IMLebanon

لماذا لا ينأى لبنان «الرسمي» بنفسه كما في سوريا والبحرين

الجدل القائم بين وزراء ونواب حزب الله ورئيس الحكومة تمام سلام حيال مواقفه الاخيرة من العدوان على اليمن، لن يخرج عن حدوده ولن يعطل جلسات مجلس الوزراء، لكنه كان محور نقاش مباشر، وهذا يعود الى الاختلاف في الانتماءات الى الجبهات والمحاور، وكذلك الاختلاف في النظرة والاصطفاف الاقليمي لمختلف القوى اللبنانية.

بالطبع ملاحظات حزب الله باتت علنية والموقف واضح تقول مصادر في 8 آذار، باعتبار ما تفعله المملكة العربية السعودية عدواناً لا لبس فيه ضد الشعب اليمني، وذلك من خلال استهداف المؤسسات المدنية والاجتماعية والصحية وليس العسكرية فقط، وبالطبع اضافة الى استهداف مؤسسات الجيش اليمني ما اعتبره الحزب، سلوكاً مباشراً لضرب الجيش اليمني، بعد ان جرى استنزاف الجيش العراقي والسوري والمصري واليوم جاء دور الجيش اليمني.

الموقف الذي اعلنه الرئيس تمام سلام، تحت عنوان لا يستطيع لبنان الخروج على الاجماع العربي، ازعج كل فريق 8 اذار اي على الاقل نصف اللبنانيين كشعب ممثل في مجلس الوزراء ومجلس النواب ومختلف المؤسسات، وهو قرار لم تجر استشارة قوى مجلس الوزراء بشأنه، وبالتالي لا يمكن اخذ هكذا خطوات دون التوقف عند رأي الآخرين، وطالما ان امر اليمن والتطورات فيها، قضية خلافية بين اللبنانيين، بل الانخراط اللبناني المنقسم في هذا التطور حاد جداً، وخصوصاً لأن المملكة السعودية هي الطرف المبادر للعدوان، على اليمن وان الفريق الآخر يعتبر ان انصار الله، هو فريق ايراني، تجري محاربته من قبل المملكة. تماماً كما الخلاف حول سوريا والبحرين والعديد من الملفات الدولية.

وكانت الحكومة اللبنانية اخذت قراراً، تقول انها «نأت» بنفسها عن الحرب على سوريا، وكما طلبوا بتحييد لبنان عن الحراك البحريني، فكان الاجدى بالرئيس تمام سلام ان ينأى بنفسه ولبنان مراعاة للانقسام اللبناني واي تداعيات لبنانية داخلية بحسب المصادر، وقد شهدها وسمعها الرئيس سلام عبر التصريحات والردود التي ادّت الى توتر الساحة الداخلية وهذا ليس بمصلحة لبنان، فالانقسام الوطني والطائفي والمذهبي اللبناني، اهم من اي اعتبارات.

ورأت المصادران العرب لا يلومون لبنان على هذه السياسة الرسمية على الاقل وان كان كل الافرقاء في لبنان منغمسين في الساحات العربية في مختلف الاتجاهات، لكن تبقى السياسة الرسمية الاهم على مستوى حفظ الاستقرار والهدوء السياسي وهذا على ما يبدو يصار الى خرقه، وفي حال استمر الخرق، فأن الساحة الداخلية لا تحتمل ما سيحصل من تجاذابات تحت وطأة التهديد الامني المستمر للبنانيين، وانشغال الجيش في الجبهة الشرقية مع التكفيريين، واعتبرت ان السياسة الرسمية يجب ان تبقى على غرار ما اتفق عليه في كل الملفات العربية (ما حدا احسن من حدا) والا ما ينسحب على اليمن سوف ينسحب على كل الساحات في المواقف والتصريحات والاداء.

واكدت المصادر ان عين التينة بشخص الرئيس نبيه بري لعبت دوراً وتحركت في اتجاه تهدئة الخواطر والامور والعمل على جعل النقاش حول ما اعلنه الرئيس سلام في القمة العربية موضع خلاف عابر لا ينعكس على اداء الحكومة ولا على العلاقة بين حزب الله والرئيس تمام سلام. وقد نجحت كل المساعي في هذا المسعى، ومرت جلسة مجلس الوزراء على خير رغم النقاش الذي ساد، لكن الاهم هو اذا ما استمرّ العدوان على اليمن فحسن التصرف هو الحاكم والا فأننا مقبلون على خلافات سياسية كبيرة.