IMLebanon

لماذا يستعجل جنبلاط نقل إرثه الثقيل لتيمور في زمن البراكين؟ هل تكون شهادته أمام المحكمة قنبلة نوعيّة؟

يبدو ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وفق الاوساط المتابعة لايقاعه السياسي الصاخب بدأ يعد العدة لالباس عباءة الزعامة الجنبلاطية لنجله تيمور مطمئناً على ارثه السياسي والى وجود الوزير وائل ابو فاعور ومواكبته لوريثه في كثير من الملفات والقضايا، فقد خطط الزعيم الاشتراكي للعملية الانتقالية بكثير من التأني جاعلاً نجله يتدرج على يديه لينقل اليه ما ورثه من خبرات في السياسة وفي المنازلات، اضافة الى صداقته مع رئيس مجلس النواب نبيه بري حيث اراد جنبلاط ان تكون اطلالة تيمور على عالم فن الممكن من باب عين التينة برفقة ابو فاعور ولكن بري يخشى ان فعلها جنبلاط واستقال من مقعده النيابي ان تكون المسألة خطوة في الفراغ، لا سيما وان الانتخابات الفرعية سواء في جزين او في الشوف دونها محاذير كثيرة وخطيرة كون الساحة المحلية اشبه ما تكون بعبوة معدة للتفجير في صراع الكبار فلا احد يعرف مسار الامور في المنطقة، اضافة الى الاولويات في «الاجندة» المحلية وفي طليعتها مسألة الشغور في الكرسي الاولى، ناهيك بالحرائق التي بات البلد الصغير يكتوي بجمرها، خصوصاً وان بعض المعلومات تتوقع ربيعاً ساخناً بعد ذوبان الثلوج في جرود عرسال وفي المقلب السوري لجبل الشيخ واحتمال فتح جبهات من قبل «داعش» و«النصرة» في اكثر من مكان.

وتضيف الاوساط ان قرار جنبلاط بنقل ميراثه السياسي في هذا التوقيت لنجله تيمور يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام منها ما يتعلق بكفاءة الوريث الذي لا يزال طريّ العود في السن والسياسة اضافة الى مدى تقبل الدروز الجنبلاطيين لهذا الامر، لا سيما وانهم يطرحون في حلقاتهم الضيقة ان «الله سخر جنبلاط لحماية الطائفة»، حيث كسر كل الاعراف بانقلاباته المتتالية في بناء الصداقات والخصومات والخدمات معاً، فالسياسة لديه لعبة متحركات وموقف لحظة وان الجماد يعني الموت السياسي، فهل انتقاء جنبلاط لتوريث نجله في هذه الظروف الصعبة في مكانه الصحيح ام انه شعر بنفاد كافة الهوامش لديه في المناورات السياسية بعدما اغلقت في وجهه ما بين وازنين في الشأن الداخلي الباب السوري والباب السعودي.

وتشير الاوساط الى ان الزعيم الاشتراكي واثق من قدرة نجله على قيادة الطائفة وقد سعى الى تسليمه الملفات بطريقة الجرعات من العلاقة مع السعودية حيث زارها تيمور اكثر من مرة يرافقه ابو فاعور وصولاً الى العلاقة مع الاطراف المحليين، اضافة الى مشاركته وزير الصحة في قضية العسكريين المخطوفين، حيث شوهد تيمور وابو فاعور يتناولان طعام الغداء الاسبوع الفائت مع نائب رئيس بلدية عرسال في احد المطاعم في وسط بيروت بعيداً عن الاضواء.

وتقول الاوساط ان كلام جنبلاط في السابق عن تخطيطه للاقامة في «النورماندي» لم يكن مزاحاً وانه سيتفرغ لكتابة مذكراته التي ستكون حافلة بالكثير من الاسرار من حرب الجبل مروراً بعلاقته مع دمشق وصولاً الى مرحلة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقيام «ثورة الارز» التي شكل فيها رأس حربة وكان من ابرز العاملين لانشاء المحكمة الخاصة بلبنان ومن شهودها المتوقع مثوله امامها ليدلي بافادته بعدما استمعت الى النائبين مروان حمادة وغطاس خوري، فهل تكون شهادته قنبلة نوعية في المرحلة الاستثنائية لا سيما بما يتعلق بالقيادة السورية وصراع الاجنحة في داخلها والذي ادى الى مصرع معظم اللاعبين الكبار فيها الذين وردت اسماؤهم في ملف اغتيال الحريري لا سيما وان جنبلاط لا يستطيع المناورة او التزام الصمت امام محكمة دولية عملها كشف الاسرار في لعبة الكبار لجهة المتورطين في العملية التي قلبت وجه المنطقة.

ربما قد يكون توريث تيمور من وجهة نظر والده مثالياً تضيف الاوساط، في هذه المرحلة ليصبح جنبلاط اكثر حرية على كافة الاصعدة ومنها شهادته المرتقبة امام المحكمة كون الثأر طبق يؤكل بارداً وفق المثل المعروف وكان في طليعة اهداف دمشق وفق شهادة حمادة لجهة الاغتيال، وانه كان اول من نصح الحريري الاب بالذهاب الى الخارج منعاً لتصفيته، وهنا تكمن الكثير من الاسئلة عن مدى ارتدادات شهادة جنبلاط على الساحة المحلية الهشة وهل تكون القشة التي ستقصم ظهر البعير وتخلط الاوراق على الحلبة وتطيح بمقولة تنظيم الخلاف مع «حزب الله»، لا سيما وان جنبلاط لا يستطيع المواربة او المناورة او التزام الصمت امام محكمة دولية عملها الكشف عن المستور في عظائم الامور في مرحلة اغتيال الشهيد رفيق الحريري، وهل كانت تصفية الحريري مقدمة تمهيدية لاشعال الحرب في سوريا والمنطقة، وما يجمع عليه المحللون ان مرحلة ما قبل شهادة جنبلاط هي غيرها بعد الادلاء بافادته المنتظرة امام العدالة الدولية.