يترقّب اللبنانيون اليوم إطلالة حسن نصرالله أمين عام حزب الله وأيديهم على قلوبهم، ما الذي سيقوله الرجل؟ وهل فعلاً انتهت مفاعيل عملية شبعا الثأرية التي نفذّها حزب الله، أم أنّ إسرائيل تترقب اللحظة المناسبة، هذه إجابة ستكون في متناول الجميع عصر اليوم الجمعة الذي سبقته بالأمس زيارة في توقيت مستفزّ لـ»علاء الدين بروجردي» رئيس لجنة الأمن القومي الإيراني والسياسات الخارجية في مجلس الشورى الإيراني الذي استعجل الزيارة فأبدى من مطار بيروت افتخاره «بشهدائنا في عملية القنيطرة» أما سبب الزيارة الإيرانية إلى بيروت فهو المشاركة بشكل رسمي في احتفال حزب الله اليوم!!
لم ينسَ بروجردي أن يُنبّهنا إلى أنّ «الطريق الصحيح هو الطريق المقدس الذي اختاره حزب الله في مجال التصدي لإسرائيل، ومارس لعبة الاستخفاف بعقول اللبنانيين فذكرنا أنّ «إيران آلت على نفسها الوقوف قرب «المقاومة اللبنانية» متجاهلاً تسمية «المقاومة الإسلامية»، والحقيقة بين الاثنين هي «حزب إيران» ومصالحها، على رغم أنف لبنان واللبنانيين!!
عملياً؛ اللبنانيّون اليوم على موعد مع «إثارة غرائز» «شعب» حزب الله، وهذا الشعب في الأساس مشبع غرائزياً، وبحضور وليّ الأمر الإيراني، وهنا علينا أن نذكّر سامعي نصرالله اليوم بالتنبّه إلى ما يخفيه بين جمله وكلماته ـ كعادته ـ من إشارات عقائديّة تتعلّق بـ»المهدويّة»، خصوصاً أن الـ»شنشنة» الإيرانيّة التي نعرفها هي اليوم في أوجها ضد «اعداء الإسلام» والمقصود بهم «المملكة العربيّة السعودية» خصوصاً بعدما قبضت إيران على زمام حوثيي اليمن، وهذا مخطط معروف ومعدّ له منذ قيام جمهورية الخميني، ففي كتاب «الإسلام على ضوء التشيع» كتب «آية الله العظمى» حسين الخراساني أحد أعمدة الحكم في جمهورية الخميني: «إن كل شيعي على وجه الأرض يتمنى فتح وتحرير مكة والمدينة وإزالة الحكم الوهابي النجس عنها»!
وللمناسبة لا بُدّ لنا هنا من «عقد» هذا الخيط بالعودة إلى كلام المرجع الشيعي أحمد علم الهدى، مثل مرشد النظام الإيراني علي الخامنئي في مدينة «مشهد» الإيرانية الذي سبق ودعا قبل سنوات إلى أن تكون «مشهد» هي «قبلة المسلمين» بدلاً من مكة المكرمة، في دعوةٍ واضحة للتخلي عن الركن الخامس من أركان الإسلام، كما ادعى أن «مرقد الإمام الرضا في مشهد، بات هو المكان المناسب لجميع المسلمين، أما الأماكن الأخرى، فقد باتت أسيرة للمستكبرين، مضيفًا أن أرض الحجاز باتت أسيرة للوهابية»، وادعى أن «مشهد» تعتبر «عاصمة روحية ودينية، حتى قبل وجود مرقد الإمام عليّ الرضا، ثامن أئمة الشيعة فيها»!!
ثمة فتنة قد تتأجّج اليوم ويشتد أوارها اليوم مع خطاب نصرالله و»الثأر الإلهي»، والأيام المقبلة ستكون شديدة حُلكة السواد على المنطقة، فالمشروع الإيراني للمنطقة يكابر ويدّعي أنه لم ينكسر، والوليّ الفقيه أصدر أوامره التي قد تبيد شيعة لبنان وهم يهتفون له، على أعتاب وهم إنقاذ مخطط ضروس لتدمير المنطقة استغرق ثلاثة عقود، وحسن نصرالله «الوكيل» لا يملك أن يقول لـ»وليّه القائد» لقد دفع الكثير من أجل إيران!!