Site icon IMLebanon

«لماذا فقد السيّد رصانته؟»

لا بد من العودة الى كلام السيّد حسن نصرالله رداً على خطاب وزير الداخلية الزميل الاستاذ نهاد المشنوق وقوله إنّ البقاء في لجنة الحوار لم يعد مجدياً وكذلك البقاء في الحكومة يجب إعادة النظر فيه وأنه بالرغم من ربط النزاع لتأليف حكومة وتأجيل الحديث عن سلاح «حزب الله» فإنّ الخطة الأمنية في البقاع «مش ماشي الحال»، وأنه لا يمكن الاستمرار في هذا الوضع(…)

المهم أنّ كلام الوزير طبيعي وحقيقي، والسؤال هنا: هل هذا الكلام يستحق كل هذه النبرة والخطاب الطنان الرنان كرد فعل؟ طبعاً لا…

السبب الحقيقي أنّ السيّد أصبح متوتراً جداً في هذه الأيام ولا نلومه لأسباب عدة.

أولاً: انّ الخسائر البشرية التي مني بها الحزب في سوريا أصبحت كبيرة وكبيرة جداً ولا أريد أن أدخل في لعبة الأرقام ولكنها تفوق 1500 شهيد وهذا رقم كبير جداً!

ثانياً: لم يكن سماحة السيّد يحسب أنّ المعركة ستبقى أربع سنوات ونصف السنة وكان يظن أنّه ذاهب الى الدفاع عن مقام السيدة زينب فأصبح في حماة وحمص وحلب والقنيطرة واللاذقية.

ثالثاً: يقول أحد المقربين منه إنّ وجود «حزب الله» في سوريا أصبح عبئاً كبيراً ولا يستطيع أن يتراجع.

رابعاً: انّه مضطر أن ينفذ الأوامر الايرانية وتحديداً أوامر قاسم سليماني قائد «فيلق القدس».

خامساً: منذ أربع سنوات ونصف السنة وسلسلة من الخطابات يلقيها السيد ويبشّر بالانتصار ولكن الحقيقة أنه بالرغم من الدعم الايراني بالسلاح والمال والرجال، وبالرغم من المساعدات العراقية، ألف مليار دولار سرقها المالكي لدعم نظام بشار الاسد، وبالرغم من مشاركة الميليشيات العراقية، وبالرغم من أنّ النظام كان يملك ألف طائرة حربية و5000 دبابة وصواريخ وراجمات صواريخ و5000 ناقلة جند وغيرها وعدد أفراد الجيش كان نصف مليون رجل… بالرغم من هذا كله نرى اليوم أنّ نظام بشار الأسد لا يسيطر إلاّ على 20% من مساحة سوريا…

أمام هذا كله فإنّ السيّد متوتر وأعصابه فرطت لذلك عندما سمع كلام الوزير المشنوق انفعل ولم يعد يتمالك أعصابه.