Site icon IMLebanon

لماذا تراجع التفاؤل بانتخاب الرئيس قريباً؟

بين بروكسل والقاهرة تراجعت نسبة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية لدى الرئيس نبيه بري، فارفق عبارة الحذر والخشية من ان يكون مثل هذا الأمل مختلطا بالسراب. لكنه لم يفقد الامل او الوسيلة للسعي من اجل انجاز هذا الاستحقاق الدستوري متطلعاً هذه المرة الى نجدة خارجية من بلاد النيل للعمل على التقارب السعودي ـ الايراني.

ويحرص بري على عدم الدخول في تفاصيل اسباب هذا الحذر، لكنه يشير امام زواره الى الاسباب والعوائق الداخلية التي تشكل العنصر الاساسي في الاستمرار بالمراوحة والانتظار.

ويترافق ذلك مع تكهّنات بدأت تبرز في الاسابيع القليلة الاخيرة بأن الاستحقاق الرئاسي لم يعد في متناول اليد في المدى القصير، وان موجة التفاؤل بانتخاب الرئس خلال هذا الربيع قد تبدّدت بعد ان تبيّن ان اختيار واحد من الاقطاب الموارنة الاربعة وفق ما خرج به اجتماع بكركي الشهير غير متيسّر حتى بعد ترشيح اثنين منهما.

ما هي اسباب تراجع نسبة التفاؤل بانتخاب قريب للرئيس؟

لا شك ان هناك عوامل خارجية وداخلية اسهمت في فشل انجاز الاستحقاق الرئاسي كما كان متوقعاً او مأمولاً، مع ترجيح تأثير اكثر للاسباب الداخلية الناجمة عن حدة الخلافات حول التوافق على مرشح بين المرشحين المطروحين العماد عون والنائب فرنجية.

وتقول مراجع مطلعة ان التحركات والاتصالات مع الجهات الخارجية تشير الى ان كل من واشنطن وموسكو والاتحاد الاوروبي تبدي رغبة صريحة في ضرورة انتخاب رئيس الجمهورية، ولا تزكّي اسماً معيناً وان كان الرئيس الفرنسي هولاند قد تسرع بمباركة ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب سليمان فرنجية.

وسمع كبار المسؤولين اللبنانيين من سفراء هذه الدول او من المسؤولين فيها كلاما مكررا بأن اختيار وانتخاب الرئىس يعود للبنانيين انفسهم، وان المطلوب ان يتفاهم اللبنانيون لانجاز هذا الاستحقاق الدستوري في اجواء توافقية وديموقراطية.

وبرأي المراجع المطلعة ان هذا الوقف الدولي يختلف نوعا ما عن موقف كل من المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية، فاذا كانت كل واحدة منهما تؤكد على عدم التدخل في هذا الاستحقاق وترك حسمه للبنانيين انفسهم، فان الرياض لا تؤيد انتخاب العماد عون وفق ما ينقله زوارها، وما تؤشره مواقف الاطراف اللبنانية المحسوبة عليها وخصوصا الرئيس سعد الحريري الذي حسم خياره بترشيح فرنجية والتمسك بهذا الترشيح.

اما طهران فهي لم تضع «فيتو» على اي من المرشحين ولم تسمّ واحد منهما، بل تركت الخيار ضمنا للبنانيين عموما ولحزب الله خصوصاً، مفضلة عدم اقحام نفسها مباشرة في هذا الموضوع وترك تفاصيل تقديره لحليفها الاساسي في لبنان.

اما على المستوى الداخلي فيبدو ان التعقيدات في وجه انتخاب الرئيس تكاد تكون مستعصية حتى بعد حصر الترشيح باثنين من اقطاب الموارنة المحسوبين على فريق 8 آذار.

وتعتقد المراجع المطلعة ان العماد عون اخذ قراراً في ظل الواقع الراهن بالمضي في ترشيحه حتى النهاية، خصوصاً بعد ان فاز بتأييد حليفه الجديد الدكتور سمير جعجع، وانه لن ينزل الى ساحة النجمة اذا لم يضمن نجاحه، معتمداً على الاستمرار في كسب عدم توفير النصاب لانعقاد جلسة الانتخاب حتى اشعار اخر.

وفي المقابل فان فرنجية، الذي يضمن في حساب الارقام الفوز، يؤكد استمرار ترشيحه حتى النهاية، مع تحذيره كما عبر مؤخراً بأن إطالة فترة الانتظار ستؤثر سلبا عليه وعلى خصمه عون ربما لصالح مرشح توافقي.

ووفقاً للمعلومات المتوافرة فان فرنجية ليس في صدد النزول الى ساحة النجمة في الوقت الحاضر، لا بل انه حريص على ربط هذا الامر بحضور حزب الله او على الاقل بعدم ممانعته النزول حتى لو بقي نوابه ملتزمين مع التيار الوطني الحر بعدم المشاركة في جلسة الانتخاب.