IMLebanon

لماذا تبدي موسكو امتعاضها من استمرار ترشح عون؟

بوغدانوف لعبد اللهيان: التشبث بـ«الجنرال» مضر للمسيحيين

لماذا تبدي موسكو امتعاضها من استمرار ترشح عون؟

منذ زيارة نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ومبعوث الرئيس الروسي الى الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف بيروت في نهاية العام 2014 وهو يتابع من موقعه المسؤول الملفّ اللبناني، ولعلّ الكلام الذي سمعه الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله آنذاك من بوغدانوف عن أهمية تسهيل الوصول الى رئيس توافقي بين جميع اللبنانيين، تردّد صداه في لقاء المسؤول الروسي نفسه مع معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال زيارة الأخير الى موسكو في نهاية أيار الفائت.

احتلّ الملفّ اللبناني حيّزا بارزا من النقاش، أعاد خلاله بوغدانوف التشديد على ضرورة اختيار مرشح مسيحي توافقي، ناسبا كلاما مباشرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أسمعه الى رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري في مدينة سوتشي (أيار الفائت) وفيه أنّ روسيا ستستثمر علاقة الصداقة مع إيران لمصحة انتخاب رئيس لبناني في أسرع وقت ممكن.

ويروي مسؤول لبناني واسع الإطلاع زار موسكو مؤخرا أنّ الشق المتعلق بدور إيران المحوري في المساعدة على انتخاب رئيس كان مألوفا بالنسبة إلى عبد اللهيان، أما القول بأن تشبث إيران عبر حليفها «حزب الله» بترشيح العماد ميشال عون لا يصبّ في مصلحة هذا الاستحقاق المحوري بالنسبة الى روسيا نظرا الى أن الرئيس اللبناني هو الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق وغيابه يؤثر سلبا في وضع مسيحيي الشرق، فقد لاقى استهجانا من قبل الضيف الإيراني.

وقال المسؤول نفسه إنّ روسيا بعثت برسالة واضحة إلى إيران، كان سمعها الحريري أيضا، ومفادها انّ التشبث الإيراني بعون «يطيل أمد الفراغ الرئاسي ولا يصبّ في مصلحة الاستقرار اللبناني الهش ولا في مصلحة المسيحيين الذين يعيشون على حافة الهاوية».

أما لسان حال الإيرانيين، فكان أنّ طهران لا تتدخّل في التفاصيل اللبنانية الداخلية وبأنّ قوى 14 آذار تحديدا هي التي تعرقل الاستحقاق الرئاسي اللبناني عبر ترشيحها رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع الأمر الذي لا يساعد البتّة في الضغط على العماد عون لسحب ترشحه، «فإذا فعل قد يصبح جعجع رئيسا وهو أمر غير مقبول من قبل فريق كبير من اللبنانيين» على حد تعبير عبد اللهيان.

واللافت للانتباه أن عبد اللهيان حاول تسويق اقتراح عون لجهة انتخاب رئيس من الشعب مباشرة، لكنّ بوغدانوف رأى أنه لا يفيد المسيحيين وخصوصا أنهم اصبحوا أقلية في لبنان في حين أن نسبة المسلمين أكبر.

التشبث الروسي بانتخاب رئيس لبناني توافقي بات أكثر وضوحا في الآونة الأخيرة، ولعل حماية مسيحيي الشرق ولبنان ركيزتهم هو العامل الأول للحراك الروسي، وهذا ما ظهر جليا في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع البابا فرنسيس في الفاتيكان.

ويتظهر الموقف الروسي في السياسة اللبنانية الداخلية من خلال الدهشة التي يعبر عنها المسؤولون الروس (خصوصا بوغدانوف) من تمسك العماد ميشال عون بترشحه بالرغم من يقينه بأنه لن يحظى بتوافق جميع القوى اللبنانية، ويشمل الرأي الروسي رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اتفق الروس والإيرانيون على أن ترشيحه يهدف إلى عرقلة وصول عون الى الرئاسة الأولى فحسب.

هذا التفكير جعل بوغدانوف يجاهر أمام لبنانيين زاروا روسيا مؤخرا ان على العماد عون أن يسهم في إيصال شخصية مسيحية توافقية الى السلطة من خلال زعامته المسيحية، وحثّ حلفائه على تأمين النصاب في البرلمان لكي ينتخب النواب رئيسا.

ويبدو بأنّ بوغدانوف متأكد من أن جعجع سيسحب ترشحه في حال تراجع عون وهو ما سمعه شخصيا من الرئيس سعد الحريري أثناء لقاء الأخير بالرئيس بوتين في منتجع سوتشي الشهر الفائت.

ويوضح بوغدانوف لزوّاره اللبنانيين أنّ روسيا على مسافة واحدة من جميع المرشحين للرئاسة بمن فيهم العماد عون، لكن الأولوية هي لانتخاب رئيس فورا لأن الشغور المستمر يؤدي إلى تراجع النفوذ المسيحي والى موجات هجرة جديدة.