Site icon IMLebanon

لماذا قصفَت الطائرات الإسرائيليّة داخل سوريا؟

أغارت مقاتلات إسرائيلية على مواقع عسكرية قريبة من دمشق، من ضمنها قواعد جوية ومرافق للّواء 103 ومواقع للّواء 90 في القنيطرة. ويبدو أنّ هذه الغارات التي نفّذتها إسرائيل فوق الأراضي السورية كانت الأكبر منذ اندلاع الحرب الأهلية. وقد تصدّت قوّات النظام السورية للطائرات المغيرة بصواريخ أرض – جو.

هي المرة الرابعة التي تضرب فيها قوات الجو الإسرائيلية أهدافاً على الأراضي السورية منذ إندلاع الحرب الأهلية. وقد أعلنت إسرائيل مراراً أنها ستتدخل لمنع وصول أسلحة تقليدية متطورة إلى أيدي «حزب الله» في لبنان، بدءاً من الصواريخ الموجّهة المضادة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة على الأكتاف وصولاً إلى الأنواع المختلفة من الأنظمة المدفعية.

وقد استهدفت الغارات السابقة أسلحة مماثلة، إضافة الى صواريخ «ياخونت» الروسية المضادة للسفن في اللاذقية عام 2013.

ومن غير الواضح حتى الآن ما هي الأهداف الفعلية للغارات الإسرائيلية، لكن التقارير تشير إلى أنّ إيران كان تنفّذ أو تحضّر لنقل صواريخ من طراز «فاتح 110» إلى «حزب الله»، ويمكن أن يكون سلاح الجو الإسرائيلي شنّ الغارات لمنع وصول الشحنة. إلّا أن شائعات أفادت أنّ الأهداف الحقيقية للغارات كانت صواريخ أرض – جوّ من طراز «S-300» تم شحنها أخيراً من روسيا إلى سوريا.

الخبير العسكري والمحلّل الإستراتيجي العميد المتقاعد نزار عبد القادر اعتبر لـ«الجمهورية» أنّ الضربة العسكرية لا يمكن ربطها بالمفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة، بل بالوضع الأمني السوري وحرص «حزب الله» على حماية صورايخه بعيداً من أي تهديد، ووضعها في مكان أكثر أمناً وقرباً، يُرجّح أنهم وجدوه.

أما عن توقيت شحنة الأسلحة وعلاقتها بالمفاوضات النووية، فيربط عبد القادر إختيار هذا التوقيت بسببين:

1- منع بعض الجماعات المسلحة من الإستيلاء على صواريخ لـ»حزب الله» التي كانت مخبّأة ومحميّة في مخازن داخل الأراضي السورية.

2- التطور الأمني الطارئ في الأزمة السورية قد يكون أثار حفيظة «الحزب» وجعله يُقرّر إيجاد ملاذ أكثر أمناً لهذه الصواريخ، ما يعني أن يكون له سيطرة كاملة عليها، وإسرائيل تدرك وتراقب ما يحدث بدقة على الأراضي السورية».

ولا يستبعد عبد القادر إمكان حصول غارات مماثلة في لبنان قريباً بعد فرضية التحديد الإسرائيلي الدقيق لهذه المواقع التي حضّرها «حزب الله» لنقل الأسلحة اليها، أو شنّ ضربة جوية إسرائيلية مفاجئة، خصوصاً في منطقة البقاع.

ويضيف: «إسرائيل تراقب منذ بداية الأزمة ماذا يحدث داخل سوريا، وخصوصاً أنّ «حزب الله» قد انتشر عسكرياً وعلناً في الأراضي السورية، وتُدرك إسرائيل في هذا الوقت أنّ الصواريخ المتوسطة التي يملكها «الحزب» كانت أساساً مخزّنة في سوريا لأنّه لا يمكن إخفاؤها أو الدفاع عنها في لبنان.

وهذه الصواريخ قد تكون شحنت من إيران الى سوريا وهي موجودة في مخازن داخل سوريا، والضربات في الأعوام الماضية تدل إلى أنّ اسرائيل تضع مراقبة دائمة على مناطق تخزين هذه الصواريخ في سوريا، ومناطق أخرى ليست بعيدة عن الحدود اللبنانية حيث يسهل نقلها الى البقاع ومنه الى الجنوب، أو من البقاع يمكن نصبها لإطلاقها».

ويلفت إلى أنّ «التطورات الأخيرة في سوريا، وخصوصاً على جبهة الجولان وإمكان اقتراب «جبهة النصرة» وغيرها من التنظيمات المسلحة من بعض المناطق القريبة من دمشق ومن الحدود اللبنانية، فرضت على «حزب الله» ضرورة نقل هذه الصواريخ لتأمينها وحمايتها وإبعادها عن مناطق متنازع عليها بين جيش النظام والميليشيات المسلحة. ويبدو أنّ اسرائيل كانت ترصد هذا الموضوع أو توافرت لديها معلومات عنه».

ويشدد على أنّ جزءاً أساسياً من استراتيجية إسرائيل يقوم على منع نقل تلك الاسلحة وخصوصاً الصواريخ المتوسطة الأمد الى الداخل اللبناني، مؤكداً أنّ «إسرائيل لا تحمي أحداً بل تحمي حدودها فقط، ولا يهمها حدود سوريا ولا لبنان، وتُدرك تماماً نوعية الصواريخ المخزنة في سوريا، وهي صواريخ يمكن أن تطاول العمق الاسرائيلي، وهذا يعتبر سلاحاً استراتيجياً لأيّ مواجهة بينها وبين «حزب الله» في المستقبل».

وفي إطار الصواريخ المتطورة التي تملكها إسرائيل، فيلفت عبد القادر إلى أنها تملك صواريخ arrow 2 وpatriot مضادة للصواريخ. و 3 arrow هو في الأصل arrow 2. أما صاروخ david slings هو من الصواريخ التي طورت أخيراً في إسرائيل وهو نموذج جديد طوروه حديثاً وفق منظومة العمل بطريقة التكامل، التي تعتمدها إسرائيل. بعض الصواريخ قريب وبعضها أدقّ، حتى أنّ الاميركيين ساهموا في تطوير نظام arrow 2 من اجل الإفادة من الخبرة الاسرائيلية في مجال إطلاق الصواريخ».