IMLebanon

لماذا الثنائي الشيعي لم ينقسم وتحالفه يزيد 

 

حصّة الثنائي الشيعي النيابيّة مضمونة ولا اختراق في أيّ مقعد لها

في لبنان ما يتم تسميته الثنائي الشيعي، وهو تحالف حزب الله مع حركة امل، وهما عمليا 90 في المئة من الطائفة الشيعية عبر جمهورهم ومؤيديهم، رغم ان هذا القرار قد لا يكون 90 في المئة بل اقل، انما لا بد من الاعتراف ان الثنائي الشيعي حزب الله – حركة امل يسيطر على معظم الجمهور الشيعي في لبنان.
والغريب في الامر انه نتيجة انقسامات سياسية داخلية عديدة ما بين موقف حزب الله وموقف حركة امل وما بين خطابات سماحة السيد حسن نصرالله وتصريحات ومواقف الرئيس نبيه بري، فانه لم يحصل خلاف سياسي حقيقي انعكس على جمهور حزب الله او حركة امل، او أدّى الى خلافات في تأليف اللوائح الانتخابية على مدى 30 سنة وحتى الان.

ما هو السرّ في الثنائي الشيعي

كما ان حزب الله الذي قاد المقاومة في نهاية الامر لوحده فيما لعبت حركة امل الدور السياسي المقاوم، لكن دون قيام وحدات عسكرية لدى حركة امل للمقاومة في الجنوب، فان حركة امل حافظت على جمهورها الشيعي واستمرت زعامة الرئيس نبيه بري في ذات القوة، رغم ان نجم حزب الله سطع من خلال الانتصار في حرب 2006 ضد العدو الاسرائيلي. فما هو هذا السر في الثنائي الشيعي الذي يجعل الرئيس نبيه بري لا يوجه اي انتقاد للسعودية، فيما حزب الله يشنّ اعنف حملة على السعودية عبر خطابات سماحة السيد حسن نصرالله واعلام حزب الله.
كما ان حزب الله لديه مواقف تجاه عدة دول عربية، منها مصر في بعض الامور، ومنها الكويت في ظل تداعيات مجموعة العبدللي، في حين ان الرئيس نبيه بري حافظ على افضل علاقة مع قيادة الكويت، وهو يتمتع بتأييد منها، في حين ان الكويت اتهمت حزب الله بعمل ارهابي لم يتم اثباته بأن قيادة حزب الله قد ارسلت خلية كاملة باستثناء ادّعاء الحكومة الكويتية لهذا الامر.
اما ارسال الملف ايضا الى القضاء اللبناني للمتابعة وتأكيد الامر فلم يحصل ما بين دولة الكويت والدولة اللبنانية.
كما ان العلاقة بين حزب الله وسوريا هي علاقة تحالف قتال مباشر، اي ان الجيش العربي السوري ومقاتلي ومجاهدي حزب الله يقاتلون سويّة على الارض السورية ضد المنظمات التكفيرية والمؤامرة التي تم شنّها على سوريا لاسقاطها كدولة مقاومة في محور الممانعة ضد الرضوخ الى المخطط الصهيوني – الاميركي – السعودي.
وهنالك تواصل بين قيادات حزب الله والقيادة السورية، ولو كان الوضع الامني ربما يسمح بقيام السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله بزيارة الرئيس بشار الاسد، لكان قام بهذه الزيارة للتنسيق في ظل الوضع الراهن.

موقف بري ونصرالله يتمايزان داخليا

وفي المقابل فان الرئيس نبيه بري لم يقم بأي زيارة الى دمشق والاجتماع بالرئيس بشار الاسد منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011. مع العلم ان القيادة السورية تثق كليا بقناعات بري وتثق كليا بجمهور حركة امل المؤيد لنظام الرئيس الاسد وهي تعرف تماما ان بري يدعم الرئيس الاسد والنظام السوري في وجه المؤامرة التي حصلت ضده، اضافة الى انتشار المنظمات التكفيرية نتيجة المؤامرة.
ورغم ذكرنا الى عدة نقاط لا يشبه فيها حزب الله حركة امل ولا تشبه حركة امل فيها حزب الله، ولا يشبه موقف السيد حسن نصرالله موقف الرئيس نبيه بري سياسيا في امور داخلية كبيرة وخطيرة خاصة مثل انتخابات رئاسة الجمهورية، حيث قام حزب الله بدعم وتأييد الرئيس العماد ميشال عون حتى النهاية، وحتى ايصاله الى قصر بعبدا. في حين ان الرئيس نبيه بري خاض اعنف معركة ضد ترشيح الرئيس العماد ميشال عون وتبنّى ترشيح الوزير سليمان فرنجية ودعمه مع حليفة الوزير وليد جنبلاط وقام بالعمل على تأمين المزيد من الدعم الى الوزير سليمان فرنجية كي يصل الى رئاسة الجمهورية.

