IMLebanon

لماذا لا تتوحد المعارضة السورية؟

بات واضحاً أنّ الإتفاق النووي بين إيران ومجموعة الخمسة زائداً واحداً قد أدّى الى دفع تركيا الى التحرك القوي جداً في ملف الأكراد.

صحيح أنّ الموقف التركي ليس جديداً إلاّ أنّه اتخذ زخماً شديداً تمثل بالغارات المتكررة التي تشنها الطائرات التركية المقاتلة على مواقع الأكراد، داخل تركيا بالذات أو داخل سوريا وإن كانت أنقرة تبرّر هذا التطوّر العسكري الميداني بأنه لا يستهدف الأكراد كقومية إنما هو يستهدف حزب العمال الكردستاني الذي يمضي رئيسه عبدالله أوجلان حكماً مؤبداً في سجون تركيا.

والواقع أنّ تركيا لن تسمح بقيام دولة كردية مهما كانت الظروف تشكل حاجزاً بينها وبين سوريا.

ومن أسف أنّه فيما يقوم هذا الحراك الدولي الكبير حول سوريا، تبقى نقطة الضعف الأولى متمثلة في عجز المعارضة السورية عن توحيد صفوفها ونشاطها وأهدافها، فهل ستبقى هذه المعارضة من دون اتفاق؟ وهل نسي المعارضون، بأطيافهم كلها وما أكثرها، أنّ النظام يستهدفهم جميعاً، ولا يميّز بين فريق وفريق آخر منهم.

اليوم توافقت الولايات المتحدة الاميركية وحكومة أردوغان، على ضرورة قيام منطقة حظر جوّي على الحدود التركية السورية، تعرف بـ»المنطقة الآمنة» وتقول تركيا إنّ أكثر من مليون و700 ألف نازح سوري سيعودون للسكن في هذه المنطقة، فهل تستغل المعارضة السورية، بأطيافها كافة هذا التطوّر الاستراتيجي المهم في الحرب السورية، لتوحد صفوفها وتسهّل قيام مثل هذه المنطقة، ما يشكل منطلقاً لتطوّر إيجابي جداً في هذه الحرب، ليكون إحراجاً للنظام وتسريعاً لإسقاطه خصوصاً وأنّ بشار الأسد، يعتمد في مواجهته لمعارضيه، على تشتت أطيافهم، وتفرقة صفوفهم، خصوصاً على الإقتتال في ما بينهم؟

تكراراً إنها فرصة تاريخية، علماً أنّ الولايات المتحدة الاميركية كانت لا تزال حتى الأمس القريب، تعارض إقامة منطقة آمنة يحظر على الطيران الحربي السوري إجتياز أجوائها، أما وأنّ ذلك بات في طريقه الى التنفيذ، فماذا ينتظر المعارضون لاستغلاله عبر توحيد صفوفهم وقواهم وأهدافهم؟