مع اقفال باب تسجيل اللوائح الانتخابية رسميا في وزارة الداخلية، ارتفعت حمّى النشاط الممهِّد للاستحقاق الى حدودها القصوى، وسط زحمة مهرجانات سياسية لا مثيل لها، تكشف النقاب عما أفرزته الاتصالات المكوكية التي جرت في الايام والاسابيع الماضية، من تحالفات وتفاهمات، فيما ينتظر القادم من الايام زيارات لقيادات الصف الاول لتأمين الحشد في المناطق التي يعانون فيها من «حشرة»، مع ارتفاع وتيرة التجييش المرشحة لبلوغ مستويات غير مسبوقة شكلا ومضمونا.
وفي اطار المعارك المستمرة ورفع السقف الخطابي، مع تحويل حزب الله المعركة الى استفتاء سياسي على المقاومة، وعودة تيار المستقبل الى نبرته العالية في وجه سوريا وحزب الله، ابلغ حزب الله عبر قنوات مختلفة ان المعركة الانتخابية لا تستأهل هذا الحقن كله، وان من يستطيع الفوز في بعلبك – الهرمل «صحتين على قلبو»، في ظل رغبة حارة حريك «بتمرير» مرشح المستقبل عن احد المقاعد السنية املا في تخفيف الاحتقان القائم مع عرسال، وجهت اتهامات واضحة مدعومة «بالوثائق» للمستقبل تتهمه بتبني «سوريين» على لوائحه في الوقت الذي ترتكز حملته على مهاجمة دمشق.
وفي هذا الاطار، تسمي المصادر مجموعة من الاسماء ابرزها الثلاثي العكاري من ابناء النواب المعروفين في مواقفهم السابقة زمن الوصاية السورية ،وصولا الى مرشحين في بيروت والبقاع الغربي المعروفين بشراكتهم مع مسؤولين سوريين وادارتهم لشركات في الداخل السوري، في الوقت الذي يعيبون فيه على محور الممانعة التزامه باللواءين جميل السيد وعلي الحاج ، وببعض الوجوه المعروفة سوريا.
اوساط مقربة من التيار الازرق ردت معتبرة بان هدف المعركة الانتخابية واضح لجهة عمل كل طرف على للحصول على الغالبية النيابية في المجلس ،وهو حق مشروع، من هنا فان طبيعة القانون الجديد قد فرضت ادارة معينة للمعركة ومتطلبات محددة في المرشحين لتحقيق اكبر نسبة من المقاعد، حيث ان المطلوب هو اختيار اسماء قادرة على «سرقة» اصوات اللوائح المنافسة وبالطبع مع مراعاة الحد الادنى من المواقف السياسية، وهو ما سيسمح لتيار المستقبل في تحقيق المفاجآت سواء عبر تحقيقه خروق اساسية في مناطق تعتبر صعبة او عبر الحاق الهزيمة برموز في اللوائح الاخرى، مضيفة ان الاسماء التي جرى ترشيحها بعيدا عن ماضيها السياسي، تبقى غير مستفزة في الوقت الذي عمد الطرف الآخر الى ترشيح اسماء تستفز الشارع السني والسيادي والوطني.
وسألت الاوساط لماذا لا يدعون الى مناظرات تلفزيونية مفتوحة كما يحصل في كل دول العالم وليدلون بما يملكون من معلومات، بدلا من التخفي وراء اطلاق الحملات الشخصية والتسريبات المشبوهة،في الوقت الذي لم تعد تنطلي فيه هذه الامور على احد وبات اللبنانيون مدركين جيدا للحقائق، سائلة» لقد اثبتنا استقلاليتنا عن المملكة في المسائل الداخلية فهل يستطيعون عدم الالتزام بالاملاءات بقبول مرشح من هنا وانجاح آخر من هناك؟»
واعتبرت الاوساط ان الجمهور الازرق وفي لمبادئه وقناعاته وهو واثق من قيادة رئيس الحكومة سعد الحريري للمعركة، وما المهرجانات التي شهدتها الايام الماضية في عكار وطرابلس الا خير دليل وتأكيد على قوة المستقبل الشعبية التي لم تتراجع، رغم اقرارها بان القواعد الشعبية غير مرتاحة لبعض التوافقات دون ان يؤدي ذلك الى احداث خلل او تغيير في النتائج مع يقينها بانه سيبقى في اطار الامتعاض القابل للحل.
وحول الخطاب السياسي العالي النبرة اعتبرت الاوساط ان تيار المستقبل لم يغير من خطابه وان التزامه بقواعد ربط النزاع داخل الحكومة مع حزب الله لا تعني باي شكل من الاشكال تسليمه واستسلامه، مشددة على ان كل ما قيل عن املاءات وشروط سعودية لخوض المعركة وفرض للتحالفات بينت الايام كذبه وعدم صحته .
