IMLebanon

لماذا يحذر جنبلاط من التفاهم المسيحي؟

أنا لا اتحدث عن القتال الذي حصل بين الحزب التقدمي الاشتراكي والقوات اللبنانية في الجبل، ذلك ان الامر كان مؤامرة اسرائيلية بصعود القوات الى الجبل، وتحضير اشتباكات بينهم وبين الدروز من اجل تقسيم لبنان ومن اجل الفتنة، لكن عندما يقول الوزير وليد جنبلاط ان اكبر خطر على لبنان هو تفاهم المسيحيين وبالتحديد الموارنة، يجعلنا نتساءل لماذا يخاف الوزير وليد جنبلاط من التفاهم المسيحي ومن تفاهم الموارنة فيما بينهم.

البيك الجالس في الشوف وفي كليمنصو وفي قصر المختارة ويستعبد الناس لانه بيك كبير ويسلب القرار المسيحي من النواب المسيحيين في الشوف وعاليه، علينا ان ننتظر تحذيراته وتسلياته على تويتر. فما ان تفاهم الدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون حتى اعلن الوزير وليد جنبلاط اشارة الخطر ودق ناقوس الخطر، معتبرا ان الخطر الكبير يأتي من تفاهم الموارنة، بغض النظر عن الاقتتال الذي حصل بين الدروز والقوات اللبنانية في الجبل، نحن نسأل عن المساكين من اهالي القرى الذين بقوا في الجبل ولم يغادروا قراهم معتبرين انفسهم من مؤيدي الحزب التقدمي الاشتراكي وانهم جنبلاطيون وانه لن يتم قتلهم، لكن صوت الوزير وليد جنبلاط على الجهاز وهو يأمر بالقتال وصوت الوزير وليد جنبلاط مسجل على التنصت، عند الجيش اللبناني، ولديه القدرة على طلب تسجيل صوته وهو يقول اقتلوا اقتلوا واذبحوهم، وذلك قتل الاهالي المساكين المجردين من السلاح وهم مسيحيون طيبون، بقوا في الجبل معتبرين انهم تحت الحماية الجنبلاطية، فاذا بالسكين الجنبلاطي يذبحهم ويقتلهم.

واذا كان الوزير وليد جنبلاط لا يتذكر ذلك، فأنا اذكره ان العماد حكمت الشهابي طلبه 3 مرات طالبا منه التوقف عن قتل المسيحيين، لكنه لم يجب على الاتصالات، وكان الجواب ان الوزير وليد جنبلاط ليس على السمع، الى ان اتصل العميد حكمت الشهابي بالوزير مروان حمادة، وابلغه ضرورة ان يكلمه الوزير وليد جنبلاط فوراً والا فان الجيش السوري سيتدخل بأمر من الرئيس حافظ الاسد. وبعد 5 دقائق اتصل الوزير وليد جنبلاط من خلدة حيث كان يتابع الجبهة، بالعماد حكمت الشهابي وتلقى تعليمات بوقف ذبح المسيحيين، ولكنه لم يوقف ذبح المسيحيين الا بعد 4 ساعات، بعد ان قضى عليهم وهم مختبئون في الكنائس، ثم لاحقا فك اجراس الكنائس واخذها الى المختارة ووضعها عنده في المتحف وفي القبو الكبير.

ما هي المسيحية، المسيحية هي ان المسيح جاء يبشر كل بني البشر، وصلبه اليهود لانه قال اني جئت من اجل كل البشر، والوزير وليد جنبلاط الذي لا يعرف شيئا عن المسيحية الحقيقية، وعن صلب جوهر الديانة المسيحية، يريد ان يصلب المسيح من جديد لانه ليس بعيداً عن اليهودية، ولانه استقبل بيريز في قصر المختارة يوم احتل الجيش الاسرائيلي الجبل، ولان اسرائيل كانت حريصة على امنه ولذلك جاء السفير الاميركي واخذه في سيارته الى قصر المختارة والى بيروت يوم الاحتلال الاسرائيلي.

