يبدو ان مفاعيل الاتفاق الأميركي الايراني باتت تترجم على ارض الواقع في منطقة الشرق الأوسط من حيث اعادة رسم التحالفات وكذلك الامر بالنسبة لسياسة الولايات المتحدة التي يعرف الجميع انها تتبدل وفق مصالحها الاقتصادية التي كائن من كان ساكن البيت الأبيض فيه جمهوري ام ديمقراطي فهناك سياسة تنتهجها واشنطن ويرسم استراتيجيتها المطبخ الداخلي وفقا لما يؤمن مصالحها واستثماراتها الاقتصادية في الدول العربية وخصوصا النفطية منها لهذا أرست لها قواعد عسكرية في معظمها وحرمت روسيا من هذا الامتياز الذي انحصر في سوريا وفي منطقة طرطوس تحديدا وهي تسعى جاهدة للمحافظة عليه من خلال دعم بقاء حكم بشار الاسد.
انطلاقا من كل ذلك يبدو ان المرحلة الجديدة تحتاج الى استعمال أسلحة غير تقليدية استعملت منذ سنتين وثائق «ويكيليكس» لضرب مصداقية بعض الشخصيات وبعض القوى السياسية المحلية والاقليمية لاقصائها عن الساحة واضعافها.
مصادر «التيار الوطني الحر» تؤكد انه بعدما سربت اخبار فريق 14 اذار عبر وثائق «ويكيليكس» منذ حوالى سنتين ونصف، تبين ان خلافاً بين هذا الفريق والولايات المتحدة الاميركية فبردت العلاقات لا بل بدأ الانتقاد الصريح للسياسة الاميركية في كل من لبنان وسوريا وايران وظهر في التصريحات العلنية لهذا الفريق. واليوم نشر وثائق جديدة هو بداية مرحلة تؤشر الى فصل بين مرحلة الملك الراحل عبد الله ووزير الخارجية سعود الفيصل والملك الجديد سلمان، لان الوثائق تسلط الضوء على تلك المرحلة، وسمت الاشياء باسمائها، وهذه تعتبر اشارات في غير مصلحة مسيحيي 14 اذار، بالاضافة الى ان زيارة الوفد السعودي الى روسيا والتي اتت بطلب اميركي، ويمكن توضيح ذلك عبر الاشارة الى ان المؤتمر الذي عقد في جنيف لحل قضية اليمن بذل فيه السفير الاميركي جهده للحصول على تسوية تحفظ «ماء الوجه للسعودية»، ولكن الحوثيين لم يقبلوا بالامر، وبالمقابل عند صدور القرار 2216 في ما خص اليمن تحت البند السابع لم تستعمل روسيا حق النقض ولكنها امتنعت عن التصويت وفي هذا اشارة الى انها تقول للعرب انها طريق الحل في اليمن، لان الولايات المتحدة لديها هم اساسي هو انجاح الملف النووي الايراني، ومن خلال ذلك يحاولون اعطاء دور لروسيا، وقد قامت روسيا بتسريب بعض المعلومات حول اجتماع الرئيس سعد الحريري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي اكد فيه الاخير انهم هم من حافظوا على وجود بشار الاسد وانهم لا يرون اي مستقبل لسوريا الحالية بدونه. ثم صدرت وثائق «ويكيليكس» ربما لتضع حداً بين مرحلتين قديمة توقف العمل بسياستها وجديدة ترسم سياستها بالتفاهم بين روسيا والولايات المتحدة.
اضافت المصادر: اما بالنسبة لتركيا فان الولايات المتحدة هي من اسهمت في اسقاط رجب طيب اردوغان في الانتخابات، من خلال شريكه الاسلامي المتشدد فتح الله غول الموجود في الولايات المتحدة والذي يملك حوالى 3000 مدرسة دينية في تركيا، وهو اليوم على خلاف مع اردوغان وقام بالتصويت ضده، بطلب من الاميركيين، واليوم تحاول تركيا ان تسقط الحسكة وكوباني لتضغط على الاكراد ليكونوا مع اردوغان في تحالف انتخابي والا تعيد «داعش» الى كوباني وعين العرب، لان الوقت يداهم اردوغان وعليه ان يشكل الحكومة خلال شهر من تاريخه.
واشارت المصادر الى ان «ويكيليكس» اعطتنا اشارات جيدة ان السياسة السعودية خصوصاً مع مسيحيي 14 اذار غير جيدة والدليل ان هناك شبه قطع للعلاقات بين السفير السعودي علي عواض العسيري ورئيس حزب «القوات اللبنانية « الدكتور سمير جعجع وغيرهما من القوى وان متممات التوافق الاميركي – الايراني تستوجب ترتيب ملفات كل من العراق وسوريا اليمن ولبنان وفق مقاربات ايرانية – اميركية تاخذ بعين الاعتبار الحرب على الارهاب والتوافق القديم بينهما على ملفات باكستان وافغانستان.