لا شك في أنّ زيارة ولي ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى أميركا تثير العالم لأسباب عدة:
أولاً- تأتي الزيارة بعد مشروع المملكة حسب الرؤية الاقتصادية للعام 2030 التي أثارت العالم كله والذي تعاطى معها إيجابياً والقليل سلبياً وطبعاً السلبي من أعداء المملكة المعروفين.
ثانياً- شاء مَن شاء وأبى من أبى أميركا هي سيدة العالم وهي التي تحكم العالم من دون أي شريك كبيراً كان ام صغيراً.
ثالثاً- المنطقة العربية تدور فيها أكثر الحروب ضراوة في العالم وأزمات كبيرة تهدّد مصير العالم، منها الحرب في سوريا والحرب في العراق والحرب في ليبيا والمشكلة اللبنانية طبعاً، والأهم «حزب الله» وكل هذه الملفات وراءها إيران.
رابعاً- والملف الأهم للمملكة هو حرب اليمن والدعم الذي تقدمه إيران الى الحوثيين، و»عاصفة الحزم» التي اضطرت المملكة أن تخوض حرباً، وهذا خارج سياسة المملكة تاريخياً التي كانت دائماً تبحث عن الحلول السلمية… ولكن إيران، وبسب دعمها المالي والعسكري وقوات الحرس الثوري تحت عباءة مستشارين ومعهم أيضاً «حزب الله» الذي أصبح قوة عسكرية غب الطلب للقيام بمهمات للأسف إرهابية… ذلك كله دفع المملكة الى اعتماد هذا النهج السياسي المستجد.
وأمام هذا الواقع والملفات الساخنة التي يتقرر فيها مصير المنطقة العربية بدأ ولي ولي العهد زيارته الى أميركا، واللافت أنّ برنامج الزيارة مليء بالملفات ذات المواضيع والقضايا المهمة بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الولايات المتحدة.
يحدث هذا في وقت أضفت واشنطن على الزيارة اهتماماً مميزاً من خلال إعلان وكالة المخابرات الاميركية (CIA) أنّ السعودية براء من أي علاقة بأحداث «11 أيلول» الشهيرة التي أصابت أميركا أصابة بليغة في هيبتها وفي أمنها.
وهذا الإعلان الصادر عن المخابرات لا تكمن أهميته في إسقاط الاتهامات الجانية وحسب، وليس فقط في التراجع عن المطالبة بمئات مليارات الدولارات (750 مليار دولار) عن الأضرار في البشر والحجر التي وقعت في 11 أيلول… إنما تكمن أهميته كذلك في التقدير الذي تخص به واشنطن الامير محمد بن سلمان الذي لم يتوجه الى هناك في سياحة، أو في مجرّد زيارة بروتوكولية، بل ليعرض على الاميركي الخطة الاستراتيجية المتكاملة التي تعتبر بمثابة برنامج حكم عصري للعقود الآتية… ما يسقط الحملات المغرضة التي كانت تتعرض لها المملكة إن من الاميركي أو من حلفائه الغربيين.