قالت مصادر واسعة الإطلاع إن هناك العديد من الأسباب التي تجعل من المتعذر الإستجابة لمطلب الجنرال عون ميشال بتعيين صهره العميد شامل روكز قائدا للجيش، إلا أن هذه الأسباب لا تتعلق فقط بقرابته للجنرال بالمصاهرة، بل تتعداها إلى أمور أعمق وأكثر تأثيرا.
وأوضحت المصادر أنها تتخوف من أن يؤدي تعيين روكز قائدا للجيش إلى زج الجيش في معركة ضد المسلحين في الجرود، بدل من وقوفه في موقع الضامن لحماية عرسال البلدة، وخطر تمدد التكفيريين. فروكز، بحسب المصادر، لم يكن ليصاهر الجنرال لو لم يشترك معه في سلوكيات وأفكار منها إيمانه بقراراته، وحزمه والإستمرار في الرأي حتى النهاية، مشيرة إلى أن براغماتية قائد الجيش اللبناني يجب أن تطغى على أي خصائص أخرى، لأن المؤسسة العسكرية لا تتحمل وصول قائد ليس للديبلوماسية الطويلة النفس المساحة الأكبر في أدبياته، وبالتالي، فإن ما يصلح لقائد المغاوير في الجيش من ، إغلاق الجهاز…والبدء بالدمار الشامل «لا يمشي» بالنسبة لمن كان يريد أن يكون قائدا للجيش، ففي السياسة، «لا تمشي» الدمارات الشاملة، لأن تداعيات التدخل في أي الموضوع ستترك أثرا على كل المستويات، مشيرة إلى تخوفها من أن تسلم العميد روكز قيادة الجيش، سيتبعه في اليوم التالي جر الجيش إلى المعركة مع التكفيريين في الجرود، وهذا «ما لا يريده اللبنانيون». مضيفة في دعابة «إن تعيين عقل «عوني» في قيادة الجيش لا يمكن أن يمر، لأنه «قد يرسل الدبابات لتطويق رئاسة الحكومة».
كلام ترد عليه مصادر عونية بشكل عنيف جدا، معتبرة أن ما يجري هو استمرار استهداف الحضور المسيحي في السلطة، من خلال التوجه إلى إضعاف المنصب المسيحي الثاني في الدولة اللبنانية، مشيرة إلى أنه «من المعيب» ان يتم التعاطي مع المسيحيين بهذا الشكل، فمصاهرة الجنرال «مش عيب»، إلا أن استهداف تاريخ الناس والتجريح هو العيب، و«التسلط على حقوق الشركاء في الوطن هو العيب، مضيفة أن العميد روكز متزوج من كلودين عون منذ 2011، ولكن تاريخ هذا الرجل الهمام في المؤسسة العسكرية يشهد له، ولا يبدأ مع زواجه، ولا يقف عنده، ولا ينتهي به.
وتضيف، العميد روكز دفع من دمه لأجل الجيش، وهو الذي تعرض للتسميم إبان الحرب، ومع ذلك لم يترك المؤسسة العسكرية، بل أعطاها من دمه، وكرس لأجلها كل حياته.
وقالت المصادر إن العميد روكز لم يكن في حياته لينحاز إلا إلى الجيش اللبناني، وتطلعه إلى قيادة الجيش هو تطلع مشروع حاله حال جميع الضباط الكبار الموارنة في ظل التوزيع الطائفي، فأي ضابط ماروني يتطلع إلى قيادة الجيش «منذ اللحظة التي يتقلد فيها سيفه؟.
وأضافت، من يشكك في مناقبية روكز فليراجع تاريخه، من عام 1985 ومعارك شرق صيدا الى سوق الغرب عام 1989 الى نهر البارد، إلى عبرا إلى عرسال.
وتوقعت المصادر أن يكون عدم بت التعيينات الأمنية مرتبطاً بإدراك الأفرقاء اللبنانيين استحالة الإستمرار في السياسة الحالية والنظام الحالي، معتبرة أن «صيغة الطائف لم تنجح بدون وصاية، وصيغة الدوحة ولدت ميتة».بالتالي، الإستمرار في «تصريف الأيام» إلى حين بلوغ المواقيت آجالها..
ونصحت المصادر المتباكين على «صلاحيات رئاسة الحكومة والشلل الوزاري» بضبط نهداتهم، ومسح دموعهم، غامزة من قناة الرئيس تمام سلام، ومشيرة إلى أن من أمضى عشرات الأيام «رئيسا مكلفا» عاجزا عن تشكيل حكومة، ووصل به الأمر إلى طباعة «كارت فيزيت» مكتوب عليها «الرئيس المكلف تشكيل الحكومة» يستطيع أن «ينتظر قليلا» لحين الإتفاق على تعيين قائد للجيش»، لأنه، تضيف المصادر، إن لم يأت قائد للجيش كما يريد الجمهور المسيحي، فهذا يعني أن الشركاء في الوطن قد أخذوا قرارا بالحكم من دون المسيحيين. إن كان هذا هو المطلوب، فليكفوا عن المناورة، ويعلنوها بصريح العبارة.وساعتئذ يبنى على الشيء مقتضاه.
واضافت «المثقولون» من عدم إنعقاد جلسات مجلس الوزراء عليهم أن يتذكروا أن الدولة بلا رأس، وأن هناك شغورا رئاسيا منذ أكثر من سنة، وهناك العديد من السفراء الذين لم يتمكنوا من تقديم أوراق اعتمادهم بسبب عدم وجود رئيس. وأن الدولة اللبنانية مشلولة تماما، بلا رئيس! بلا رئيس…
ورفضت المصادر أن يخضع الجنرال وروكز للمساومة، مشيرة إلى أن الجنرال لن يرضى بأن يفرض عليه أحد ما ليس مقتنعا به، وإن كانت مصاهرة باسيل للجنرال تحولت نعمة على الأول، فالجنرال لن يتقبل أن تتحول مصاهرته لروكز نقمة على الأخير.
الجنرال يريد العميد شامل روكز للقيادة، تختم المصادر، هو ضابط صالح ومؤهل، والأكثرية المسيحية تدعمه، والقائد جان قهوجي قد أدى رسالته على أكمل وجه، ونحن، تقول المصادر، على أتم الثقة أنه لن يقبل أن تندثر قدرة المسيحيين على المشاركة في الحكم، ولو على حساب مصلحته الشخصية في التمديد، أضف إلى أن قهوجي هو أيضا مرشح دائم لرئاسة الجمهورية، مثله مثل اي قائد للجيش، وحظوظه في تولي المنصب لا تختلف جذريا إن كان في الخدمة أو في الإحتياط. ولكن، تختم، العبرة في ترجمة النوايا أفعالا، والكلام شيء، والفعل شيء آخر…فهل «ينجح الحلفاء والخصوم؟».