لا يتراجع «حزب الله» عن دعمه للعماد ميشال عون كمرشح لرئاسة الجمهورية، وقد اكد امينه العام السيد حسن نصر الله، على التزام اخلاقي وتحالف سياسي وراء تأييده، وهو مستمر في موقفه هذا، الا اذا قرر عون سحب ترشيحه.
اما لماذا اصرار «حزب الله» على خيار عون كمرشح رئاسية، فلأن رئيس «تكتل الاصلاح والتغيير»، صلب في مواقفه، وامتحن في حرب تموز التي شنها العدو الاسرائيلي صيف 2006 على لبنان والمقاومة، وصمد مع المقاومة، رغم التهديدات الاميركية التي تلقاها، ومنها ان الطائرات الاسرائيلية ستستهدف منزله، لكنه التزم بالموقف الوطني مع المقاومة، وفق ما تشير مصادر مقربة من «حزب الله» لتخلص بأن الحزب وفيّ لحلفائه، وليس فقط العماد عون، بل ايضاً النائب سليمان فرنجية، وشخصيات وطنية اخرى من كل الطوائف، اضافة الى احزاب وطنية وقومية، وغالبية الشعب اللبناني.
ولهذه الاسباب يتشدد «حزب الله» في دعمه لعون، وهو يطمئن الى وجوده في رئاسة الجمهورية، كما كان الرئيس اميل لحود، الذي ومنذ كان قائداً للجيش، وضع مقولة «الجيش والشعب والمقاومة»، في مواجهة العدو الاسرائيلي، ولم يبدل موقفه رغم كل الضغوط الاميركية، تؤكد المصادر وتشير الى ان المقاومة بحاجة الى حلفاء لها في مواقع السلطة، لذلك فأن خيارها على عون، هو شأن استراتيجي لا يمكن التفريط به، كما فعل آخرون كانوا في السلطة، اذ سعوا عام 1993، وبعد العدوان الاسرائيلي في عملية «تصفية الحساب»، الى ارسال الجيش الى الجنوب، فرفض العماد لحود قرار مجلس الوزراء، واعتكف في منزله، لانه لا يريد الصدام بين الجيش والمقاومة وبيئتها الحاضنة، ولان لا لزوم بان تخلي المقاومة مواقعها وترمي سلاحها، تنفيذاً لطلب اسرائيلي واميركي.
ومنذ ذلك التاريخ، وضع العماد لحود على رأس لائحة المرشحين لرئاسة الجمهورية، لانه ضمانة للمقاومة، التي رأت كيف يحصل التآمر عليها، ومن اطراف تعتبرها حليفة، حتى من الجهاز الامني السوري الذي كان في لبنان ويدير سياسته مع مسؤولين سوريين كانوا يتولون الملف اللبناني. وقد روى اكثر مسؤول في «حزب الله»، ومنهم النائب حسن فضل الله، الذي كتب في كتاب له صدر قبل اكثر من عام ماذا فعل العميد غازي كنعان الذي كان رئيساً لجهاز الامن والاستطلاع في القوات السورية، اثناء حرب «عناقيد الغضب» في نيسان من العام 1996، والتي شنها العدو الاسرائيلي على لبنان ومقاومته، كيف ان كنعان وجه اللوم لقيادة «حزب الله» على فتح المعركة دون ان يتوقف عند مصالح سوريا، ومثله تصرف نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام، الذي اشار الى ان هذه الحرب ستدمر لبنان وسوريا.
«فحزب الله» ينظر الى رئاسة الجمهورية من زاوية تأمين ظهر المقاومة وامنها وسلامتها ووجودها، وهو يدعم العماد عون للوصول اليها، لانه لا يبيعها، كما فعل غيره عند اول تحول دولي واقليمي، لتغيير معادلة «الجيش والشعب والمقاومة»، وهذا ما حصل مع الرئيس ميشال سليمان، تقول المصادر التي تكشف عن ان «الفيتو» على العماد عون، وتحديداً من السعودية، ومن يؤيد سياستها في لبنان، لانه مع المقاومة، التي استطاعت ان تؤمن التوازن العسكري الردعي مع العدو الاسرائيلي، وهذا ربما تحذير للبنان، ان يصبح في محور ايران – سوريا، لذلك مرفوض عون في رئاسة الجمهورية.