لماذا يتسرّب اليأس، الى نفوس القيّمين، والى صدور المواطنين؟
يسمع الناس أخباراً لا توحي بأي أمل.
لماذا؟
والجواب، لأن ثمة إجماعاً على اليأس، من أي تقدّم يصيب الحياة العامة.
هل لبنان مريض الى هذا الحدّ؟
هل هو غارق في بحر من الفساد؟
هل هو ممعن في التخلّف الحضاري.
لا، ان لبنان هو بألف خير.
إلاّ أن الخير جفّ في النفوس.
ورحل، الى الجهات الأربع.
لماذا يجود القيّمون على المرافق العامة، بطوفان من المشاكل، وبغزارة من الخراب.
كان الأستاذ سعيد عقل، لا يتبرّع لأي جهة بمحاضرة أو بأمسية شعرية، لأن لكل واجب أدبي أو مطلب، حق ينبغي لمن يطلبه قيامه بالواجب.
والواجب عند طالبه، حق له على الانسان، مثل سائر الحقوق.
وهذه نعمة لا نقمة.
في هذه الأيام، على رداءتها وبشاعتها، أصالة الحق وجدارة الواجب.
هل، بعد ضياع الحق والواجب هذه الكثافة من الفضائح؟
***
وجد الأديب الفرنسي بول فاليري في الأدب فرصاً لا تتكرر، من أجل الذود عن الحق.
وفي رأيه ان الدفاع عن الحق واجب، وان مكاشفة الناس بالمعارف هي واجب.
ولذلك، راح الأديب الفرنسي بيار كامو في الفكر أثماناً لا تعوّض.
هل، لأجل ذلك، أصبح لبنان يعيش في جمهورية النفايات؟
وهل بسبب هذه العورات، أضحت الجمهورية من دون رئيس للسنة الثانية وثلاثة أشهر، وصار لبنان وطن الفساد، ومجمعاً للأحقاد والمخالفات؟
أمس، سمع الناس، أشخاصاً من ذوي القيمة، يقولون لزملائهم، دلّونا على مكان في لبنان، خالٍ من العيوب، والفضائح والمفاسد.
الناس تتخانق أمام الموفدين العرب والدوليين، لأن الأمل بانقاذ البلاد، بات منحسراً من أي مبادرة مؤهلة للانقاذ.
هل هذه قصة لبنان مع دولة لا وزن فيها لأي انسان؟
***
سؤال بسيط: هل فقد وطن جبران ونعيمة وايليا أبو ماضي، قيمة الحرف وشعاع الكلمة؟
لماذا يتهافت الوزراء الآن، على تحديد مواطن الفساد؟
هل غابت الأوزان عن احتمالات الصلاح والاصلاح في أي شيء؟
نعم، الناس تريد رئيساً للبلاد.
نعم، والبلاد قاطبة تكرّر المواقف الداعية، الى عدم التوافق أو الاتفاق على رئيس مؤهل لجمع الطاقات والامكانات تحت سقف واحد.
والتكرار للأسباب المخالفة هو مصيبة هذا الوطن.
والتعالي عن هذا التكرار، هو الواجب الضائع في زحمة الضياع!!