Site icon IMLebanon

لماذا هذه الحدّة في إنتخابات الرابطة المارونية؟

 لا نوافق الذين يحوّلون تنافساً إنتخابياً ضمن الرابطة المارونية الى معركة كسر عظم. أصلاً: كسر عظم بين من ومَن؟ وعلى أي قاعدة؟ لقد بقيت هذه المؤسسة بعيدة عن الإنقسام الحاد داخل لبنان والطائفة ايضاً، فمن هو صاحب المصلحة في إدخال الصراع إليها في محاولة لشرذمتها وهي التي تحافظ على تماسك يرقى الى عقود عديدة؟!

بداية، وإذ ادعو الى الروية والتعقل، أود أن أشير الى النقط الآتية التي تحضرني الآن:

أولاً – من حيث المبدأ فإنّ المنافسة بين الموارنة هي أمر تاريخي طبيعي. هكذا نشأوا، وهكذا استمروا، وهكذا يستمرون. وتاريخهم يشهد لهم على أنهم لم يكونوا في يوم من الايام قطيعاً منقاداً وراء زعيم أو قائد يملك الإجماع.

ثانياً – هناك جمعية عمومية في الرابطة المارونية مدعوة الى إنتخابات تعقد يوم السبت المقبل. وهناك مرشحون للرئاسة ولنيابة الرئاسة ولعضوية المجلس التنفيذي. فلتأخذ اللعبة الديموقراطية مجراها الكامل، كما درجت العادة، ومن يخسر يتقدم من الفائز مهنئاً.

ثالثاً – لاشك في أنّ النقيب انطوان قليموس المرشح «الفاڤوري» لرئاسة الرابطة المارونية مشهود له بالمناقبية والأخلاق وخصوصاً بالدينامية ولم يُعرف عنه أنه عضو في تيار أو حزب أو تنظيم، في المرحلة الراهنة على الأقل. وهو يخوض «معركة» (إذا صحت التسمية) على هذه القاعدة أو من هذا المنطلق. فمن يوافقه الرأي (وقد عرض برنامجه من على منبر نقابة الصحافة) يؤيده، ومن لا يوافقه يعارضه… فأين المشكلة؟.

رابعاً – هناك كتلة ناخبة كبيرة في الجمعية العامة تؤيد رئيساً أسبق للرابطة لأسباب عديدة ليس المجال متسعاً للخوض فيها هنا، في هذه العجالة. وهو ممثل بكم «وازن» في اللائحة المكتملة التي شكلها النقيب انطوان قليموس. وحسب العادة فإنّ هذه الكتلة تقبل بكثافة على الإنتخابات. وإن كانت بعض «التسريبات» تتناول موقف هذه الكتلة في الدورة الإنتخابية الآتية (…)

خامساً – لا يمكن إغفال أن غبطة البطريرك نيافة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي استقبل قليموس واعضاء لائحته ومنحهم «البركة الرسولية» علناً.

سادساً – من الواضح أن النائب سليمان بك فرنجية مصرّ على مرشح تيار المردة العميد المتقاعد إبراهيم جبور (إبن بلدة اردة المجارة لزغرتا)، وإن عدم ضم جبور الى اللائحة الوحيدة المكتملة ترك إنطباعات سلبية جرى تفسيرها سياسياً ضمن الإصطفاف الحالي الذي افرزته المنافسة في معركة رئاسة الجمهورية. وهو أمر معروف لا يحتاج الى كبير شرح. وإن كان ثابتاً لدى الجميع تقريباً إن النقيب قليموس ليس في وارد هذا الإصطفاف بأي شكل من الأشكال. وكانت هذه الزاوية أول من اضاء على هذه الحقيقة في حينه.

إلا أن المعطيات الواردة أعلاه كلها لا تمنع، بل لا يجوز أن تمنع خوض معركة ديموقراطية تحدد فيها صندوقة الإقتراع النتيجة.

إننا نعرف أن للرابطة المارونية دوراً وطنياً يفترض أن يتجاوز الحساسيات والمنافسات التي هي ظاهرة إيجابية في المبدأ وفي التفاصيل، فإلى يوم السبت المقبل.