متفقان ولا خلاف بينهما

ومع ذلك فان الثنائي الشيعي، اي حزب الله وحركة امل متفقان ولا خلاف بينهما، ولم يحصل اي احتكاك بين جمهور حزب الله وجمهور حركة امل، بل على العكس يعيش الجنوب اللبناني بأكثريته الشيعية، والبقاع الشمالي الشرقي وقسم من البقاع الاوسط وحتى الغربي باقامة افضل علاقة بين جمهور حركة امل وحزب الله والتعاون في البلديات على مستوى جنوب لبنان كله، وعلى مستوى البقاع كما لا يحصل تنافس على المقاعد النيابية بل ان حزب الله قد حدد عدد مقاعده النيابية وحركة امل حددت في ذات الوقت عدد مقاعدها النيابية. وعندما نقول المقاعد ولا نقول المرشحين، لانه في ظل التحالف الثنائي الشيعي فانهم القوة الاكبر التي توصل مرشحيهم الى المجلس النيابي في شكل حتمي.
واذ نذكر ان لا احتكاك ولا خلافات بين جمهور حركة امل وجمهور حزب الله، ونحن نقول الحمدلله، انها نعمة من الله، ان يتوافق شعب لبنان على مختلف مستوياته وبلداته ومذاهبه، في تفاعل سياسي كما يجري ضمن العلاقة ما بين حزب الله وحركة امل، وما بين قرارات السيد حسن نصرالله وقرارات الرئيس نبيه بري والتنسيق الدائم بينهما في المواقف بأكثريتها، لكن هنالك مواقف سياسية متناقضة او مختلفة ما بين نظرة حزب الله وحركة امل الى امور سياسية داخلية، ومع ذلك الثنائي الشيعي ظاهرة غريبة في طريقة عمله وفي استمراره وفي عدم ظهور اي خلاف بين حزب الله وحركة امل، فما هو السبب يا ترى.

مواقف متناقضة والتنسيق في افضل حالاته

لنأخذ مثلا، فان حزب الله يقوم بالتنسيق في شكل شبه يومي ومستمر مع رئيس حزب التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل، وعمليا يعتبره انه الممثل الشخصي المباشر لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي وقع ورقة تفاهم في كنيسة مار مخايل بين حزب الله بشخص السيد حسن نصرالله، وبين التيار العوني بشخص العماد ميشال عون.
وفي المقابل، فاننا نرى ان اكبر خصومة حالية واقعة بين الرئيس نبيه بري والتيار الوطني الحر، وخاصة مع رئيسه الوزير جبران باسيل، لا بل نقول اكثر من ذلك، ان الخلاف الفعلي هو بين الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وليس الامر متعلق بالوزير جبران باسيل، لكن وصل الرئيس بري الى موقف ادى الى وضع «فيتو» على الزيارات واستقباله للوزير جبران باسيل في عين التينة، فيما التنسيق بين الحاج وفيق صفا وبين وزراء حزب الله في الحكومة والوزير جبران باسيل هو ممتاز ومستمر، في حين نرى ان وزير المالية الدكتور علي حسن خليل في احتكاك بسيط في شأن المياومين في شركة الكهرباء منذ يومين، ظهرت مواقف متناقضة لممثل حركة امل في الحكومة، اي وزير المال الدكتور علي حسن خليل ولممثل التيار الوطني الحر الوزير سيزار ابو خليل وزير الطاقة، ومع ذلك فان التنسيق بين الثنائي الشيعي على افضل حالاته ونعود ونكرر ونقول والحمدلله.

توزيع الادوار

هل قررت الطائفة الشيعية ازدواجية الموقف، ومن يدير هذا الامر اذا كان مبدأ الازدواجية حاصل، ام ان الطائفة الشيعية قررت توزيع الادوار، وبالتالي من هو الذي يقوم بادارة لعبة الادوار، وهل يمكن القول الى ان الامر هو على مستوى الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله، ذلك ان لا وزير في حركة امل ولا وزير في حزب الله ولا اي مسؤول في حزب الله او اي مسؤول في حركة امل يستطيعون لعب دور ادارة توزيع الادوار.

