Site icon IMLebanon

لماذا لا تُفتح كل الملفات؟

 

لماذا ملف الأسير؟ ولماذا إعطاؤه هذه الضجة كلها وكأنه لا يوجد في البلد أي قضية سواه؟ وماذا عن الملفات الأخرى؟

هذا الموضوع الذي لا نحب أن نغوص فيه، ولكننا أمام هذه الضجة المثارة، لا بد من التوقف عنده.

 

ليست حالة خاصة

حالة الاسير لا يمكن أن تنفصل عن الحالة العامة، بداية منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ليس فقط لأنّ الحريري كان أكبر زعيم سنّي، وليس لأنه كان الرقم الصعب في لبنان محلياً وعربياً وإقليمياً ودولياً… فالحقيقة أنّ التداعيات التي شهدناها منذ الـ2005 حتى اليوم هي من تداعيات اغتياله، وأبرزها:

– خروج الجيش السوري من لبنان.

– تغيير المعادلة إذ كان «حزب الله» والسوريون هم الحاكمون، وليس أي مكون لبناني آخر: لا السُنّة ولا الدروز ولا المسيحيون، والأكثر كان المسيحيون إما في السجن وإما في المنفى… سواء سمير جعجع (السجن)، ميشال عون وأمين الجميّل وريمون إده قبلهما… فقد أُلغيَت الزعامات كلها في لبنان.

 

المشكلة في سلاح «حزب الله»

المشكلة الحقيقية اليوم في لبنان هي مشكلة سلاح «حزب الله»، فهذا السلاح هو بإرادة سورية وبإرادة إيرانية، خلقوه ونمّوه لكي يكون لسوريا أولاً منصة لإطلاق الصواريخ وإرسال الرسائل الى إسرائيل عند الحاجة، والهدف الأهم هو ما يردده القادة الإيرانيون أنّ حدودهم تمتد الى شواطئ البحر المتوسط أي من خلال «حزب الله»… وانّهم يسيطرون على أربع عواصم عربية (بغداد ودمشق وبيروت وصنعاء).

 

الحريري كان سداً ضد الفتنة

ولو عدنا الى الأساس لاكتشفنا أنّ الإمام الخميني أعيد الى طهران لتحقيق الفتنة السنّية – الشيعية التي كان رفيق الحريري العائق الأول في وجهها.

 

7 أيار

الانقلاب الذي حدث في 7 أيار بالهجوم من قِبل عناصر «حزب الله» على بيروت واحتلالها… وما أعقبه من اتفاق في الدوحة أدّيا الى تشكيل حكومة سعد الحريري الوفاقية، وانتخاب ميشال سليمان رئيساً للجمهورية.. ولكن اكتمل الانقلاب بإسقاطها عندما كان رئيسها يهم بالدخول الى الاجتماع مع الرئيس الاميركي في البيت الابيض… بالرغم من أنّ اتفاق الدوحة كان ينص على عدم استقالة الوزراء منها لإسقاطها… فاستقالوا وحققوا اكتمال الانقلاب… وجاءوا بحكومة جديدة من لون واحد برئاسة نجيب ميقاتي… وهي من المرات النادرة في تاريخ لبنان تشكل حكومة اللون الواحد.

هذا الانقلاب لم ينجح لأنّ حكومتهم سجلت فشلاً إقتصادياً هائلاً، وتراجع مستوى النمو من 9% الى 1%… فاضطرت الحكومة الى الاستقالة، وخلفتها حكومة تمام سلام التي تأخر تشكيلها نحو سنة… وكان ميشال عون في الواجهة كمعرقل، ولكن الحقيقة أنّه كان واجهة لتنفيذ قرار «حزب الله» الذي يزعمون أنّه لا يريد شيئاً… وكان عون مجرّد «رابوق» لتنفيذ مخطط الحزب الذي ساعة يعتبره «ممراً إلزامياً» للرئاسة والحكومة ومرة يعتبره مرشحاً مزمناً.

 

سرايا المقاومة

ولم يكتفِ «حزب الله» بما تقدّم وسواه من تصرفات بل اخترع «سرايا المقاومة» ضد أهل السُنّة… من هنا نفهم ولادة ظاهرة الأسير… ونشكر الله أنّ هناك زعيماً سنّياً مثل سعد الحريري الذي يحاول، باستمرار، إطفاء الحرائق التي يشعلها «حزب الله» وحلفاؤه وأتباعه من جماعة «سرايا المقاومة» وسواهم.

وشكر آخر للرئيس نبيه بري الذي يشرف على طاولة الحوار بين «المستقبل» و»حزب الله»…

 

اتركوه الى القضاء

ولا نود أن نفتح ملف اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وملف انخراط «حزب الله» في الحرب السورية(…)، المهم أنّ سعد الحريري يواصل عمله كإطفائي… وإلاّ فإنّ الملفات طويلة وطويلة ويكفي كل منها لإشعال الحرائق… حتى أنّ وزير الداخلية تحدث عن ظلم في تنفيذ الخطة الامنية يلحق بفريق لبناني…

لذلك من الأفضل ترك ملف الاسير في يد القضاء… وكفى اجتهادات ونظريات و»تسريبات» الهدف منها اذكاء الفتنة… وليتركوا هذا البلد بعيداً عن أحقادهم، خصوصاً وأننا أفضل بكثير مما يجري حولنا من سوريا الى اليمن مروراً بالعراق وليبيا.

عوني الكعكي