات المياه. والاهم ان النظام في سوريا لم يضع على كاهل السوريين ملياراً واحداً من الديون،فيما قد تفجر الديون لبنان في اي لحظة،ومع لحظة اكثر تراجيدية من اللحظة الاغريقية…
لكننا نسأل كيف يمكن تحويل النظام اللبناني،بملوكه السبعة،وبمذاهبه الـ 18, الى نظام على راسه الولي الفقيه، وفي متن دستوره اعتماد المذهب الاثني عشري دون اي اعتبار لابناء المذاهب الاخرى الذين يشكلون نحو 30 في المئة من سكان ايران…
من الطبيعي ان تربك معركة تحرير الجرود تيار المستقبل. لن نقول ابداً ان مسلحي «داعش» و«النصرة» ورقة تكتيكية في يد التيار،بل نقول ان التيار الذي يخضع لمنطق ولمرجعية اقليمية محددة، لا يستطيع ان يتحمل «العواقب» السياسية للانتصار التاريخي على تلك الظاهرة البربرية….
بالسذاجة اياها نسأل: ماذا كان موقف تيار المستقبل لو ان الولايات المتحدة (كقائدة لما يسمى التحالف الدولي) هي التي ازالت المسلحين من الجرود؟ تهليل…
ولا نتصور ان عبارة «منطق الاشياء» التي كان الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران يكثر من استعمالها قد فاتت الرئيس الحريري، وهي لا تفوت ابداً الوزير نهاد المشنوق، المثقف والذي يدرك جيداً المدى الذي بلغه مأزق التيار…
من هنا التساؤل: كيف يمكن للشيخ سعد ان يقبل بالبقاء دقيقة واحدة على رأس حكومة يسعى اثنان من وزرائها الى احلال نظام مشابه للنظام السوري والنظام الايراني محل النظام اللبناني…
التيار لم يقل ان هذا التحويل يتم بالعملية السياسية، وانما بالقوة النارية. والواقع اذا كان الرئيس الحريري قد فوجئ عام 2011 بأنه،وهو في البيت الابيض مع الرئيس باراك اوباما،قد اصبح خارج السرايا،فقد توقعنا، خلال المؤتمر الصحافي، ان يعلن، ومن البيت الابيض، استقالته لانه يرفض الشراكة مع «حزب الله» بعدما كان هناك من اقنعه بترداد ذلك المصطلح الكاريكاتوري «ربط النزاع».
من لا يعلم انه لولا «حزب الله» لما كانت قدما الرئيس الحريري وطأتا ارض السرايا؟
اكثر من ذلك، هل كان دونالد ترامب «يتجرأ» على قول ما قاله في الحزب لو ان الواقف هناك، المتكلم هناك، رفيق الحريري وليس سعد الحريري؟