حلف سري

من هنا القول ان حلفا سريا مكتوب بكلام لا يقرأه الا السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري هو موجود بين قيادة حزب الله وحركة امل.
كيف لا وحزب الله يتلقى الدعم المالي والعسكري والعتاد من ايران وهو على تحالف كامل وولاء لولاية الفقيه، وهنا النقطة العميقة في الامر، ذلك ان سماحة السيد حسن نصرالله يعلن ان حزب الله هو جزء من ولاية الفقيه ويدين بالولاء للمرشد الاعلى للثورة الايرانية سماحة الامام السيد علي خامنئي. في حين ان الذي يسمع خطابات الرئيس نبيه بري في مهرجانات لحركة امل او في الجنوب، او تصريحات يرى الرئيس بري او يستنتج ان الرئيس بري لا يدين بالولاء لولاية الفقيه لا بل ليس مقتنعا بالامر انما هو نجفي الهوى واتجاهه كربلاء والنجف الاشرف ومع ذلك يقيم افضل علاقة الرئيس بري مع ايران، وطبعا ليس في حجم علاقة حزب الله مع ايران.
لكن كيف يكون حزب الله مواليا لولاية الفقيه عن قناعة دينية عميقة، وفي ذات الوقت يكون الرئيس نبيه بري غير مؤمن بولاية الفقيه، بل هو مقتنع بأن المرجعية الدينية او مركز الحنين والايمان هو في اتجاه كربلاء والنجف الاشرف.

اقوى حلف قائم

ومع ذلك، نرى ان لا خلاف ابدا بين جمهور حزب الله وحركة امل، وان الثنائي الشيعي هو في افضل حالاته من التوافق في كل المجالات، رغم الاختلاف في مواقف كثيرة، ورغم الاختلاف في موقف ديني عميق، لكن في لبنان اقوى حلف قائم حاليا هو حلف حزب الله – حركة امل. فلا العماد ميشال عون ولا الدكتور سمير جعجع استطاعا تكوين تحالف مستمر رغم انهما حزبان مسيحيان ومارونيان، وحزب القوات قام بدعم الرئيس ميشال عون للوصول الى رئاسة الجمهورية، ومع ذلك لا يمكن القول ان هنالك ثنائي مسيحي اسمه القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر.
وفي الطائفة الدرزية، الزعامة الاكبر هي للوزير وليد بك جنبلاط، مع زعامة موجودة وراسخة ومستمرة في قصر خلدة للامير طلال ارسلان. انما لا يوجد تحالف او ثنائي درزي جنبلاطي – ارسلاني بل هنالك خلافات في كثير من المواقف، وموقف الوزير وليد جنبلاط السياسي وموقف الوزير طلال ارسلان يختلفان كليا عن بعضهما البعض في نظرتهما للامور، وحتى الجمهور الجنبلاطي والجمهور الارسلاني بعيدان عن بعضهما البعض.

اجنحة الطائفة السنية

واما في الطائفة السنيّة، فقد اصبحت الطائفة السنية اجنحة وزعامات وقيادات متعددة بعدما كان تيار المستقبل في زمن الرئيس الراحل رفيق الحريري قد سيطر على شعور وولاء الطائفة السنية، لكن وضع الطائفة السنية حاليا هي انها اجنحة وقيادات وفاعليات وزعامات ومناطق ولكل منطقة قيادي هام فيها.
لكن طبعا لا يمكن القول ان جمهور العونيين – القوات قد وصل الى حالة احتكاك او خلاف كذلك ضمن الطائفة السنية لا يوجد احتكاك او خلاف ونحن نتحدث ميدانيا، كذلك ضمن الطائفة الدرزية لا يوجد اي احتكاك ومشاكل ونعود ونقول الحمدلله لهذا الاستقرار وهذا الهدوء وهذه العقلانية السائدة في صفوف الشعب اللبناني ويجب ان يكون كذلك بعد حرب استمرت 40 سنة اذاقت اللبنانيين والشعب اللبناني كل المرارات من شهداء وقتلى وجرحى ومعاقين وتهجير وخراب وتدمير مدن وبلدات وهجرة الى الخارج زادت عن 3 ملايين لبناني منذ عام 1973 حتى عام 2017.

