IMLebanon

لماذا سارت الكتائب في التمديد وترفض الطعن فيه؟

التمديد في صيغة ما قبله وما بعده لا تزال تخضع لتفسيرات وتحليل لموقف الافرقاء ولتحديد من كسب وماذا كسب في معركة اقرار التمديد وما لم يربحه، فاذا كان تيار المستقبل الذي اطلق معركة التمديد هو المنتصر في معركة التمديد اولاً واخيراً بحسب مصادر نيابية في المستقبل لأنه هو من قرر التمديد قبل ان يتبعه الآخرون من رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى حزب الله والمردة ومسيحيي 14 آذار بحجة المصلحة العليا للدولة واستحالة اجراء الانتخابات النيابية في هذه الظروف الصعبة وسط تهديدات «داعش» و«النصرة» باجتياح المناطق اللبنانية، فان التيار الوطني الحر نجح ايضاً على حدّ قول مصادر مسيحية، في تأكيد انه الجهة المسيحية التي مارست اقوى معارضة ومعارضة للتمديد في حين بقي موقف الكتائب الذي يشبه مقاطعة التيار خجولاً ولم يحظ باهتمام واسع في الاوساط على غرار موقف التيار الوطني الحر الذي هو في صدد تقديم طعنه امام المجلس الدستوري في حين يبدو ان الكتائب لن تسير بالطعن مع التيار لاقتناعها ان ذلك لن يقدم ولن يؤخر طالما أقر التمديد وان الأولوية اليوم للانتخابات النيابية ولاقرار قانون انتخابي منصف للمسيحيين. ولكن السؤال الذي تطرحه المصادر، هل أصابت الكتائب في السير ضد التمديد ولماذا سارت به وترفض الطعن اليوم، وماذا عن علاقتها بالحلفاء وهل اصابت الكتائب بتمايزها عن حلفائها ام اخطأت وهل ستدفع فاتورة رفضها التمديد ليكسبها الآخرون؟

تؤكد اوساط متابعة لموقف الكتائب ان اشكالية معينة تنتظر الكتائب عما قريب في علاقتها مع حلفائها قريباً وتحديداً مع تيار المستقبل، فالتمايز الذي اعلنه الكتائب اليوم لسحب الامتياز الذي حظي به التيار برفض التمديد وحده على الساحة المسيحية لم يعد يصح كما في الماضي خصوصاً وان تيار المستقبل «سلَف» الكتائب كثيراً في الآونة الأخيرة وفي حكومة تمام سلام التي حظي فيها حزب الكتائب بحصة وزارية «لم يحلم بها من قبل» وفي وزارات اساسية وفاعلة على حساب مقاطعة القوات وبعض الحلفاء المسيحيين في 14 آذار، وبالتالي فان ما ظنته الكتائب وفق الاوساط «ضربة معلم» تكسبها شعبية في الشارع المسيحي وترضي بكركي فالواضح ان الخطوة الكتائبية اكسبتها فقط العنوان العريض وتسجيل الموقف السياسي برفض التمديد مسيحياً خصوصاً ان الكتائب لا يمكن ان تكمل في معركة الطعن التي يستعد لها التيار الوطني الحر.

صحيح ان الكتائب التي تمشي وفق شعار «الله والوطن والعائلة» لا يمكن ان تخوض في هذه المرحلة الحرجة سياسياً وامنياً خارج ما يمكن ان يقوض وضع المجتمع السياسي وجدت ان لا مفر من رفض التمديد وهي التي تتطلع الى انتخابات رئاسية سريعة لسد الفراغ في الكرسي الاولى، إلا ان ذلك لا يعني ان الكتائب تضيف الاوساط لن تكون امام مشكلة مع حلفائها في 14 آذار الذين ينتقدون دائماً تمايزها وسيرها «عكس تيارهم»، فموقف الكتائب لا يجعلها في الخندق نفسه مع الرابية ولن تكون كما قبل في المرحلة الراهنة على اقله مع الحلفاء ومع تيار المستقبل على غرار القوات التي سارت الى جانب حزب الله ونبيه بري في حين ان جعجع جدد تحالفه مع المستقبل والسعودية وبالتالي فان حظوظ الجميل الرئاسية كما يقول العارفون اصبحت صفراً لدى السعودية التي زارها كل من سامي الجميل وسمير جعجع فخرج الاخير بموقف من التمديد يتناغم مع ما تريده المملكة وما يتلاءم مع وضعية تيار المستقبل.

الاشكالية التي ستعاني منها الكتائب برزت واضحة في انتقاد القوات والمعركة التي فتحتها معراب ضد المقاطعين للجلسة قبل حصول التمديد والتي شملت الحليف الكتائبي تؤكد الاوساط، فهؤلاء لم يفعلوا شيئاً لإجراء الانتخابات النيابية والمقصود هنا كان التيار الوطني الحر ومعه حزب الكتائب.

ولكن كيف سيستمر حزب الكتائب في المرحلة اللاحقة وسيسير علاقته مع حلفائه ؟ تجيب الاوساط ان الرئيس الاعلى للكتائب قادر على تدوير الزوايا والتمايز ساعة يريد، وبالتالي فان الكتائب اضطرت الى رفض التمديد والسير بالرفض مسايرة لبكركي وارضاء للشارع المسيحي، ولعل ابرز خدمة قدمته الكتائب في كل ذلك في انها قطعت على الرابية لذة الانتصار في «السكوب» المسيحي والاستئثار بالمعارضة وحده في الشارع المسيحي.