الهجمة الشرسة التي يتعرض لها حزب الله والسيد حسن نصرالله في الاعلام العربي ـ الخليجي بالتحديد ـ قيل انها مدفوعة الثمن، لكن الاساس ان الهجمة تتركز على سيد المقاومة، كونه تولى الدفاع عن الظلم الكبير الذي يتعرض له الشعب اليمني وقبله البحريني والعراقي والسوري، هذا الظلم الممول من عواصم عربية خليجية .
القضية بالنسبة للامين العام لحزب الله بحسب مصادر في 8 آذار، هي قضية عدل وكلمة حق، وليست قضية ارتباط بمشروع ايراني كما يهوى البعض ان يطلق عليه التسميات، صحيح ان السيد نصرالله وشرحة كبيرة في العالم الاسلامي الشيعي مرتبطة فقهياً بولاية الفقيه وبالمحور السياسي الذي تمثله الجمهورية الاسلامية في ايران، لكن الصحيح ان ميزان السيد نصرالله والمسلمين الشيعة، يقوم على مبدأ الحق مقابل الباطل والعدالة مقابل الاضطهاد، ومواجهة المشروع الصهيوني الذي تجري ترجمة مراحله التكتيكية والاستراتيجية خطوة خطوة. وهو المشروع الذي حذّر منه الامام السيد موسى الصدر منذ منتصف الستينيات.
القضية وفق المصادر، ميزان الحق وكلمة الحق، وليس مهاجمة المملكة العربية السعودية، لأنها السعودية السنية، بدليل ان السيد وحزب الله وكل من في هذه الجبهة يعلمون انه منذ اللحظات الاولى لعدوان تموز وما قبله على المقاومة في لبنان كانت المملكة ترفض منطق المقاومة الاسلامية وتعتبرها مقاومة ايرانية وليست لبنانية، وترفض كل مندرجات التوجه العام والخاص لحزب الله وغير حزب الله، ومع ذلك حاذر حزب الله ومعه ايران من مهاجمة السعودية اعلاميا، على الرغم من ان حلفاء المملكة ما برحوا يتحدثون ويهاجمون بعنف ولاية الفقية وايران ومشروع ايران، مرة الفارسي واخرى «الصفوي»، واكدت المصادر ان حزب الله ظل يحاذر الهجوم الاعلامي على المملكة من على المنابر، كي لا يدخل الساحة اللبنانية بمناكفات وتوترات سياسية واعلامية، واحتراماً للعلاقة وعدم الاثارة السياسية ولامكانية تسوية الامور، لكن وصلت التطورات الى حد ّ ما عاد السكوت امراً جائزاً.
اليمن كانت الشعرة التي قصمت ظهر البعير، تقول المصادر، وفي العراق برأي حزب الله هناك ادلة دامغة على التورط السعودي وفي البحرين الادلة واضحة وجلية وفي سوريا ذات الامر، وقد قال السيد نصرالله ان المخابرات السعودية هي المتهمة في بعض التفجيرات في الضاحية الجنوبية.
ما هو انعكاس هذا الامر على الساحة اللبنانية؟ اجابت المصادر في 8 آذار ان لا انعكاسات حادة على الساحة الداخلية:
ـ اولأً لأن الجميع بما فيهم ايران والسعودية على علم بحساسية الساحة اللبنانية.
ـ ثانيا، ان هذه الساحة استقرت على توزيع النفوذ بين مختلف الاطراف المحلية والاقليمية مع تحالفاتها الدولية، ولن يستطيع اي فريق الغلبة على اي فريق.
من هنا فان الساحة اللبنانية عدا عن القرار الاقليمي والدولي وقناعة القوى اللبنانية بترسيخ الاستقرار والهدوء، الا ان جميعهم يعلمون ان «الستاتيكو» اللبناني الجغرافي والسياسي والامني لا يمكن قلب معادلته الداخلية. والجميع واعون لهذه المعادلة، لذلك ظل الانقسام في لبنان سياسياً وان اخذ احياناً محددة ابعاداً مذهبية او طائفية.
واكدت المصادر ان البعد الحقيقي لمواقف الامين العام لحزب الله يأخذ هذه الابعاد وغيرها التي لا يتسع المجال لذكرها، الا ان الاساس هو ميزان الحق والباطل، وبذات الوقت الانتصار الى المظلوم.
اما في الصراع السياسي الذي يدور في المنطقة تضيف المصادر ان الواقع الذي لا ينكره حزب الله، بل يتصدى له في الميدان في اكثر من ساحة عربية، هو ادلته الملموسة، ان الحرب بطبيعتها وغاياتها، اسرائيلية واميركية على جبهة المقاومة ومحورها الممتد من ايران الى اليمن والعراق ولبنان (حزب الله) وهو ما جعل الحرب على سوريا بهذا العنف الضخم كونها حلقة الوصل في خط المقاومة، واكدت المصادر ان بعض العرب يريد تدميرها واسقاط نظامها بعد ان عجزوا عن استمالته لمشروعهم، هذا عدا عن الاطماع الاقتصادية والحيوية التي تعوم عليها المنطقة، من هنا رأى حزب الله بشخص امينه العام ان الولايات المتحدة الاميركية ورطت المملكة العربية السعودية في الحرب على اليمن وسوف ترتد على الداخل السعودي اذا ما استمر هذا التورط.