الثنائي الشيعي ظاهرة فريدة

الثنائي الشيعي ظاهرة فريدة في لبنان وظاهرة فريدة في تاريخ لبنان، واذا كان احدهما يريد تفسير الامور في شكل سئ النية، فانه يقول ان الطائفة الشيعية قررت استعمال كامل ذكائها عبر قيادة الرئيس نبيه بري وسماحة السيد حسن نصرالله واتفقت على مصلحة مشتركة هي السيطرة على الحكم في لبنان من خلال موقع كل طرف من الثنائي الشيعي. فحركة امل والرئيس نبيه بري شخصيا يجمع حوله حوالى 50 نائبا على الاقل كل يوم اربعاء حتى ان بعضهم ولو كان من كتل اخرى، يشعر بولاء او قناعة بعقل الرئيس نبيه بري. واصبحت السلطة التشريعية وادارة امور كثيرة في الدولة تقع تحت نفوذ او تأثير الرئيس نبيه بري كرئيس للسلطة التشريعية او رئيس مجلس النواب او رئيس لحركة امل او حليف مع الوزير وليد جنبلاط، وحتى الامس كان حليفا مع الرئيس سعد الحريري قبل ان يقوم بتوقيع مرسوم منح سنة اقدمية، لكن الرئيس بري سيتخذ موقفا غاضبا من الرئيس الحريري لمرحلة معينة، انما تحالف الوزير بري والوزير جنبلاط هو الاساس وسينضم اليهما الرئيس الحريري والرئيس بري يعرف ذلك ويريد الحريري ان يعود اليه لا ان يكون في اطار نفوذ التحالف مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.

السياسة الخارجية لا تخرج عن محمور المقاومة

كما ان الرئيس نبيه بري من خلال نفوذه ورئاسته للمجلس النيابي، فانه قادر على التأثير في كل التعيينات والمؤسسات الرسمية في الدولة اللبنانية، وعندما نقول تأثير نقول تأثير كبير، يعني يصل الى مستوى المشاركة في مجمل القرارات ومعظمها، وفي المقابل فان حزب الله الذي لديه كتلة نيابية ووزيران في الحكومة لا يعتمد على كتلته النيابية او على وزرائه في الحكومة، بل يعتمد على قوته الميدانية في لبنان، وليس عبر السلاح انما عبر جهاز مخابرات يعرف كل شيء في لبنان، ومنتشر في كل المؤسسات، وليس من معلومة الا ويعرفها حزب الله، ونحن لا نقول بأن هنالك جهاز مكلف بادارة المخابرات التابعة الى حزب الله على الاراضي اللبنانية، بل هنالك شيئا ما قد يأتي احيانا عفويا من جمهور حزب الله الذين يعملون في اماكن عديدة في لبنان وفي المناطق المسيحية والسنية والدرزية حتى، وهذا الجمهور لوحده يقدم معلومات ويعمل على ايصالها سواء عبر الحديث  مباشرة او بطريقة غير مباشرة لكن النتيجة هي واحدة، ان حزب الله يعرف كل شيء في لبنان.
كذلك فان حزب الله عبر تحالفه مع الرئيس العماد ميشال عون، باستثناء تمايز في بعض المواقف كمثل مرسوم منح سنة اقدمية للضباط لكن حزب الله لا يظهر اي تمايز او خلاف في الرأي مع رئيس الجمهورية، ويترك الامر والدور الى الرئيس نبيه بري كي يخوض اكبر معركة في وقف المرسوم الذي ضمنيا لا يريده حزب الله.

