القمم الثلاث التي تعقد في مكة المكرّمة بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز طرحت تساؤلات مشروعة: لماذا ثلاث قمم، ولماذا في مكّة بالذات؟
والقمم الثلاث هي القمة الاسلامية والقمة العربية والقمة الخليجية، والواضح أنّ القيادة السعودية أرادت أن تضع مجموعة الدول الاسلامية عموماً، والدول العربية خصوصاً ودول مجلس التعاون الخليجي تحديداً… أن تضع قيادات هذه الدول في خطورة الوضع في المنطقة الناجم عن الدور الاستفزازي الذي تمارسه إيران ويهدّد بحروب وويلات وكوارث إضافة الى ضرورة وضع حد لهذه الغطرسة الايرانية التي تتجلّى يومياً وآخر مظاهرها العمليتان – القرصنتان في البحر، قبالة شاطئ الفجيرة، واستهدفت ناقلات النفط الأربع، وكذلك الهجوم على شركة أرامكو بالطائرات المسيّرة…
منذ أيام المغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز كان الايرانيون يشاغبون… وكانوا يتوسّلون فريضة الحج لإظهار الشغب والتصرّفات التي تسيء الى هذا الركن الأساسي من أركان الاسلام.
وعندما قرر رئيسهم السابق أحمدي نجاد أنْ يؤدّي فريضة الحج أصرّ على أن يتنقل في مكّة المكرّمة بواسطة باص مكشوف… ولـمّا كان متعذراً إيجاد باص من دون سقف، وحرصاً من المملكة على أطيب العلاقات (يومذاك) مع إيران، جرى انتزاع سقف الباص!
لقد سعت المملكة كثيراً لإقامة حسن الجوار مع إيران، إلاّ أنّ القيادة الايرانية، منذ الخميني وحتى اليوم لديها مشروع فتنوي مصرّة على تنفيذه في المنطقة.
وإلاّ كيف نفهم محاولاتها التي استمرت سنوات طويلة لزعزعة أمن البحرين وقلب الحكم في هذه المملكة الآمنة المسالمة؟ وهل ننسى عندما بلغت الاضطرابات ذروتها ما اضطر المملكة العربية السعودية الى الدخول بقوات مساندة للحكم الشرعي في المنامة… وانتقلت الرعونة الايرانية من البحرين الى اليمن، وعمدوا الى تدريب جماعة الحوثي وحرّضوهم على الانقلاب الذي بلغ مداه بسبب كذب وتلاعب علي عبدالله صالح فكان أن أسقط نفسه وأسقط اليمن معه.
ولم تتوقف الاستفزازات الايرانية عند المنامة وصنعاء بل توغلت في العراق فأنشأت الميليشيات المسلحة وهددت سيادة العراق بهيمنة فارسية على القرار في بلد عربي قحّ له سيادته وتاريخه وعراقته.
وأمّا في سوريا فحدّث ولا حرج عمّا يقوم به الايراني من مجازر يرتكبها مباشرة وبواسطة أتباعه من أحزاب وميليشيات ضد الشعب السوري، إضافة الى تهجير نصف هذا الشعب داخل سوريا وخارجها، الى الكثير من هذه «المآثر» التي لا يتسع لها المجال الآن.
من هنا رمزية مكّة المكرّمة في استضافة هذه القمم الثلاث، لتوجه المملكة العربية السعودية رسالة واضحة صريحة الى ايران عبر وقفة إسلامية وعربية وخليجية تقول للغطرسة الايرانية، ولمشاريع الفتنة الايرانية، وللإعتداء الايراني على الاسلام والمسلمين من خلال مشروع التشيّع: كفى!
… على أن يقف المسلمون والعرب والخليجيون صفاً واحداً ضد الانتهاكات والتجاوزات والاستفزازات الايرانية.