IMLebanon

لماذا الخوف من مبادرة السيسي؟

المبادرة التي أطلقها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حرّكت البحيرة الراكدة في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وهنا لا بد لنا من أن نتساءل: هل عدم طرح مبادرة من الرئيس المصري أفضل من طرحها؟

طبعاً من دون أن نفكر طويلاً نقول بكل ثقة: إنّ ثقل مصر السياسي والاقتصادي والعسكري والسكاني هو حجر الأساس في الصراع العربي الاسرائيلي، من هنا كانت مؤامرة كيسنجر وزير خارجية أميركا في عهد ريتشارد نيكسون عام … 1973فبعد اندلاع حرب تشرين كان همّه الوحيد إخراج مصر من المواجهة مع إسرائيل… وطبعاً لجأ كيسنجر الى التهديد والوعيد والإغراءات والوعود بإعادة الأراضي المصرية المحتلة الى مصر فنجح في أن يحيّد مصر من خلال اتفاق «كامب دايڤيد» الذي وقعه السادات مع القيادة الاسرائيلية.

ولكن وبالرغم من مرور نحو 40 سنة على توقيع اتفاق «كامب دايڤيد» لم تستطع إسرائيل أن تفرض التطبيع على الشعب المصري بمعنى آخر صحيح أنّ هناك اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل ولكن مع وقف التنفيذ.

نعود الى عودة مصر الى العالم العربي، هنا لا بد أن نعترف أنّ العالم العربي من دون مصر يعاني انعدام التوازن السياسي فيه، وعودة مصر تعيد التوازن بين العرب وإسرائيل، وللعلم فإنّ ابتعاد أو تحييد مصر عن الصراع هو الذي أفسح في المجال أمام التعنّت الاسرائيلي ورفض أي مشروع للسلام، لأنّ إسرائيل تعتبر أنها ليست بحاجة الى أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين.

من هنا، جاء طرح مبادرة الرئيس السيسي لعودة التفاوض على مشروع سلام بين إسرائيل والفلسطينيين والذي هو مرفوض إسرائيلياً، طبعاً من دون الافصاح عن ذلك لأنّ الصهاينة مشهورون بالمكر والخبث.

ومن جهة ثانية، فإنّ أعداء المسلمين وأعداء الامة العربية، ألا وهم الفرس الذين يعتبرون أنّ لهم «ثأراً» على العرب أولاً لأنّ العرب قاموا بحرب دامت 8 سنوات بين العراق وإيران، والأهم ثانياً لأنّ الإسلام هو الذي أسقط الامبراطورية الفارسية، ويبدو أنّ الايرانيين عندهم نزعة الى السلطة المطلقة أي أن يكونوا دولة عظمى.

هناك بعض المعارضين للمبادرة الذين يقولون إنّ العرب هم اليوم في أضعف أحوالهم وانّ الحروب الأهلية التي يعاني منها العراق وسوريا واليمن وحتى لبنان لأنّ «حزب الله» يعطل الحياة السياسية والاقتصادية وقد تسبب أيضاً بحرمان لبنان من أهم موارده أي السياحة العربية خصوصاً الخليجية، وبالذات السعودية، ما يجعل دول المواجهة مع إسرائيل ضعيفة… فلماذا تسعى إسرائيل الى اتفاق والعرب أمامها في حال ضعف لم يكونوا في يوم من الأيام في التاريخ كما هم اليوم…

لهؤلاء نقول: صحيح أنّ الحروب الأهلية الدامية في سوريا والعراق واليمن ليست إلاّ نتيجة غياب مصر عن الساحة العربية أولاً… وكذلك ابتعاد مصر عن المملكة العربية السعودية، من هنا فإنّ الإهتمام المصري والسعودي والخليجي في بناء علاقات مميزة سوف يكون له الأثر الكبير على صعيد الصراع العربي – الاسرائيلي.

إنّ عودة مصر الى العرب سوف تطرد الفارسي الذي استغل غياب مصر واستغل الحرب القذرة التي شنتها أميركا بغزوها العراق وحلها الجيش العراقي… وهذه كانت أكبر مؤامرة نفذتها أميركا لمصلحة إسرائيل وإيران، ما يؤكد على علاقة النظام الايراني بالاميركي وأنّ آية الله الخميني كان صناعة أميركية… وبدأت الأيام تكشف ما كتبناه سابقاً وما نكتبه اليوم عن أنّ ما يجري في الدول الأربع التي تدّعي إيران أنها تسيطر عليها نعم ما يجري بكل وضوح هو فتنة سنيّة – شيعية كما خططت أميركا واليهودي كيسنجر وزير خارجيتها الأسبق.

لذلك فلا إسرائيل ولا أميركا ولا إيران تريد أي اتفاق بين الفلسطينيين واليهود وتعتبر أنّ أي مبادرة مصرية ستوحّد العرب وتعيد الأوضاع الطبيعية الى كل من سوريا والعراق واليمن ولبنان.

عوني الكعكي