هذا السؤال ليس بحاجة الى جواب، وكما يقولون “جوابه منه وفيه”، إذ انّ الجواب على هذا السؤال هو عند إيران، بكل بساطة… وهناك سؤال ثانٍ مرتبط بهذا السؤال وهو لماذا لم تتشكل حكومة في العراق بالرغم من إعلان الرئيس المكلف أنه خلال 72 ساعة سوف يعلن عن كامل التشكيلة…
مرّت 72 ساعة وبعدها ساعات وساعات ولا نزال ننتظر أن تتشكل حكومة في العراق..
بكل بساطة، إيران تملك ورقة تشكيل حكومة في العراق وورقة ثانية هي تشكيل حكومة في لبنان ولا تريد أن تتنازل عن هاتين الورقتين إلا بثمن، والثمن هنا أن تقبل أميركا بالتساهل حول إلغاء اتفاقية المفاعل النووي الايراني، هذا أولاً، وأن تعترف أميركا أنّ إيران أصبحت “دولة عظمى” في منطقة الشرق الأوسط، ثانياً.. وأن تكون لها سيطرة على دول الخليج واليمن والعراق وسوريا ولبنان ثالثاً.
يعني أنّ تشكيل الحكومة في لبنان لا ينتظر أن يوافق الرئيس المكلف باستقبال ما يسمّى بنواب المعارضة السنّية الذين هم بالحقيقة نواب حلفاء لـ”حزب الله” وتابعون له ولغيره من مجموعة 8 آذار، وبعضهم مع النظام السوري المرفوض بين أهله وطبعاً مرفوض لبنانياً..
كذلك هناك حديث عن أنّ رئيس الجمهورية يمكن أن يتنازل عن حصته بتسمية الوزير السنّي لمصلحة المجموعة التي ينادي بها “حزب الله”، والتي أطلق عليها تسمية “الوزراء السنّة”، مع العلم أنّ قانون الانتخابات الهجين الذي أجريت على أساسه الانتخابات كان يعلم الرئيس المكلف الشيخ سعد الحريري أنّ هذا القانون سوف يخسّره عدداً من نوابه، ولكنه من أجل إجراء الانتخابات التي تأخرت خمس سنوات، ومن أجل الديموقراطية في لبنان ضحّى كي تجرى الانتخابات مهما كانت النتائج…
وبالفعل لو أراد الرئيس الحريري أن يفعل كما يفعل الحزب الإلهي، بتحالفات وهميّة، لكانت النتائج أفضل من ذلك.
نقطة ثانية لا بد من قولها وهي، إنّ الرئيس كان يستطيع أن يعارض القانون ويرفضه ليفوّت على العهد فرصة تجديد الديموقراطية التي يبني عليها النظام اللبناني.
بكلام صريح أكثر، اليوم يوجد في لبنان جماعة تخاف على لبنان وجماعة لا يهمها لبنان.. ولكي نكون أكثر وضوحاً عندما يقول السيّد نصرالله إنّ ماله وصواريخه تأتي من إيران وهو ليست بحاجة الى أحد… فماذا يعني هذا الكلام؟!
بكل صراحة ان أولوية جماعة السيّد نصرالله والحزب الإلهي هي إيران، أما ماذا عن لبنان وماذا عن مصلحة اللبنانيين فهذا آخر همّ في الدنيا عندهم.
عودة الى ما حدث في الجبل منذ ثلاثة أيام، فإنها رسالة من الحزب الإلهي الى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يقولون بها إنهم لن ينسوا أحداث 8 أيار 2008 ولا ينسون الخسائر البشرية التي دفعوها بغزوهم الجبل، وأنّ على الزعيم أن يعلم جيداً أنّ سلاح المقاومة لم يعد يقتصر دوره على حماية لبنان والدفاع عنه ضد أي اعتداء إسرائيلي، خصوصاً أنه منذ عام 2006 ومنذ الاتفاق الدولي والقرار الدولي 1701 لم يطلق “حزب الله” طلقة واحدة ضد إسرائيل… يعني أنّ سلاح المقاومة أصبح للسيطرة على حكم لبنان فعلياً، وأمّا بالنسبة للذين يحاولون بناء دولة للجميع فإنّ الحزب العظيم يقول لهم لا يمكن قيام دولة وأنا موجود.
ونقطة على السطر.
عوني الكعكي