حزب الله يعتمد على قوته الميدانية

ونعود الى نقطة هامة وهي انه لدى انسحاب الجيش السوري سنة 2005 من لبنان يمكن القول ان المخابرات السورية التي كانت منتشرة في لبنان وتعرف كل شيء كذلك الجيش السوري الذي كان منتشرا في كل لبنان والذي كان يضمن الخط السياسي الخارجي للبنان على انه خط مع محور المقاومة ضمن حدود، وهذا ما يريده حزب الله انما تكفّل بالموضوع حزب الله بعد انسحاب الجيش السوري ومخابراته وهو الذي يجعل من خلال قوته كحزب الله ان يكون لبنان دائما في المواقف العربية سواء في الامم المتحدة ام في الجامعة العربية ام في اية اجتماعات سواء في موقع رئاسة الجمهورية او في موقع وزير الخارجية وحتى في موقع رئاسة الحكومة الى حد ما، ولكن بنسبة 40 في المئة، فان سياسة لبنان الخارجية لا تخرج عن اطار محور دول المقاومة او الممانعة من ايران الى العراق الى سوريا الى لبنان، وهذا ما قام بضمانته حزب الله عبر سياسة لعب فيها الدور الاول والكبير سماحة السيد حسن نصرالله بنزع الفتنة السنيّة – الشيعية كليا، وابدى ايجابية كبيرة خاصة تجاه رئيس الحكومة ورئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري. ورغم هجوم اطراف سنية على حزب الله فان اعلام حزب الله لا يهاجم هذه الاطراف السنية التي تنطلق من مواقفها وقناعاتها اضافة الى علاقاتها مع السعودية.

بري لعب دورا ًديبلوماسيا كبيراً

وفي ذات الوقت يمسك الرئيس نبيه بري بالجانب الاخر من السياسة اللبنانية الداخلية وحتى الخارجية، فالرئيس بري لعب دورا ديبلوماسيا وسياسيا كبيرا مع مصر وقام بالتنسيق معها في مواقف عدة لخدمة لبنان، ولتحسين العلاقة اللبنانية – المصرية، كذلك في قرارات الحكومة والداخل اللبناني والعلاقات مع الاحزاب فان الرئيس نبيه بري يلعب دور صمام الامان للثنائي الشيعي، فهو عبر علاقته مع الوزير وليد جنبلاط ادخل الكثير من الاعتدال في سياسة الوزير وليد جنبلاط لتخفيف العداء الجنبلاطي لسوريا، رغم ان الوزير جنبلاط اعتلم الامر بأن الرئيس بشار الاسد باق وقرر تحييد نفسه عن المعركة ضد النظام السوري. لكن الرئيس بري لعب دورا كبيرا في هذا المجال، كذلك لعب دورا كبيرا الرئيس بري في قرارات الحكومة اللبنانية، واذا نظرنا الى خارطة الامور نرى ان تحالف حزب الله مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون واطراف اخرى كثيرة من طرابلس الى صيدا الى البقاع الغربي الى التيار الوطني الحر، فان حزب الله امسك بخيوط كثيرة من السيايسة اللبنانية ولعب الدور الكبير في ادارة الامور.
وفي المقابل نرى ان الرئيس نبيه بري خاصة بعدما امسك بوزارة المالية اصبح القرار الرابع بعد قرار الوزير المختص وتوقيع رئيس الجمهورية وتوقيع الحكومة، اصبح التوقيع الميثاقي مثلما يتحدثون احيانا عنه، في يد ممثل حركة امل وزير المالية الذي يدير ويطلع بكل الامور وتفاصيلها الرئيس نبيه بري بالنسبة الى الموازنات، وبالنسبة لكل مشروع قد لا يستطيع وزير المال الوقوف في وجهها فيتلقاها رئيس مجلس النواب ويعرف ان يحوّلها الى اللجان النيابية في المجلس النيابي.

الثنائي الشيعي ظاهرة يصعب دراستها

الانتخابات النيابية المقبلة آتية والثنائي الشيعي سينتصر فيها وليس لديه اي مشكلة، لا بل ان الرئيس نبيه بري يريد وصول الوزير السابق عبد الرحيم مراد الى المجلس النيابي كما يريد حزب الله واكثر، لان العلاقة السرية الخاصة بين الرئيس نبيه بري والوزير عبد الرحيم مراد هي قوية جدا وكانت في تاريخها خيط وصل في الامور السرية بين المرحوم اللواء غازي كنعان والرئيس نبيه بري وكانت صلة الوصل الوزير عبد الرحيم مراد. ومهما قال حزب الله انه يريد الوزير عبد الرحيم مراد نائبا فالرئيس بري يريده ايضا.
الثنائي الشيعي ظاهرة يصعب دراستها بسهولة، وحاولنا فهم التحالف السياسي ما بين حزب الله وحركة امل في اطار اللعبة السياسية اللبنانية على مستوى السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية وكافة المؤسسات والعلاقات مع الاحزاب والدول، ولكن يبقى ان السر هو في قلب سماحة السيد حسن نصرالله وفي قلب الرئيس نبيه بري او في عقلهما وذكائهما.