اليوم الوزير وليد جنبلاط هو رمز للاعتداد برأيه وهو يتسلى على تويتر كل يوم بخبر جديد وذلك بعد صدمة القمصان السود حول كليمنصو، ولكنه سابقا كان يقول عن سلاح الغدر وكان يتحدث حديثا لم يعد يتحدث به، لانه لا يعرف الا القوة، وعندما اظهر حزب الله قوته حول كليمنصو تغير الوزير وليد جنبلاط وبات يتحدث بلهجة ناعمة تجاه حزب الله، اما بالنسبة للمسيحيين فان الوزير وليد جنبلاط لا يتحدث عنهم الا بالذبح والقتل فيما المسيحية هي التضحية وهي المحبة، وهي العطاء وهي التسامح والمسيحيون دفعوا اكبر ثمن في لبنان من القتل والتهجير والابادة من كل الاطراف لانهم آمنوا بسيادة لبنان وارادوا لبنان حرا وهم الذين قالوا بلبنان اولا ودائما وهم الذين عملوا على انشاء كيان لبنان، والبطريرك الحويك هو الذي ترأس الوفد الى مؤتمر فرساي ليطالب باستقلال لبنان، والوزير وليد جنبلاط يستبد بالناس لانه البيك، ولانه البيك يريد حتما تيمور بيك ان يأتي من بعده. ولانه البيك يصادر النواب المسيحيين في الشوف وعاليه، ولا يجعل المسيحيين ينتخبون نوابهم، ولا يقبل بالنسبية، بل يريد قانون 1960 الاقطاعي كي يفرز نفس الطبقة السياسية الفاسدة وتبقى البلاد في الفساد.

ومن هنا نسأل الوزير وليد جنبلاط من اين لك هذا ومن اين لك ثروة ملياري دولار ومن اين لك ان تملك كل العقارات ومن اين لك السيطرة على محمية الباروك ومن اين لك هذه الاموال في المصارف ومن اين لك شركات الغاز والبترول ومن اين لك استثمار اموال في سويسرا في شركات خاصة لاستثمار الاسهم وكيف اشتريت ملايين الامتار وشركة كفريا للنبيذ وكل كرومها في البقاع، هل من راتبك في مجلس النواب جمعت هذه الثروة، وهل كنت تقتطع جزءا من رواتبك لتجمع ثروة ملياري دولار، وانت رمز للفساد وتتحدث عن تحديث البلاد وعن خلاص المواطن من الفساد وانت ترتكب الفساد وتغرق به وتغرق لبنان في الفساد مع بقية الطبقة السياسية التي تشاركها.

بالله عليك يا جنبلاط اتركنا، فدم المسيحيين ما زال ينزف، واتركنا فأنت رمز للفساد وانت كنت رمز للقتل، وانت كنت رمز للحرب على العلم اللبناني، وانت في لوزان رفضت وضع العلم اللبناني وابدلته بالعلم التقدمي الاشتراكي. وانت كنت من ازلام سوريا طوال 25 سنة، وعندما خرجت سوريا بت تشتمها وتسبّها، فلماذا لم تكن قويا عندما كانت سوريا في لبنان بدل ان تكون من ازلام حكمت الشهابي وغازي كنعان وغيرهم، طالما انك تعرف وتقول ان سوريا قتلت والدك، فلماذا كنت على وفاق مع سوريا اذا كانت سوريا قتلت والدك وتارة تسأل وتارة تنتقم وتطعن في الخناجر في الظهر، وعندما هاجمت حزب الله هاجمته بالكلمات المؤذية وعندما جاء حزب الله بالقمصان السود الى كليمنصو نمت في سريرك وخفت وبدأت الاتصال بالسفارات وحتى لم تتجرأ بالصعود من كليمنصو الى المختارة فبالله عليك يا جنبلاط لا تأتي على سيرة المسيحيين لانك لا تعرف قيمة المسيحيين ومحبتهم وديانتهم وتسامحهم ورسالة السيد المسيح وما جاء وما بشر به السيد المسيح وانت لا تعرف قيمة الصليب ولا السيدة العذراء مريم، ولا تعرف شيئا عن تاريخ المسيحيين وكم قاوموا المماليك والعثمانيين من اجل حريتهم وكرامتهم، فاترك المسيحيين والحديث عن خطرهم، فالمسيحيون كلهم محبة وتسامح، ومع ذلك كمسيحي اقول لك ليسامحك الله شرط ان تسكت ولا تتكلم عن الديانة المسيحية وعن المسيحيين وعن الموارنة، لانهم هم ملح لبنان وهم اول من ضحى من اجل لبنان ويضحون دائما في سبيل لبنان.