Site icon IMLebanon

لماذا رشح جنبلاط فرنجية؟

يحاول النائب وليد جنبلاط تكرار سيناريو عام1970، بدعم ترشيح النائب سليمان فرنجية الحفيد، عندما انتخب والده الراحل كمال جنبلاط الرئيس سليمان فرنجية الجد ورجحت اصوات كتلته النيابية «جبهة النضال الوطني» فوزه برئاسة الجمهورية بصوت واحد على منافسه المرشح الياس سركيس، واعتبرت هذه الانتخابات صناعة لبنانية، بعد ان كانت تطبخ دولياً.

وينطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي في تأييده لرئيس «تيار المردة» من صيغة التسوية، التي يعرفها تاريخ لبنان منذ استقلاله في العام 1943، كما تقول مصادر نيابية في كتلة «اللقاء الديموقراطي»، لان الظروف الدولية والاقليمية، تفرض حصول هذه التسوية التي لجأ اليها جنبلاط بدعم ترشيح فرنجية الذي هو في موقع سياسي لا يلتقي مع جنبلاط ولا مع قوى 14 آذار، وهو يعلم صداقته العائلية وعلاقاته الشخصية مع الرئيس السوري بشار الاسد وتحالفه السياسي معه، وتأييده له في معركته الداخلية، لكن جنبلاط يقيس الامور من منظار ان الاسد وان كان صديقاً لفرنجية، لكنه غير مؤثر في الانتخابات الرئاسية، ولا في اي شأن لبناني آخر، وهو في وضع يفتش فيه عن كيف ينقذ نفسه.

تقول المصادر، وان جنبلاط يتفق مع الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله، على «لبننة حل الازمات الداخلية» ضمن سلة واحدة، من رئاسة الجمهورية الى الحكومة وقانون الانتخابات، وهي بنود مطروحة على طاولة الحوار، وهو ما طالب به فرنجية، وتجاوب الرئيس سعد الحريري مع الحل – التسوية، فكانت صيغة ان يكون فرنجية رئيساً للجمهورية، بعد تعذر وصول العماد ميشال عون، وعدم توفر حظ للدكتور سمير جعجع، واستبعاد اسم الرئيس امين الجميل ومناخ التسويات هو ما يعيشه النائب جنبلاط، لانه يوفر الاستقرار الداخلي، ويمنع سقوط لبنان في المجهول، تقول المصادر التي تكشف عن ان جنبلاط هو صاحب مشروع «التحالف الرباعي» في العام 2005 الذي جمع في الانتخابات «امل» و«حزب الله» مع «تيار المستقبل» والحزب التقدمي الاشتراكي، كما انه وبعد 7 ايار 2008، دخل في استراحة المحارب، فقرر التخلي عن مرحلة ما بين 2006 و2008 التي وقف فيها بوجه «حزب الله» وتناول سلاحه ووصفه «بالغدر»، وطالب بنزع شبكة اتصالاته السلكية، الا انه بعد هذه الاحداث التي يعترف انه تورط او وُرط فيها، فانه بات محارباً من اجل السلم الاهلي، وزاده الوضع المعقد في سوريا، والنتائج السلبية لـ «الربيع العربي»، ان يعمل على الهدوء الداخلي في لبنان، فرأى انه من المستحيل ان يحصل خرق في جدار رئاسة الجمهورية من دون تسوية، يكون فيها الرئيس من 8 آذار، وكان اختيار فرنجية، لانه من ضمن الاقطاب الموارنة الاربعة المرشح، والذي يحظى كما الثلاثة الآخرين، بتأييد بكركي التي استضافتهم، وتمكن البطريرك الراعي من عقد لقاء مصالحة فيما بينهم، والاتفاق على تأييد كل من يستطيع تأمين وصوله الى رئاسة الجمهورية، والحصول على تأييد اطراف آخرين، وهذا ما توفر لفرنجية، تقول المصادر، الذي يحظى بالغطاء المسيحي، وبدأ يتوفر له الدعم من جنبلاط الذي اعلن ترشيحه له رسمياً قبل اسابيع، ثم ابلغه الرئيس الحريري في اللقاء الذي جمعه في باريس دعمه له، على ان يعلن الحريري ذلك رسمياً، بعد تذليل عقبات بين حلفائه في 14 اذار، والعقدة الابرز والاصعب، هي رئيس حزب «القوات اللبنانية»، الذي اعلن رفضه لفرنجية كمشروع سياسي، في وقت يسعى رئيس «تيار المردة» لتذليل عقبة عون الذي هو معه في الخط السياسي والفريق الواحد، لكن تبقى مسألة، لماذا وافق الحريري وجنبلاط على فرنجية وليس على الجنرال وباتت المسألة شخصية، وعلى حلفاء فرنجية لا سيما «حزب الله» ان يعملوا على حل هذه الاشكالية.

فما يؤخر الاعلان الرسمي من الحريري وبالتالي انتخاب فرنجية، والذي قد يكون قبل الاعياد وتحديداً الميلاد وربما في الجلسة المقررة في 16 الجاري، هو تذليل كل طرف عقبة حليفه، والاسهل العقدة بين عون وفرنجية، اما الاصعب فهي بين الحريري وجعجع، الا اذا حصل الاخير على تطمينات سعودية واقتنع بها.

وهكذا يكون جنبلاط الابن رشح فرنجية الحفيد، مستعيداً سيناريو عمره 45 عاماً، عندما انتخب جنبلاط الاب فرنجية الجد.