IMLebanon

لماذا تذكر سماحة السيّد أميركا والمملكة العربية السعودية؟!

نبرة خطاب السيّد حسن نصرالله أمين عام «حزب الله» الأخير منذ يومين كانت عالية جداً وهذا طبعاً من وحي المناسبة التي يتأثر بها كل مسلم مؤمن.

هذا من ناحية المناسبة وهذا كما ذكرت طبيعي جداً ولكن…

لماذا يذكر أميركا ولماذا يحمّل أميركا مسؤولية الأحداث في العالم العربي ولماذا يحمّل المسؤولية أيضاً لإسرائيل؟

أكيد وأكيد جداً أنّ المسلمين في العالم العربي مصابون بخيبة أمل من المواقف الاميركية ليس من اليوم بل تاريخياً.

ولكن، كنا نردد المثل العربي القديم: «اليد التي لا تحبها قبّلها وادع عليها بالكسر».

نحن نعلم أنّ أميركا لا يهمّها في العالم إلاّ إسرائيل وأنها تعتبرها الولاية 51 وهذا ليس من اليوم بل من عام 1948 يوم اغتصبت فلسطين وشرّد الشعب الفلسطيني وانتهكت الأعراض، وأخرجوا من بيوتهم ومدنهم وقراهم، وليومنا هذا كل قرار في مجلس الأمن ضد الدولة العنصرية تستعمل أميركا «الڤيتو»… وهذا مسلّم به.

ولكن… لماذا سماحته تذكّر أميركا اليوم ولماذا يقول إنّ الفتنة السنية – الشيعية هم الذين صنعوها؟ السؤال هنا: هل يقصد أنّ مجيء آية الله الخميني وخلع شاه إيران وتسليمه الدولة الايرانية كان من أجل هذه الفتنة؟ ولو كان صحيحاً، لماذا لا نحارب هذه المؤامرة بدل أن ننفذها؟ وسؤالي هنا ماذا يفعل «حزب الله» في سوريا؟

وما هو سبب ذهابه أو ادعائه بأنه يدافع عن مقام السيدة زينب؟ أليس ذهاب «حزب الله» الى سوريا وقتل الشعب السوري المسلم هو تنفيذ للمؤامرة التي يدّعي سماحته أنّ أميركا تخطط لها وتريدها؟!.

السؤال الكبير أيضاً هل كان أي مواطن في لبنان أو في سوريا أو العراق أو المملكة العربية السعودية أو دول الخليج أو مصر أو المغرب… هل كان يعرف من هو المسلم السنّي ومن هو المسلم الشيعي؟ هل كان هذا الموضوع مطروحاً ولو على أي صعيد قبل مجيء آية الله الخميني ومشروعه، مشروع ولاية الفقيه، وأنه يريد أن يشيّع جميع أهل السُنّة كما أطلق شعاره منذ مجيئه من فرنسا الى إيران عام 1979؟

وفي الحرب العراقية – الايرانية حاول لمدة 8 سنوات أن يصدّر ثورته الدينية التي هي في الحقيقة «فتنة» بكل ما للكلمة من معنى وهذا المشروع لم يتوقف يوماً منذ عام 1979.

وماذا عن قول آية الله خامنئي إننا نسيطر على عواصم أربعة بلدان عربية: اليمن، العراق، سوريا ولبنان؟ هل هذا ليس فتنة؟ ومن الذي يريد تنفيذ «الفتنة» غير آية الله خامنئي ومشروعه ولاية الفقيه؟ لماذا هذا الهجوم من السيّد على المملكة العربية السعودية؟ هل هو إرضاء لولاية الفقيه أم أنّه مطلوب منه أن يقول هذا الكلام؟!

كذلك فإنّ الإدعاء بأنّ المملكة هي قائدة المؤامرة… بالله عليك يا سيّد حسن أخبرنا أين تدخلت المملكة في أي بلد من بلدان العالم؟

أخبرنا يا سيّد حسن هل تدخلت المملكة في العراق بالرغم من أن العراق الجار الأكبر على حدودها ولكنها لم تقدّم له في أي يوم من الأيام إلاّ الخير والمساعدات الإنسانية؟

لا أريد أن أعدّد حسنات المملكة على لبنان… وهنا لا بد من أن أذكّر السيّد بالأمور التالية:

1- يوجد في المملكة العربية السعودية 500 ألف مواطن لبناني يعملون… والسؤال كم هو عدد اللبنانيين الذين يعملون في إيران؟

2- الأغنياء اللبنانيون مثل المرحومين الحاج حسين العويني وصاحب أوتيل فينيسيا نجيب صالحة والمغفور له الرئيس الشهيد رفيق الحريري ودولة نائب الرئيس السابق عصام فارس وسواهم، فكم لبنانياً ثرياً حقق أي ثروة في طهران؟!.

3- المملكة قدّمت مليار دولار مساعدة لشراء سلاح للدولة اللبنانية و3 مليارات مساعدة لشراء سلاح للجيش اللبناني، فماذا قدّمت إيران؟

4- منذ بداية الحرب الأهلية وإلى يومنا هذا المملكة لم تبخل علينا بأي مساعدة بينما إيران لا تساعد إلاّ «حزب الله» بينما المملكة لا تريد أن تنفذ المخطط الأميركي بالفتنة السنيّة الشيعية.