Site icon IMLebanon

ماذا يريد عون من التعطيل؟

أصبح واضحاً الآن، أن تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية لم يكن نزوة ولا شهوة سلطة، عند رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون، وحليفه حزب الله المرتهن إلى إيران التي تدعمه وتمده بالسلاح والمال ليبقى حارساً أميناً على مصالحها وأطماعها التوسعية في المنطقة والتي كشف عنها أكثر من مسؤول في طهران، وتوضحت صورتها بعد انقلاب الحوثيين في اليمن على السلطة الشرعية مدعومين بالمال والسلاح وحتى رجال الحرس الثوري الناشط في العراق وفي سوريا لتكريس تقسيم العراق إلى ثلاث دول والاستمرار في حماية نظام بشار الأسد تحت عنوان التهديد بتقسيم سوريا إلى عدّة دويلات ضعيفة متناحرة، وإنما هو تنفيذ لمؤامرة مدروسة بشكل دقيق تستهدف إسقاط النظام القائم منذ ما يقارب التسعين عاماً وإعادة تكوين نظام جديد يكون للطائفة الشيعية التي تمتلك السلاح والمال القوة الأساسية صاحبة القرار في هذا البلد الذي يقع على حدود مع إسرائيل ويربط التوسع الإيراني بالبحر المتوسط.

ومهما حاول رئيس التيار البرتقالي التغطي بالدفاع عن حقوق المسيحيين في السلطة، واستعادة كل المواقع التي خسرتها بعد اتفاق الطائف الذي لم ينفذ بعد لمعرفة حسناته من سيئاته ومدى تناسبه مع التركيبة التعددية، فإنما هو كلام للتعمية وإغراء الشعور المسيحي بأنه القيادي المسيحي الوحيد الذي يناضل من أجل أن يسترد حقوق المسيحيين في القيادات المسيحية الأخرى ارتضت الارتهان إلى الإسلام السنّي السياسي المتمثل بتيار المستقبل بقيادة الرئيس سعد الحريري، وثمة أكثر من دليل على ارتباط التيار البرتقالي بهذا المخطط منها إصراره على تعطيل انتخاب رئيس جمهورية لأن هناك معارضة وطنية وسياسية كبيرتين له، ثم يأتي نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ويخيّر اللبنانيين بين الفراغ غير المحدود وبين انتخاب عون رئيساً للجمهورية مما يعني أن رئيس التيار الأزرق مصمّم على إبقاء الشغور في رئاسة الجمهورية بوصفه العدو الأول للمسيحيين ولوجودهم في هذا الشرق، وفي لبنان على وجه التحديد، وحتى هذا التصرف لم يشفِ غليل وحقد العماد عون على لبنان ونظامه، فعمد بعد تعطيل مجلس النواب ووقف التشريع نهائياً في البلد بما يعرضه لشتى المخاطر ويجعله من الدول الفاشلة، أخذ قراراً بتعديل الحكومة وشلّها عن القيام بتسيير شؤون النّاس والعمل لإيقاف الدولة على رجليها، وبذلك يكون قد عطّل السلطتين الاجرائية والتشريعية والقضائية وأدخل البلاد في الفراغ التام مما يستوجب عقد مؤتمر تأسيسي لإعادة تشكيل دولة تتماشى مع مشروع حزب الله الذي لم يعد سرياً القاضي بوضع اليد على لبنان وربطه بالمشروع التوسعي الإيراني.. أهذا ما يريده رئيس التيار البرتقالي الذي يتباهى بأنه القائد المسيحي الوحيد الذي يحارب لكي يسترجع حقوق المسيحيين المختطفة من الطائفة السنّية؟