IMLebanon

لماذا جعجع خارج الحوار؟!

دخل رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع مؤتمر الحوار او قاطعه،  فانه مشارك فيه من خلال  حلفائه في قوى 14 اذار  اي  ان المقاطعة بلا معنى، لاسيما ان هناك  تفاهما واضحا على الاولويات بين 14 اذار، كان الاجدر به ان يشارك اقله تجنبا لمحاذير  القول ان قوى 14 اذار مشتتة ولديها  اكثر من وجهة نظر واحدة بالنسبة الى الامور السياسية والمطلبية  العامة!

اما وقد خرج من الحوار، ليس لان لديه مطالب مختلفة ووجهة نظر مغايرة وكان من الافضل  له ان يشارك لاسيما انه مرشح للرئاسة الاولى الذي يعتبر البند الاول على جدول  الاعمال بالنسبة الى معظم المتحاورين ممن يهمهم الوصول الى حلول عملية كان ولا يزال من الواجب والضروري التفاهم عليها بأعلى  مستوى من المسؤولية.

المهم بالنسبة الى النتائج ان لا تفرق الفريق الواحد، بقدر ما على الجميع ان يدركوا ان ثمة استحالة امام تفرقهم كي لا تذهب  جهود سنوات سدى، وكي لا يقال لاحقا ان الحكيم قد فقد اكبر قوة داعمة له في مجال ترشحه للرئاسة الاولى التي ان تثبت له فانه لا يمكنه عندها التنصل من القوى الضاغطة التي تشكلها 14 اذار منذ وقت طويل بالتوازن مع الفريق السياسي الاخر الذي يشكله فريق 8 اذار (…)

خلاصة الامر فان نتائج الحوار لا بد وان تكون مقبولة من جانب جعجع الذي يفترض فيه التناغم مع فريق  14 اذار كي لا يقال ان الجماعة لم تعد مجتمعة قياسا  على كل ما من شأنه ترجمة السياسة العامة التي تشكل القاسم المشترك بين جميع القوى الاستقلالية المرشحة لان تلعب مزيدا من الادوار التي تؤهلها لان تتسلم السلطة عندما يحين اوان الانتخابات النيابية في وقت لا يتعدى انتخاب رئيس الجمهورية واحياء نشاط مجلس النواب، حيث سيكون تطور سياسي مختلف عما هو قائم وليس بوسع جعجع وغيره الادعاء انه في معرض تشكيل قوة مستقلة عن حلفائه!

الذين من هذا الرأي معظم افرقاء واحزاب  وتنظيمات قوى  14  اذار حيث يستحيل عليهم جميعا التصرف بمعزل عن وحدة القرار والموقف، ومن ضمن هؤلاء حزب القوات اللبنانية اسوة بالاحزاب والتنظيمات الاخرى التي تتألف  منها قوى 14 اذار من دون اي تفرقة في هذا المجال وفي المجالات الاخرى التي يدخل الحوار من ضمنها مهما اختلفت الاعتبارات الحالية؟

السؤال المطروح: الى اي مدى يمكن لمؤتمر الحوار ان يسجل نتائج ايجابية تصب في مصلحة الجميع وتخدم الرأي العام القلق على مطالبه السياسية والمعيشية والاقتصادية خصوصا ان الملفات العالقة مثل النفايات والكهرباء والمياه ستأخذ نصيبها من الدرس والمناقشة وكي لا يقال ان المتحاورين قد انشغلوا بملف الانتخابات الرئاسية من دون سواه، اضف الى ذلك ان ملف سلاح حزب الله سيطرح بشكل اساسي كي لا تفوت المناسبة على ما لا يفهم منه ان الجماعة تجنبت الامور الشائكة جريا على العادة!

والمؤكد ان انتخابات الرئاسة  ستكون  بندا اساسيا على جدول الاعمال مثلها مثل سلاح المقاومة الذي سبق للمتحاورين ان بحثوا فيه من دون جدوى، فضلا عن ان حزب الله يعرف ضمنا ان سلاحه غير الشرعي من الامور الاساسية الواجب البحث فيها كي لا يقال ان المتحاورين فضلوا تجنب الملفات الحساسة وابتعدوا عن الخوض فيها (…)

الى هنا ستبقى الامور عالقة ليس لان احدا لا يريد الخوض فيها بل لان الامور العالقة من المستحيل بتها بطريقة حوارية تقليدية، بحسب  اجماع المراقبين الذين يرون ان لا مجال امام بحث اي موضوع خلافي مثل سلاح حزب الله وانتخابات رئاسة الجمهورية ومن بعد ذلك يمكن الخوض في كل الامور التي لا تعتبر خلافية، بما في ذلك الانتخابات النيابية التي تتطلب مشروع قانون يقوم على اساس  النسبية!

ومن الان الى حين استضافة مجلس النواب المتحاورين برئاسة رئيس مجلس النواب نبيه بري ثمة من يجزم بان قرار الاصلاح ليس في يد فريق، وهذا ما سيتضح علنا في مجال انتظار النتائج التي لا بد وان يفهم منها انها امور سياسية من المستحيل تخطيها من دون حاجة الى التوقف عند العقد المطلبية التي يفهم منها انها قابلة للمعالجة باستثناء مشاكل النفايات والكهرباء والمياه، وكل ما عدا ذلك قد يشهد معالجة من الواجب ان تصب في مصلحة الجميع بلا استثناء؟!