IMLebanon

لماذا انكفأ التمثيل المسيحي الطرابلسي منذ الـ2005؟

لا يختلف اثنان ان مدينة طرابلس هي مدينة التنوع والنسيج الوطني المتجانس تاريخيا وان ما شهدته في بعض المحطات والمراحل هي مجرد غيوم عبرت وقد انتصر الطرابلسيون عليها بفعل ايمانهم الراسخ بتاريخ المدينة ..

في ظل ذلك كان السؤال الدائم الذي تطرحه بعض الاوساط الطرابلسية عن سر غياب القطب المسيحي الطرابلسي منذ عدة سنوات والى اليوم؟

بل وتطرح هذه الاوساط تساؤلاتها بشكل اكثر وضوحا عن الاسباب التي ادت الى انكفاء التمثيل المسيحي الطرابلسي منذ العام 2005 والى اليوم بعد ان هبط مرشح الموارنة بالـ «براشوت» الى المدينة بالرغم من غنى المدينة بالقيادات المارونية بل وبالرغم من الخيار الشعبي الطرابلسي شبه الجامع على من يعتبرونه ابن طرابلس الوزير السابق جان عبيد.

هذه الاوساط ترى ان طرابلس تعاني من اشكالية لم تطف على سطح الساحة السياسية حتى الآن ،انما هي مطروحة داخل المجالس السياسية والشعبية ،ولا سيما في وسط الطوائف المسيحية الارثوذكسية (التي تشكل 5،6 بالمئة )من سكان طرابلس ووسط الموارنة الذين يشكلون (3،2 بالمئة )من السكان اي بمعدل يقارب 8 بالمئة من المسيحيين الطرابلسيين ،عدا عن حوالى 7 بالمئة من الطائفة الاسلامية العلوية.

هذه الاشكالية تضيف الاوساط، تتمثل بغياب القطب المسيحي الفاعل على غرار السنوات التي مضت حيث كانت طرابلس تتميز بحضور اقطاب مسيحيين لهم مواقعهم السياسية على الساحة الطرابلسية بدءا من الوزير جان عبيد الذي يتمتع بشعبية طرابلسية واسعة في الاوساط الاسلامية والمسيحية على حد سواء مرورا بالراحل موريس الفاضل الذي ترك ارثا سياسيا تمثل بابنه روبير فاضل الذي جيره لتيار المستقبل فاضاع هذا الارث السياسي خاصة في الوسط المسيحي الذي اعتبر ان تيار المستقبل شكل رافعة للقوى الاصولية والقوى التكفيرية التي هجرت الكثير من العائلات المسيحية الطرابلسية بعد ان شعرت بالخطر على وجودها في ظل الفوضى الامنية التي سادت المدينة قبل تطبيق الخطة الامنية فاتجهت هذه العائلات للسكن في مناطق ضهر العين وراسمسقا ومجدليا متخلية عن اماكن سكنها التاريخي في القبة والزاهرية وابي سمراء والميناء .

تقول الاوساط الطرابلسية ان المسيحيين الطرابلسيين ظلموا خلال السنوات العشر الاخيرة بتمثيلهم من نائبين مسيحيين :

النائب الاول ارثوذكسي لم يكرس حضوره السياسي والشعبي في طرابلس بالشكل الذي حققه والده الراحل موريس الفاضل حيث بقي ملحقا بتيار المستقبل.

والنائب الماروني الكتائبي سامر سعاده الذي دخل الندوة البرلمانية باصوات الناخب الطرابلسي نائبا فعليا عن البترون وشكليا عن طرابلس فاعتبر المقعد الماروني الطرابلسي شاغرا بغياب نائبه الذي افتتح مكتبه في البترون ولم تعرفه الشرائح الشعبية الطرابلسية.

وتعتبر الاوساط الشعبية الطرابلسية ان احدى سلبيات تيار المستقبل ورئيسه على الساحة الطرابلسية هي فرضه نوابا من خارج النسيج الطرابلسي حيث نظرة المستقبل الدونية الى طرابلس واهلها ادت الى تغييب اقطاب مسيحيين طرابلسيين كان الاجدر ان يكونوا في مواقعهم الطبيعية وليس الخيار حسب الولاء السياسي ومدى طاعة من يختارهم المستقبل لزعيم التيار وسياسته.

هذه الاوساط ترى ان اللعبة السياسية في طرابلس ليست عادلة ودائما يدفع ثمنها الطرابلسي وخاصة الطبقات الشعبية وان تيار المستقبل دأب منذ سنوات على الغاء قيادات سياسية لها قواعدها الشعبية وتفريخ قيادات سياسية جديدة مؤهلاتها فقط الولاء والطاعة له