IMLebanon

لماذا تتخلّى الكنيسة عن أبنائها؟!

في اواخر الاسبوع الماضي نشرت وكالة الاخبار «المركزية» حديثا للاب انطوان خضرا رئيس جمعية «لابورا» التي تعنى بتنشيط الوجود المسيحي في وزارات الدولة ومؤسساتها بعد الخلل المتمادي الذي لحق باعداد الموظفين المسيحيين في مختلف فئات الوظيفة اثناء الوصاية السورية على لبنان، واستفحل اكثر بعد خروجها الى ان تم تصويب هذا الخلل بنسبة معقولة في بعض المؤسسات مثل قوى الامن الداخلي لكنه ما زال قائما ومتماديا في العديد من الوزارات والمؤسسات على ما جاء في تصريح الاب خضرا الذي يعمل جاهدا على خطين متوازيين، الاول توسيع مفهوم الوعي لاهمية الوجود المسيحي في مؤسسات الدولة وخصوصا في الجيش والقوى الامنية الاخرى والثاني ايجاد الحلول للذين يصعب توظيفهم في الدولة وهذا الامر يتطلب تعاونا وثيقا واهتماما من كنائس لبنان التي تملك القدرة والامكانات لتحقيق هذا الهدف الذي يعتبر اساسيا في حملة دعوة المسيحيين الى البقاء في ارضهم وعدم استسهال بيع الارض او الهجرة الى الخارج، وتفريغ الوجود المسيحي في لبنان، من فاعليته، وقدرات ابنائه المعروفة عنهم منذ مئات الاعوام.

****

من البديهي والطبيعي ان يدق الاب خضرا ابواب الكنيسة المارونية اولا لانها كنيسته بالدرجة الاولى وهي الكنيسة الام للكنائس الاخرى حاملا اليها مشروعا من ثلاث نقاط لمساعدة الذين يصعب ادخالهم الى اسلاك الوظائف في الدولة، من اجل البقاء في لبنان، وانشاء عائلة، والعيش بكرامة.

هذه النقاط الثلاث هي تقديم مساعدات عينية، وليس بالضرروة مالية في المجالات الثلاثة الاتية:

1- تخفيض حقيقي في الاقساط المدرسية.

2- مساعدة سكنية للمتزوجين او للراغبين في الزواج.

مساعدة طبية لغير المضمونين وغير القادرين على الاستشفاء.

ان الكنائس عموما، والكنيسة المارونية خصوصا، يجب الا تتحجج بضعف الامكانات المادية، لكي لا يلقى الاب خضرا تشجيعا كبيرا من الكنيسة، على ما جاء في تصريحه، لان الاب خضرا يعرف، وابناء الكنيسة يعرفون، ان قدرات الكنيسة على الصعيدين المادي والمعنوي، كبيرة جدا، ومن واجبها الديني والانساني، ان تضع هذه القدرات في خدمة ابنائها، وان تعمل المستحيل، داخل لبنان وخارجه، كما تفعل باقي الطوائف والمذاهب، لحماية رعاياها من نتائج العوز والبطالة، كمثل الاستزلام السياسي، وبيع الارض والروح. والهجرة الى الخارج، والغرق في المفاسد، وهي قادرة على ذلك، الا اذا كانت تفكر بان تستعيض عن المسيحيين المقيمين، بالمسيحيين في المهاجر.