استغربت مصادر مطلعة منسوب «الإنفعال» والتهجم الذي يطال «إعلان النوايا» بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، والذي وصل بحسب المصادر «إلى مستويات قياسية» ما يؤشر الى مدى «القلق السياسي الوجودي» لدى بعض الأطراف من استمرار التقارب بين أكبر كتلتين في التمثيل المسيحي.
وقالت المصادر عينها إن بعض الأطراف السياسيين ظنوا أن بامكانهم الإستمرار في السياق القائم في ضرب المسيحيين ببعضهم، وفي المقابل تحقيق مكاسب على حساب حقوقهم وحضورهم السياسي، ما جعلهم، بشكل من الأشكال «أهل ذمة في السياسة»، بحيث لا يقوون على أخذ حقوقهم المشروعة، بل استجدائها من الحلفاء إن الشيعة أم السنة.
وأضافت أن هناك قلقا فوق العادة «غير مفهوم» لدى هذا البعض من تحول العداوة التاريخية بين التيار والقوات إلى تكامل سياقي وجودي، مبدية «تفهمها» لمخاوف البعض، ولكن عدم تحمل وصول لغة الخطاب إلى مستويات منحدرة معتبرة أن من حق الأطراف السياسية اللبنانية أن تحرص على ان تبقى اللاعب الأساس في سياسة حلفائها، ولكن ليس من حقها أبدا أن تمس بالعرف السياسي والعقد الإجتماعي.
واستغربت المصادر الهجوم على إستطلاعات الرأي الرئاسية في لبنان حتى قبل ان تبدأ، مشيرة إلى أن الحديث عن انعدام القيمة السياسية لها هو حديث غير عصري، واتهمامها بالخروج عن الاطار الدستوري والتقاليد والأعراف اللبنانية هو اتهام باطل، فاعرق الدول في الديموقراطية تعتمد استطلاعات الرأي، إلا في الدول التوتاليتارية والشمولية التي لا مكان لأي آراء أصلا فيها، مضيفة بسخرية «باستثناء في دولة خلافة داعش»…حين تأخذ منحى وقراراً سياسياً.
وستغربت المصادر أيضا دعوة بعض من لم تسمهم إلى إجراء استفتاء يعدل فيه النظام ويكون على كل الشعب اللبناني، مشيرة إلى أن هذا الخطاب خطر، ويمس الصيغة اللبنانية، ومتسائلة كيف يوازن البعض بين إستطلاع للرأي يضع النقاط على الحروف في ملف التمثيل والحضور لدى اقواعد الشعبية، وبين إجراء تغيير كينوني في بنية النظام اللبناني، واعتماد النظام الأكثري.
واستغربت المصادر أيضا قول البعض أنهم يؤيدون أي حوار شرط ألا يخالف الدستور، متسائلة «كيف لحوار ان يخالف الدستور، ولحوار أن لا يخالفه، مشيرة إلى أن بعض المفردات في قواميس البعض من المنزعجين بحاجة إلى إعادة صياغة، كي لا تفسرالمصطلحات بشكل خاطىء.
وأسفت لتهديد البعض باعادة الحرب الأهلية إذا تم طرح الفيدرالية، مشيرة إلى أن تهويل البعض بالمئتي الف قتيل لمجرد أن تم طرح ملف الفدرالية هو كلام مرفوض، سائلة جهابذة السياسة عن مقدار فهمهم لموضوع الفدرلة، وكيف يميزون بين الفيدرالية والتقسيم، «فهل عند هؤلاء أن لولايات المتحدة الأميركية هي 50 دولة مستقلة؟ ام أن الإمارات العربية المتحدة هي مقسمة، واستطرادا، هل هناك عدة دول سويسرية، أم كونفدرالية واحدة قوية؟
وشددت المصادر على ان استعمال مصطلح التعطيل قد أشبع استهلاكا واصبح ممجوجا مشيرة إلى أن من واجب الجميع أن يفهم أن موضوع عدم عقد الجلسات لا يتعلق فقط بتعيين قائد جيش، هو يتعلق بسؤال أصبح كل مسيحي اليوم يسأله، وهو هل نحن شركاء في الحكم، أم أتباع وأهل ذمة، مشيرة إلى رفضها القاطع لإستعمال ملفات الناس الحيوية رهينة للمطالبة المحقة بالشركة الحقيقية، معتبرة أن من يعرقل قضايا الناس وملفات تصدير المنتجات الزراعية والصناعية ويضر بالاقتصاد هو من يريد أن يحكم البلد وحده، ويبتلع المال العام، ويفلس البلد كما هو حاصل الآن.
وتمنت المصادر في الوقت عينه على كل من يريد الحديث في موضوع الفدرالية أن يدرس كلامه جيدا، لان هذا الملف اصبح في حكم الاساسي بالنسبة للمسيحيين، خصوصا مع تلاقي المخاطر الخرجية مع السياسات الداخلية، التي تبدو وكانها تقوم بشيء واحد ، وهي محاصرة كل النفوذ المسيحي المتبقي في السلطة، والدليل على ذلك استمرار الشغور الرئاسي لمدة فاقت السنة والشهر.
وعن قول البعض أن من لا يريد إتفاق الطائف لا يريد العيش المشترك قالت المصادر إن هذا الكلام غير موضوعي، ولكن الممارسة أثبتت أن هذا لنظام بهذا الشكل ليس نموذجا صالحا للحكم، وبالتالي، فلا مجال لإستمراره في هذا السياق، ولا بد من إعادة النظر في ذلك، ومشددة بالقول «أما وقد بلغ الأمر بالبعض الإستعانة بالأمثال الفرنسية في ممارسة السياسة، وخصوصا المثل القائل طريق جهنم معبدة بالنيات الحسنة، فجنة إعلان المبادىء من اطبيعي أن يراها هو جهنما، إن كان مقاصده ومراميه الإبقاء على هيمنته وتسلطه على الحلفاء والخصوم معا.
وختمت بالقول، لا أحد يريد الانقلاب، نريد الشركة الكاملة والحقيقية،والمعاملة بالمثل، اما الإستمرار في مبدأ أن ما لي لي وحدي، وما لكم لي ولكم، فهذا محال، ولن نرضى به بعد اليوم، لأن أسوأ الاشياء حصل وهو الشغورالرئاسي، فماذا بعد، ومم الخوف؟ فليكن جواب الجميع نعم نعم لا لا، تريدون الشركة، مفتاح الشراكة التفاهم على مبدأ ربح الجميع، اما الأخرى، فالمجهول، ونحن لا نريد للبلد أن يستمر في المجهول، إن تحققت النيات، واعلنت…