IMLebanon

لما توتير الأجواء والناس في مقلبٍ آخر…؟

لن يتكرَّر في زيارة الرئيس تمام سلام للسعودية ما حصل مع الرئيس سعد الحريري أثناء زيارته للولايات المتحدة الأميركية، فأثناء اجتماعه مع الرئيس باراك أوباما أُدخِلَت إلى الإجتماع قصاصة ورق عليها أنَّ عشرة وزراء في حكومته قد قدَّموا إستقالاتهم، وعليه فإنَّ الجزء الثاني من الإجتماع مع الرئيس أوباما هو لرئيس حكومة في حكم المستقيلة.

لن يتكرَّر أنَّه بالتزامن مع لقاء الرئيس تمام سلام مع القيادة السعودية سيتمُّ إدخال قصاصة ورق عليها أن وزراء 8 آذار علَّقوا مشاركتهم في الحكومة، فأحد صقور هذه المجموعة، وزير الخارجية جبران باسيل هو في عداد الوفد، فكيف يعلِّق مشاركته في وفدٍ هو فيه؟

***

جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي سبقت الزيارة للمملكة العربية السعودية، لم يعكس بيانها المقتضب مناقشاتها المستفيضة، البيان اقتصر القول فيه أنَّه تمت مناقشة مستفيضة للآراء المدلى بها، وقد استغرقت هذه المناقشة وقتاً طويلاً، تقرر بنتيجة إنقضائه متابعتها في جلسة مجلس الوزراء يوم الخميس المقبل. في المقابل فإنَّ المناقشات استمرت أربع ساعات، كان جميع الوزراء يريدون أن يوصِلوا أفكارهم لكن لا أحد كان يريد أن يكون المتسبب بانفجار الحكومة، فاليوم ليس 2011، آنذاك كانت هناك إستقالة وتعطيل للحكومة، وكان هناك رئيس للجمهورية وكانت هناك إستشارات التكليف ثم التأليف، اليوم الأمور مختلفة كلياً، فلا رئيس جمهورية، وإذا استقالت الحكومة فمَن يُجري إستشارات التكليف، وإذا كانت هذه الإستشارات متعذِّرة فلا إمكانية إذاً لإستشارات التأليف، فأيُّ اختبارٍ سيُدخلنا فيه محاولو التعطيل؟

وهل يُدركون أنَّ أداءهم سيؤدي إلى تعطيل شؤون الناس وليس شؤونهم فقط؟

***

لكلِّ هذه الأسباب الآنفة، مجتمعةً، فإنه وحتى إشعارٍ آخر، تبدو الأمور تهويلية أكثر منها واقعية، فجلسةُ الخميس، وعلى رغم كل السقوف الكلامية التصعيدية، فإنَّ الأسباب الموجِبة ستؤدي إلى عدم إيصال الوضع إلى الإنفجار لأنَّه لو سلَّمنا جدلاً بمسار الإنفجار فإنَّ الوزراء المُصعِّدين سيخرجون خاسرين من النتيجة التي ستؤدي إليها الأمور، فالبنود التي يتمُّ تمريرها كيف سيتم تمريرها فيما لو علَّقت الحكومة جلسات مجلس الوزراء؟

بالتأكيد الوزراء يعرفون هذا الواقع، ومراجعهم الذين يقفون وراءهم يعرفون هذا الواقع أيضاً، فلماذا المكابرة؟

ولماذا تكبير الحجر إذا لم يكن أحدٌ قادراً على رميه؟

***

ستتمُّ زيارة المملكة، وسيعود رئيس الحكومة تمام سلام حاملاً تجديد دعم الرئيس سعد الحريري له، وستنعقد جلسة مجلس الوزراء الخميس، ولن تكون إستثنائية في نتائجها، لا أحد قادراً على قلب الطاولة، وهذا ما يعرفه الجميع، فلماذا توتير الأجواء من أجل لا شيء؟