IMLebanon

لماذا يريد جعجع أن يكون شريكاً في التعطيل؟

سعت معراب إلى إعطاء اللقاء الذي طال انتظاره بين الجنرال والحكيم الحيز الكبير والمشهد الذي يبهر الجمهور المسيحي. البداية من الاغارة التي فاجأت الجميع في الرابية حيث انتظر امنيّو الجنرال مسؤول الحماية في معراب للاطلاع المشترك على الإجراءات الأمنية قبل زيارة الدكتور سمير جعجع في اليوم التالي. لكن عنصر المفاجأة باغت الجميع خصوصا النائب إبراهيم كنعان الذي حضر للإشراف على ترتيبات اللمسات الأخيرة مع «الرفيق» ملحم الرياشي. فحضر جعجع شخصياً ودخل إلى الرابية دون سابق إنذار. الزيارة المفاجئة تركت ارتياحا لدى الجنرال عون الذي اعتبرها عفوية تؤسس لمرحلة جديدة خالية من النوايا المبيتة.

كما أن التوقيت تقول مصادر مسيحية الذي تقرر في السادسة والنصف تحدد قصدا وعمدا كي يلتحق اللقاء بالنشرات الإخبارية المتلفزة التي تبث عند الثامنة مساء. كما أن المجتمعين قرروا عدم تلبية دعوة العشاء إلى مائدة الجنرال كي يتسنى للمشاهدين حضور وقائع المؤتمر الصحافي المشترك في بث حي ومباشر خلال نشرات الأخبار حيث الـ«rate» يبلغ الذروة في هذا الوقت. كما أن الإحاطة الذي حرص الحكيم باظهارها عبر التطويق غير المنتظر وهي إشارة محببة اراد من خلالها جعجع طمأنة المسيحيين بأن غداً يوم آخر. لكن عون أراد أن يتفلت من هذا المشهد باختصار الحديث مع الإعلاميين والانفصال بالذهاب بشكل دائري هو من ناحية اليمين وضيفه يسارا ليلتقيا لاحقاً بالحشود الإعلامية.. هذه الوقائع يسردها بعض المراقبين لتؤكد بأن اللقاء نجح من خلال ما رافقته من شكليات إيجابية. ويتمنى المراقبون أن تنتهي النوايا باتفاق نهائي بين معراب والرابية.

البارحة التقى بطلا «حرب الإلغاء» المسيحية هذا اللقاء على الرغم من ان البعض لا يعول كثيراً على ما تمخضت عنه تلك الزيارات المكوكية التي تولاها النائب ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في القوات اللبنانية ملحم رياشي والتي اثمرت لائحة نوايا بنودها لا تمت بالوضع الداخلي المسيحي بصلة لكنهم يعتبرون ان الصورة التي جمعت الحكيم والجنرال بعد سنوات من الجفاء قد تسهم في اعادة اللحمة الى المجتمع المسيحي ولربما بذلك يعيد الزعيمان مقولة «مصلحة المجتمع المسيحي فوق كل اعتبار» وفوق كل تحالف. مصدر مقرب من الفريقين اكد ان اهمية الاعلان تكمن في مصالحة المسيحيين مع انفسهم في السياسة، والمهم ايضاً هو تعهد الجنرال ميشال عون خطياً واقراره بـ«اتفاق الطائف» الذي لطالما هاجمه واتهم موقعيه بالعمالة ولعل الابرز في هذه البنود هو تثبيت حياد لبنان، والتشديد على عدم نقل السلاح من والى لبنان.

ويضيف المصدر ان المصلحة العونية القواتية هي مصالحة المسيحيين مع انفسهم بعد 20 سنة من الاحباط و10 سنوات من الضياع بين مصالح السنة والشيعة، من هنا يؤكد المصدر ان الطرفين شددا على ان لا يكونا مادة للاستخدام في آتون الاخرين، بحيث اذا اختلف حليف الجنرال مع الدكتور جعجع لن يكون عون الوسيلة للهجوم عليه.

وختم المصدر ان اهمية اعلان النوايا هي بداية الطريق لمعالجة العديد من الامور التي ستؤدي الى تثبيت وتدعيم هذا الاعلان لكي لا يبقى اللقاء مجرد صورة في ارشيف اللقاءات.

مصدر في 14 آذار علق على اللقاء وبنوده ممازحاً انه بما ان الدكتور سمير جعجع وصل الى نصف الطريق ووقف الى جانب الجنرال عون كان عليه ان ينتخبه رئيساً للجمهورية وبذلك ينهي ازمة الرئاسة الاولى، واضاف المصدر كما انه وجد شخص كالنائب وليد جنبلاط استطاع ان يهين الموارنة عبر اتهامهم بأنهم «جنس عاطل» سيأتي سياسي آخر ويقول هؤلاء عطلوا رئاسة الجمهورية بحجة اما عون رئيساً للجمهورية او لا رئاسة وعطلوا عمل الحكومة عندما طرحت التعيينات وخاصة قيادة الجيش فاما العميد شامل روكز قائداً للجيش او لا قيادة واليوم يعطلون مجلس النواب عبر فرض بنود معينة ومنها قانون الانتخاب واستعادة الجنسية وهنا يطرح المصدر السؤال هل يتحمل المسيحيون ان يكونوا السبب المباشر بتعطيل 3 مؤسسات واليوم سيضيفون اليها المؤسسة الرابعة الا وهي قيادة الجيش.

من هنا يسأل المصدر الدكتور جعجع لماذا يريد ان يكون شريكاً في التعطيل بالتكافل والتضامن خصوصاً ان تاريخ الموارنة حافل بتمسكهم بالدولة منذ 100 عام وهم من بناها لقد كانت معركتهم خلال الحرب الاهلية ان الشرعية هي في المناطق الشرقية فجنبلاط اقام الادارة المدنية والمسلمون سلموا رقابهم للحركة الوطنية ولياسر عرفات بينما كان المسيحيون مؤتمنين على الشرعية وهذه المعركة خاضها الرئيس سليمان فرنجية عام 1975.

من هنا يطرح المصدر السؤال على الجنرال عون والدكتور جعجع هل لديهما ضمانة رديفة في حال انهيار الضمانة الوحيدة التي اسمها الدولة.

انطلاقا من كل ما ذكر فان كل بند من اعلان النوايا يحتاج الى جلسة حوار وجلسات طويلة للاتفاق وبالتالي انه اقل من ورقة تفاهم واكثر من النوايا اذا صدقت النيات ويبقى السؤال الذي طرحه العارفون في الساحة المسيحية هو لماذا يضع الجميع ايديهم على القلوب خوفاً وغير مطمئنين؟ ولماذ معظم هؤلاء غير مصدقين من نوايا القطبين تجاه بعضهما البعض رغم تقاسم كنعان ورياشي قراءة اعلان ورقة النوايا المطولة.

وفي النهاية يأمل ويتمنى العارفون في الساحة المسيحية ان يكون هذا اللقاء وهذه المصالحة جدية هذه المرة خصوصاً ان الفريقين جربا الخصام والعداء والحروب فخرجا سويا من مولد السلطة من دون حمص وابعدا المسيحيين عن الطاولة التي استأثر بها الشريك السني والشيعي فهل تكون هذه المرة ثابتة ويرسوا المسيحيون بامان على بر المشاركة.