Site icon IMLebanon

لماذا سليمان فرنجية؟

ما هي الاسباب والمعطيات التي دفعت بكركي الى ادخال النائب سليمان فرنجية الى نادي القيادات السياسية المارونية الاقوى شعبيا وتأثيرا، ليصبح القوي الرابع مع العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس امين الجميل؟؟

مصدر روحي ماروني مطلع، كشف ان هناك اكثر من سبب فرض هذه الحالة، اولها ان فرنجية سليل بيت مارروني له تاريخه في الحياة السياسية والوطنية والدينية شمالا، بدءا من المغفور لهم قبلان فرنجية والد حميد والرئيس سليمان الجد، والدور التاريخي لموارنة الشمال، وخصوصا في اهدن وبشري، قلب الموارنة وعصبهم، والسبب الثاني الرغبة بقيام توازن بين بشري سمير جعجع واهدن سليمان فرنجية بعد الخلاف العميق بينهما، والثالث هو حرص بكركي على توازن آخر، يجب ان يقوم بين 8 و14 اذار بتسمية قويين لكل تجمع، والرابع والاخير ان سليمان فرنجية يتمتع بحيثية شعبية في اهدن وامتدادات في الكورة والبترون، وصداقات في مدينة طرابلس، حتى ولو كانت هذه الشعبية ليست بمستوى وحجم شعبية كل من عون وجعجع والجميل، التي تمتد تقريبا على مساحة الوطن كله، كما ان لا خلاف على مسيحيته، على الرغم من عتب بكركي والمسيحيين عموما على عدم اخذه مواقف منددة او معارضة لمواقف العداء التي اخذها النظام الامني السوري – اللبناني ضد المسيحيين منذ اتفاق الطائف وحتى العام 2005. وخصوصا نفي عون، واعتقال جعجع وابعاد الجميل.

اما السبب الحقيقي الذي رفع اسهم النائب فرنجية الرئاسية من الصفر الذي كانت عليه، الى ما يقارب العلامة الكاملة، وحملت سعد الحريري على المبادرة الى الاجتماع بخصمه السياسي وتزكية ترشيحه الى منصب الرئاسة الاولى، من ضمن سلة متكاملة، فما يزال يحاط بالسرية الكاملة حرصا على «نجاح المبادرة» على ما يقول المقربون من الحريري. ولكن على ما يرشح من تصريحات هؤلاء المقربين و«المستشارين» ان هناك اكثر من سبب وراء هذه الخطوة يمكن ترتيبها وفق الاولويات الاتية:

اولا: ان الذين حملوا لواء فرنجية، مثل النائب وليد جنبلاط، اللواء جميل السيد، الرئيس نبيه بري، وسوقوه لدى سعد الحريري يعرفون تماما ان فرنجيه هو ابن هذا النظام، وكان شريكهم في الحكم والسلطة ومغانمها، طول فترة الانتداب السوري على لبنان، بخلاف عون وجعجع والجميل، وبالتالي فان بينهم وبينه خبز وملح ومصلحة في ابعاد الثلاثة عن الحكم، وعن سعيهم الى المشاركة الحقيقية في جميع الحقوق التي نص عليها الدستور، وخصوصا بعد عودة العماد عون من المنفى، وخروج الدكتور جعجع من المعتقل، وكان سبقهم الى العودة بقوة الارادة الرئيس الجميل، واعادوا ثلاثتهم تنظيم احزابهم واصبحوا قوة شعبية ضاربة لا يمكن لاحد تجاهلها، ولكن يمكن اضعافها بوضع العوائق امام مطالبهم، وخصوصا بفرض قانون انتخابات لا يعكس قوتهم الشعبية على الارض، ولذلك فان فرنجية الرئيس لا يمكنه ازعاج الشريك المسلم في المناطق التي «يسيطر» عليها وعلى نوابها المسيحيين، ولكن بوجود احد هؤلاء الثلاثة رئيسا للجمهورية، فالوضع عندها يصبح حالة مختلفة، وهذا الامر غير مقبول من الثلاثي المسلم، كما ان هناك سببا اخر دفع سعد الحريري الى الاستدارة 180 درجة عن تحالفه مع جعجع، هو نوع من «القلوب الملآنة» على طرح جعجع القانون الارثوذكسي، وتوقيع اعلان النيات مع التيار الوطني الحر، ومعارضته تشكيل الحكومة السلامية على هذا الشكل الاستسلامي من تيار المستقبل، خلافا لثوابت 14 آذار، وعدم استعداده لعقد صفقات، او يمكن ترويضه واحتواؤه.

اذا كانت المعادلة المفروضة ان لا رئيس مسيحيا في لبنان الا اذا كان من قوى 8 آذار، فان هناك معادلة اخرى في وجهها، تتفق عليها على ما يبدو الدول العربية وفرنسا، ان لا رئيس في لبنان، يفرض خارج ارادة المسيحيين، وان لا تسوية اسلامية – اسلامية على حساب مصالح المسيحيين وحقوقهم.