هل انجزت موسكو مهمتها في ترسيم ما يسمى بـ«سوريا المفيدة» فانحسرت «عاصفة السوخوي» لصالح طاولة المفاوضات في جنيف لاطلاق بداية نهاية الاقتتال في سوريا، في الوقت الذي يجتمع فيه الاكراد في الشمال السوري لاعلان قيام حكمهم الذاتي عبر فدرالية سبق ان رحبت بها واشنطن وموسكو ومتى يحين توقيت انهاء «الدولة الاسلامية في العراق والشام» عبر تحالف روسي – اميركي كما هو مرتقب لصالح قيام دولة سنية في العمق السوري بعدما باتت الدولة العلوية شبه ناجزة وفق الاوساط المواكبة للمجريات لعل السؤال المطروح علام يتحاور الافرقاء السوريون من القيادة السورية ومجموعة المعارضات السورية من المحسوبين على معارضة الداخل ومعارضي موسكو والسعودية؟ وهل تُحرك انطلاقة المفاوضات السورية الركود في المستنقع اللبناني على صعيد انجاز الاستحقاق الرئاسي لا سيما ان الطرح الفيدرالي سورياً سيترك تداعيات كبيرة على الساحة المحلية وسط المخاوف من توجه دولي لتوطين النازحين السوريين في لبنان والذين يشكلون مع اللاجئين الفلسطينيين نصف سكان البلد الصغير اذا لم يكن اكثر.
وتضيف الاوساط ان النزوح السوري «مفاعل قابل للانفجار» وفق توصيف الوزير رشيد درباس «وقنبلة موقوتة» وفق كلام رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد لا سيما ان 90% من الجرائم والارتكابات على الساحة المحلية وفق تقارير قوى الامن الداخلي من السوريين واخيرها لا آخرها الجريمة التي اودت بحياة 3 كويتيين والتي دفعت بالكويت الى الطلب من مواطنيها مغادرة لبنان وعدم التوجه اليه، ولعل من سخرية الاقدار ان تتوجه سوريا نحو الفيدرالية في الوقت الذي شفي اللبنانيون منها على خلفية «ان لبنان اصغر من ان يقسّم واكبر من ان يبتلع» وفق العماد ميشال عون الذي اعلن بمناسبة ذكرى 14آذار انه يرفض الفدرالية او التقسيم مطالباً بتفسير «الطائف» كون البلد يفتقد الميثاقية، فالجنرال يرى ان مجلس النواب يفتقد الى الشرعية مطالباً باجراء الانتخابات النيابية على ان ينتخب المجلس الجديد رئيساً للجمهورية.
وتشير الاوساط الى ان ترشح الجنرال للكرسي الاولى لا يعتبر مأخذاً عليه، ولا يلغي طعنه بشرعية مجلس لنواب وان اعترافه بالامر الواقع لجهة قبوله بانتخابه من المجلس الحالي مجرد تسوية كون الرئيس العتيد منذ الاستقلال لم تصنعه اصوات النواب بل التسويات المعروفة، انطلاقاً من الرئيس الراحل كميل شمعون وصولاً الى الرئيس ميشال سليمان الذي انتجته تسوية «الدوحة»، في الوقت الذي يتمايز فيه عون عن الرؤساء السابقين انه يحظى بتأييد الاكثرية المسيحية الممثلة باكبر كتلتين مسيحيتين اي «التيار الوطني الحرّ» و«القوات اللبنانية» فلماذا يفرض الشارع السني رئيس الحكومة وكذلك الشارع الشيعي لجهة رئيس مجلس النواب في الوقت الذي يحرم المسيحيون من هذا الحق الذي يعتبر من حقوقهم البديهية، وكيف لا يراعي الرئيس سعد الحريري من زاوية مصلحته هذا الامر ولماذا تخيفه مقولة الرئيس المسيحي القوي، علماً ان ترتيب البيت المسيحي مقدمة بديهية لترتيب البيت الوطني والمضحك – المبكي تراصف الثلاثي الحريري والرئيس نبيه بري ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط لمنع وصول عون الى قصر بعبدا، معيدين الى الاذهان حكاية «التحالف» الرباعي في الانتخابات النيابية للوقوف في وجه «التسونامي» ما دفع بالمسيحيين الى الالتفاف حول الجنرال واكتساحه المقاعد في الساحة المسيحية. وما صح في الانتخابات النيابية سيتكرر في الاستحقاق الرئاسي و«النصر به ساعة» وفق كلام الامين العام «لحزب الله» السيد حسن نصرالله.