الحراك المدني ليس بريئا بعدما تكشف لدى المعنيين ان المجموعة التي تقوم بتحريك الشارع مرتبطة ارتباطا وثيقا باحدى سفارات الدول الكبرى، وسبق لها وان لعبت دورا في تجييش المتظاهرين في مصر وتونس ولها صلات وثيقة مع المعارضة السورية.
وان احد ابرز وجوهها اوقف من قبل السلطات المصرية لنشاطه المعروف في ميادين القاهرة وتم ترحيله الى لبنان الا ان اللافت دخول اطراف الى الحلبة ما اربك المجموعة المذكورة لا سيما وان المستثمرين كثر ويأتي في طليعتهم اليسار التقليدي.
ويبدو وفق الاوساط المتابعة لنبض الشارع ان ازمة النفايات شكلت النافذة لدخول هؤلاء الى الساحة والعنوان الصالح لاخفاء الاهداف الحقيقية للمحركين الطامحين الى اطلاق «الربيع اللبناني» بعدما فشلوا في مناسبات عدة لتحقيقه كون التركيبة اللبنانية المعقدة لا تسمح بذلك.
وتضيف الاوساط ان المجموعة المذكورة سبق لها وتلقت تدريبات على مواقع التواصل الاجتماعي وكيفية تحريك الشارع وتحريك النفوس وان اهتمام السفير الاميركي دايفيد هيل بعدم قمعهم من قبل القوى الامنية لم يأت من فراغ ما يطرح السؤال الكبير: ماذا يريد الاميركيون من الحراك وهل
الهدف خلق «الفوضى البناءة» لارباك «حزب الله» كونه يقاتل الارهاب في سوريا، وهل المطلوب خلق خضة امنية لخلط اوراق اللاعبين وتدجينهم لتنفيذ املاءات خارجية تصب في مصلحة لعبة الامم، ومن يضمن بقاء السيطرة على الشارع في مرحلة سوداوية تعصف بالمنطقة من ادناها الى اقصاها في ظل الحرائق السورية والعراقية وما يحصل في ليبيا ومصر واليمن، وهل القرار الدولي او التوافق بالمحافظة على استقرار البلد دخل دائرة الاهتزاز
وتشير الاوساط الى ان شعارات الحراك ولو كانت تعبر عن طموح المواطنين لجهة الفساد المستشري في الطبقة السياسية الحاكمة والمحاصصات التي افقرت المواطنين وادت الى انقراض الطبقة الوسطى الا ان المحركين يتصرفون وفق مبدأ «كلمة حق يراد بها باطل»، واذا كان رئيس مجلس النواب نبيه بري قد تقدم بدعوى ضد صلاح مهدي نور الدين كون الاخير رفع يافطة تحمل صور بري والرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط على قاعدة انهم فاسدون، فان ردة فعل جنبلاط كانت مفاجئة اذ غرد مستغرباً متسائلاً عن بقية الاسماء بطريقته الساخرة، ولعل البارز في شخصية الزعيم الاشتراكي انه من القلة القليلة التي لا تحاضر بالعفاف وربما صراحته المفرطة تشفع له في كثير من الاحيان من حكاية «الدفترين» الى «مزنوق» وغيرها من المصطلحات التي تعتبر ماركة جنبلاطية بامتياز.
وتقول الاوساط ان تعرض البعض للمتظاهرين من الحراك المدني بالضرب ينذر بالكثير مما لا تحمد عقباه لا سيما وان الاحتقان المذهبي بلغ درجة الغليان وان الاندساس في صفوف المتظاهرين سهل للغاية لا سيما وان الساحة المحلية متخمة بالاجهزة الخارجية، اضافة اى ان دخول «داعش» على الخط حيث نجحت الاجهزة الامنية بتوقيف اثنين من التنظيم المذكور كتبوا شعارات لتأجيج الفتنة السنية الشيعية، وان كلام وزير الداخلية نهاد المشنوق عن ان البعض يريد ان يستسقي الدم يندرج في خانة الواقعية خصوصاً وانه يملك الكثير من المعلومات بحكم موقعه وان الحديث عن تمويل احدى الدول للحراك بات مثبتاً بعدما انكشفت المنظمات الممولة والتي سبق لها ولعبت الدور الاساسي في تمويل الحراك المصري والتونسي وحركت الميادين التي اطاحت بالانظمة المذكورة.
وترى الاوساط ان افتضاح امر المحركين للشارع وتبعيتهم سيؤدي بالحراك الى الفشل، لا سيما وان اللبنانيين لم ينسوا الايام السود في سبعينات وثمانينات القرن الماضي في حروبهم الاهلية التي ما يزال الجميع يعاني من تداعياتها، حيث بدأت حروب العبث بشعار «من اجل هذا احارب» وانتهت بسؤال «من اجل ماذا حاربت؟».