Site icon IMLebanon

لماذا يكرهون الناجحين؟!  

ما سر هذه الهجمة على النجاح؟ من يقف وراءها؟ ولماذا دائماً هناك من يترصّدون الناجح محاولين أن يضعفوه وينالوا منه؟

ساعة يتهجّمون على وزير الداخلية نهاد المشنوق، وساعة ثانية يتهجّمون على حاكم «المركزي» رياض سلامة، وساعة ثالثة يتهجّمون على وزير الاتصالات جمال الجرّاح، وساعة أخرى يتهجّمون على أهم مشروع أعاد توحيد بيروت العاصمة ألا وهو مشروع «السوليدير»، لأنهم يريدون لبيروت أن تكون مثل الأوزاعي، فلا يريدون حضارة لهذه المدينة ذات التاريخ العريق والتي تعتبر أجمل عاصمة في العالم العربي ومن أجمل عواصم حوض البحر الأبيض المتوسط.

يُقال إنّ بيروت هي نسخة مصغّرة عن باريس، وأنّ لبنان هو سويسرا الشرق، أمّا هم فيريدون أن يكون لبنان مثل بعض بلدان العالم المغرقة في التخلّف والبلادة.

ولقد يتساءل المواطن: ما هو الرابط بين وزير الداخلية الزميل نهاد المشنوق وحاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة ووزير الاتصالات جمال الجرّاح؟

إنّ الرابط الوحيد بينهم هو النجاح أولاً، والأهم نظافة الكف.

فما هي هذه المصادفة العجيبة الغريبة أنّ كل ناجح يقابل بحرب داحس والغبراء عليه؟

فالوزير نهاد المشنوق عرضة للهجوم منذ اليوم الأوّل لتعيينه وزيراً لأسباب أبرزها:

إنّه وزير ناجح، وهم ضد النجاح، وهو وزير أوجد نمطاً جديداً في التعامل مع التطوّرات الأمنية والسياسية في البلاد، وهم ضدّ كل جديد، وهو وزير حرص على أن يكون الأمن ثابتاً وفاعلاً ووقائياً، وتبيّـن له أنّ ذلك يقتضي تنسيقاً بين الأجهزة الأمنية قاطبة، فحقق هذا الهدف بزيارات واتصالات ولقاءات أثمرت نجاحاً أمنياً استباقياً بارزاً، وهذا يعتبر أهم إنجاز في تاريخ الأمن يحسب للوزير نهاد المشنوق إذ استطاع أن يجمع بين الجيش وجميع القوى الأمنية بما يوازي مؤسسة واحدة، وهذا يحدث لأوّل مرة في تاريخ لبنان الأمني!

ولقد يكون بين أبرز ما يجعل البعض يحمل ويتهجّم على نهاد المشنوق لأنّ هذا البعض مصاب بعقدة الحسد من المشنوق.

وبالعودة الى حاكم مصرف لبنان الذي استطاع أن يحمي العملة الوطنية، وأن يصمد في محطات عديدة من عدم الاستقرار والاضطراب والحروب…

تذكروا يا جماعة حرب 1996،

وتذكروا أيضاً حرب 2006، حرب تموز الإلهية،

وتذكروا أيضاً الأزمات العالمية المالية والاقتصادية والحربية…

وتذكروا كذلك ما يجري في العالم العربي في سوريا ومصر منذ العام 2011 وفي العراق منذ العام 2003 وفي ليبيا منذ سقوط معمّر القذافي وفي اليمن…

وأضيفوا الى ذلك هبوط سعر برميل النفط من 120 دولاراً الى 50 دولاراً، وبالرغم من ذلك كله لا تزال العملة اللبنانية تحافظ على سعرها، وعودة الرئيس سعد الحريري أعطت أملاً بأنّ هناك انفراجاً اقتصادياً يسعى له دولته ولن يستكين حتى يحقق هذا الهدف، من دون أن ننسى التضحيات الكبرى ابتداء من أن وافق على أن يشارك في الحكومة مع «حزب الله»… الى أن سار في التسوية السياسية الكبيرة التي انتهت بوصول الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية ما أعاد الى لبنان وضعية طبيعية في تركيبة الدولة، وبالتالي عاد لبنان الى الخريطة الدولية بعدما صُنِفَ بأنه دولة فاشلة.

ولولا هذه التسوية التي قادها الرئيس الحريري لما كان في لبنان رئيس وحكومة وقانون انتخابات، وسلسلة رتب ورواتب (…).

والأخطر والأهم: لما كانت تدفقت المساعدات الى الجيش مضافة الى الدعم المعنوي الكبير، ما مكّنه من أن يحقق الانتصار الباهر في الجرود (…).

وبالأمس وفي مجلس الوزراء اضطر وزير الاتصالات أن يقول لوزير الدولة لشؤون مكافحة الفساد ليخبرنا معالي الوزير عن أي ملفات فساد في قطاع الاتصالات حوّلت للهيئات الرقابية؟ طبعاً لا يوجد إلاّ حملات في بعض وسائل الإعلام أهدافها أصبحت معروفة وهي سياسية مئة في المئة، علماً أنّ وزير الاتصالات حقق للبنان تقدماً وتطوّراً في مجال خدمة الانترنت وتسريعها بما يتجاوز 600م/ث… أي ما يجعل لبنان في مصاف البلدان المتطورة في هذا المجال، إضافة الى أنه خفّض رسوم الاتصالات بنسبة كبيرة.

في أي حال… القافلة تسير.