Site icon IMLebanon

لماذا «النقمة» العلويّة على «الوطني الحرّ»؟

 

بين توقيع وزير الداخلية مشروع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة ايار المقبل، نهاية الاسبوع المنصرم، واعلان هيئة الاشراف على الانتخابات بالامس انها باشرت عملها، يكون قانون الانتخابات النيابية قد وضع قيد التنفيذ بعد مرحلة تسجيل المغتربين، في مؤشر الى اتفاق واضح رعته التسوية المنقحة يقضي باجراء الانتخابات التشريعية في مواعيدها الدستورية تحت مظلة دولية واقليمية ترعاها.

وفي هذا الاطار تكشف مصادر سياسية الى ان ثمة قناعة لدى الجميع في الداخل والخارج ان صيغة القانون الانتخابي الحالية، والتوافقات التي سترعى التحالفات بين الاطراف السياسية ، ستؤمن التغيير المطلوب سياسيا وعلى البارد، بعد ان تكون التسويات في المنطقة قد سلكت دربها نحو التنفيذ، داعية في هذا المجال الى القراءة المتأنية للمواقف الدولية والاقليمية الاخيرة من حزب الله والدعوات الموجهة له للعودة الى الداخل اللبناني والانخراط الكامل في الحياة السياسية اللبنانية.

واذا كان لا يزال من المبكر الخوض في خريطة التحالفات الانتخابية، فان التيار الوطني الحر يصعد من هجمته باتجاه المناطق كافة، في خطة لرئيسه هدفها تأمين كتلة نيابية وازنة ومقررة الى جانب رئيس الجمهورية عابرة للطوائف والمناطق، كانت آخر محطاتها دخول التيار الى جبل محسن للمرة الاولى بشكل علني وخدماتي، ما طرح العديد من علامات الاستفهام والتساؤلات حول مغزاها وتوقيتها.

ففيما كان رئيس الحكومة سعد الحريري عبر مدير مكتبه نادر الحريري يباشر مساعيه للتقريب بين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ورئيس حزب التيار الوطني الحر، خرج الاخير في زيارة اعتبرتها مصادر شمالية استفزازية، هدفها اقفال الطريق على تيار المردة، خصوصا مع ما رافق جولة وزير الخارجية في جبل محسن وافتتاحه مكتبا للتيار، في خطوة صدمت اهل جبل محسن الذين لم يعرفوا يوما ان في صفوفهم منتسبين للتيار البرتقالي.

الخطوة البرتقالية استدعت تحركا احتوائيا بدأ برسالة من رئيس الحزب العربي رفعت عيد من خارج الحدود استتبع باتصالات بين قيادات افضت الى المخرج الذي انتهت اليه الامور ،رغم حديث عن امتعاض علوي من عدم تعامل التيار الوطني بايجابية مع الطائفة، وتغاضي التيار عن تقديم الخدمات للطائفة سواء انمائيا او في الوظائف، في مقابل ميل واضح من القاعدة العلوية باتجاه تيار المردة والنائب فرنجية الحليف الطبيعي والذي وقف الى جانب الجبل في محنته وقدم كل انواع الدعم والمساعدة،لذلك كانت الرغبة والتمني بابعاد جبل محسن عن الصراع الانتخابي والاستقطاب في هذا المجال خصوصا ان قيادة العربي الديمقراطي تكن كل الاحترام والتقدير للرئيس العماد ميشال عون.

مصادر التيار الوطني الحر اشارت الى ان هناك من يحاول اعطاء الموضوع اكثر مما يحتمل، فافتتاح المكتب يأتي في اطار السياسة الانفتاحية والتوسع المعتمدة باتجاه كل المناطق، وهي لا تستهدف اي طرف سياسي، بل على العكس هدفها توسيع القواعد الشعبية على اسس التنافس الديموقراطي، مقرة بان للمكتب وظيفة انتخابية الا انها ليست الهدف الوحيد، داعية بدورها الى عدم اعطاء الموضوع ابعادا اقليمية.

عليه ومع دوران عجلة الانتخابات وتحمية الماكينات الانتخابية، ترتفع نسبة الحماوة السياسية، لتدخل مناطق جديدة كانت حتى الماضي القريب حكرا على اطراف سياسية معينة، حيث يبدو التيار الوطني الحر في طليعة المهاجمين خالطا الاوراق فارضا ايقاعه على باقي الاطراف.