IMLebanon

لماذا تأجّلت زيارة أحمد الحريري لطرابلس؟

بدأ الرئيس سعد الحريري يدرك حجم التراجع الذي بلغه تيار «المستقبل» على المستوى الشعبي في طرابلس. وذلك بعدما لمس البرودة التي تعاطت فيها المدينة مع هبة الـ20 مليون دولار التي أعلن عنها بعد الأحداث الأخيرة في الأسواق والتبانة والمنية.

كما لمس أيضاً عدم مبالاة، بل سلبيّة، أهالي طرابلس إزاء «الفيلم الإنمائي» الذي بثه في مقدمة برنامج «كلام الناس» الخميس الفائت، خصوصاً أن مشروع تأهيل واجهات شارع سوريا لم ينته حتى الآن، فيما كثير من المنازل تحتمي بالشوادر بانتظار استكمال الشركة المتعهدة للأعمال.

وعلمت «السفير» أن القلق الذي يساور الحريري على شعبيته الطرابلسية، انعكس ورشة عمل لدى القيادة المركزية في «المستقبل». فعقد الأمين العام أحمد الحريري اجتماعاً استثنائياً في مكتبه قبل أيام مع المنسقين والكوادر «الزرق» في طرابلس وأقضية الشمال للبحث في كيفية الاستنهاض. وقد تقرّر على عجل قيام أحمد الحريري بزيارة الى المدينة يوم أمس الأربعاء والإقامة فيها لمدة أربعة أيام، على أن يعقد سلسلة اجتماعات ولقاءات في التبانة والقبة ويقوم بزيارات الى المنية والضنية وعكار والكورة.

كما أشارت المعلومات إلى أن الحريري كان ينوي توزيع بعض المساعدات المالية من هبة العشرين مليون دولار، فضلاً عن رعايته حفل افتتاح مشروع تأهيل واجهات المباني في شارع سوريا، وأحد الأدراج الذي يربط بين التبانة وجبل محسن.

وقد سارعت منسقية ودوائر «التيار» الى التحضير لهذه الزيارة وإبلاغ بعض «المفاتيح» في المناطق الشعبية للاستعداد من أجل استقباله بحشد شعبي ولافتات لإظهار قوة «المستقبل» في الشارع الطرابلسي. لكن الحريري عاد وفاجأ المنسقية بتأجيل هذه الزيارة لنحو أسبوعين. وتشير المعلومات الى أن أسباباً عدة دفعت الحريري الى تأجيل زيارته، أبرزها:

ــ اعتراض بعض نواب وقيادات «المستقبل» في الشمال على عدم تنسيق الزيارة معهم واستبعادهم عن كل العمليّة الإنمائية التي يريد الرئيس الحريري القيام بها في المنطقة، والتي حصرها بمستشاريه، ومن ثم بالأمين العام لـ»لتيار». وقد رأوا في ذلك إضعافاً لدورهم وتهميشاً لهم في مناطقهم.

ــ لفت نظر الحريري إلى النقمة المتنامية في المناطق الشعبيّة على «المستقبل» بسبب الوعود الإنمائية الكثيرة التي أطلقت سابقاً وعدم تنفيذ أي منها. فضلاً عن تحميل «المستقبل» مسؤولية الأحداث التي شهدتها هذه المناطق بفعل التحريض السياسي والشحن المذهبي لبعض نوابها وقياداتها.

ــ إطلاع الحريري على التأخير الحاصل في مشروع تأهيل واجهات المباني في شارع سوريا، واضطرار الأهالي الى الاستعانة بالشوادر لإغلاق نوافذ منازلهم المشرعة على العواصف. في وقت تستمر فيه جمعية «العزم والسعادة» منذ أكثر من شهر في إزالة صورة المواجهات المسلحة ومساعدة الأهالي على العودة الى ممارسة حياتهم اليومية.

ــ إبلاغ الحريري بأن الأرضية الشعبية لا تزال غير جاهزة للقيام بمثل هذه الزيارة، ما قد يعرّضها للفشل على المستوى الشعبي.

وتشير المعلومات الى أن عدداً من أبناء التبانة أبلغوا مسؤولين في «المستقبل» بأنهم سيواجهون أحمد الحريري بكل الوعود السابقة التي أطلقها الرئيس الحريري، وبالكلام الذي صدر عنه قبل أشهر بحق أبناء المنطقة. بالإضافة إلى إعلان رئيس لجنة المتضررين الشيخ وليد طبوش عن جمع الأهالي في شارع سوريا للاعتراض على التأخير في مشروع تأهيل واجهات المباني.

وتؤكد المعلومات أن الحريري تلقى نصائح عدة بتأجيل الزيارة، والتنسيق مع وزراء ونواب «المستقبل» في طرابلس والشمال بشكل أكبر وإزالة بعض أسباب النقمة الشعبية على تياره، بما يؤمن له البيئة الحاضنة.