IMLebanon

هل بدأ العدّ العكسي لمشروع ولاية الفقيه؟!!  

 

 

لا نبالغ عندما نقول إنّ بداية نهاية مشروع ولاية الفقيه قد بدأ، بالانهيار لهذا المشروع، وذلك لأسباب عدّة.. وقبل الدخول في تفاصيل هذا الانهيار لا بد من العودة الى التاريخ الذي قرّرت فيه الولايات المتحدة الاميركية القضاء على شاه إيران لأنه رفض تنفيذ ضربة عسكرية للعراق… فكان لا بد من المجيء بشخص يُنفذ الأوامر بشكل جيّد ومباشر… وهكذا وقع الاختيار على مرجعية دينية كانت هاربة من الشاه ولاجئة في العراق وتحديداً في النجف.

 

المخابرات المركزية الاميركية الـC.I.A استأجرت منزلاً في قرية «نوڤل لو شاتو» قرب باريس، وأسكنت فيه آية الله الخميني حيث بدأ التحضير لرحلة العودة الى إيران طبعاً مع مشروع اسمه التشييع، أي أن يصبح مليار وخمسماية مليون إنسان مسلم سنّي من أتباع المذهب الشيعي.

 

وهكذا في أوّل عمل قام به الخميني بعد عودته الى طهران خلع الشاه وتسلم الحكم، ثم أعلن الحرب على العراق التي دامت 8 سنوات، منذ العام 1980 حتى العام 1988، فتكبّدت فيها الدولتان خسائر فادحة، كل واحدة دفعت 1000 مليار دولار أميركي خسائر نتيجة تدمير البنية التحتية في كل من العراق وإيران.

 

لم يكتفِ المشروع بإعلان الحرب على العراق بل انتقل التدخل الى لبنان لدعم وإنشاء حزب الله عام 1983 بعد الاجتياح الاسرائيلي ودخول هذا العدو الى بيروت عام 1982، وكانت أوّل عاصمة عربية تدخلها إسرائيل في تاريخها بعد حصار دام مائة يوم.

 

استفادت إيران من دعم «الحزب» وذلك بالاتفاق مع سوريا. لكن في عهد الرئيس حافظ الأسد كان الحزب ممسوكاً، بينما تغيّرت الظروف مع مجيء الرئيس بشار الأسد حيث أصبح لـ»حزب الله» اليد العليا في سوريا بعد سيطرة إيران على 4 عواصم عربية هي: دمشق وبغداد وصنعاء وبيروت، كما ادعى حكام «ولاية الفقيه»، فكان لا بد من أن يضرب «البخار» رؤوس وأصحاب هذا المشروع، فظنوا انهم يستطيعون أن يحكموا العالم العربي كله.

 

بعد اغتيال 3 عناصر من الجيش الاميركي، قرّرت أميركا أن تضع حداً لمشروع ولاية الفقيه، فلنقرأ ما قاله مستشار الأمن القومي الأميركي مستر جيك سوليفان:

 

تكرّر العديد من التقارير الاعلامية نقاط حديث إدارة جو بايدن بأنّ الضربات الانتقامية على أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا كانت مصمّمة «لإرسال رسالة» واضحة لإيران» في أعقاب هجوم بطائرة من دون طيار شنّته ميليشيا مدعومة من إيران أدّى الى مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الاردن.

 

وتوضيحاً لم حصل، قال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك سوليفان الأحد الفائت، إنه لا يمكن استبعاد أن تختار إيران الانخراط بشكل مباشر وبطريقة ما في الحرب الدائرة بين إسرائيل و»حماس».. وسط توقعات بشن غارات أميركية أخرى على معاقل للميليشيات التابعة لإيران في كل من سوريا والعراق أيضاً.

 

أضاف سوليفان في تصريحات لشبكة «إن بي سي»: نعتزم شنّ مزيد من الضربات واتخاذ إجراءات إضافية لمواصلة إرسال رسائل واضحة مفادها ان الولايات المتحدة الأميركية سترد بعنف عندما تتعرّض قواتها لهجوم.

 

وبدأت الولايات المتحدة الاميركية موجة من الضربات الانتقامية على أكثر من 85 هدفاً في العراق وسوريا مرتبطاً بالحرس الثوري الايراني والفصائل التي تدعمها طهران.

 

وقد حذّرت الولايات المتحدة عبر مسؤوليها إيران من مغبّة التورّط في المواجهات الجارية بين حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وإسرائيل. وقال هؤلاء وهم يعكسون سياسة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، إنهم يرفضون أن تتسع رقعة الصراع الحالية.. وإنّ أميركا توجه رسالة واضحة وصريحة لإيران… وبأنّ على إيران أن تعي مضمون هذه الرسائل، وتحذّر من لجوء إيران أو ميليشياتها على اختبار قوّة أميركا.. وأشار هؤلاء الى ان الغارات على العراق وسوريا واستهداف الحرس الثوري وميليشيات إيرانية هي رسالة واضحة بحاجة الى تأكيد أكثر.

 

وأضاف جيك سوليفان في مقابلة مع شبكة «إن بي سي» الاميركية، ان الرئيس بايدن كان واضحاً جداً منذ البداية بأنه عندما تستهدف قواتنا فسوف يرد.

 

ورفض سوليفان الرد على أسئلة المذيع ثلاث مرّات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأميركي تستبعد احتمالية شن هجمات داخل الأراضي الايرانية. وقال إنه لا ينوي الكلام حول الخيارات المطروحة على الطاولة.

 

وقال مستشار الأمن القومي الاميركي: ما حدث يوم الجمعة كان بداية ردّنا وليس نهايته. وسيكون هناك مزيد من الخطوات بعضها مرئي وبعضها ربما غير مرئي.

 

أضاف: نعتزم شنّ مزيد من الضربات واتخاذ إجراءات إضافية لمواصلة إرسال رسالة واضحة، مفادها ان الولايات المتحدة سترد عندما تتعرّض قواتنا لهجوم.

 

ورداً على سؤال إن كانت لديه فكرة عن عدد الضحايا في صفوف الميليشيات التابعة لإيران؟ قال: إننا نقيّم عددهم حالياً.

 

وشدّد المسؤول الاميركي (سوليفان) ان الأهداف التي ضُربت في سوريا أهم من نظيرتها في العراق. مبيّناً ان إيران نفّذت 11 اعتداء عبر الميليشيات التابعة لها في العراق وسوريا ضد القوات الاميركية وقوات التحالف. مؤكداً ان الادارة الاميركية انتهجت سياسة ضبط النفس في تعاملاتها مع التصعيد الايراني ولكن أخيراً نفد صبرها.

 

أضاف: ان الاعتداءات التي حدثت أخيراً هي من تنفيذ «كتائب حزب الله» العراقية وهي تدار من إيران ولا تمثل العراقيين.

 

إلى ذلك، تتواصل جهود إدارة جو بايدن للحيلولة دون اتساع نطاق الحرب.

 

وتتجنّب إيران من جهتها حتى الآن الضلوع بأي دور مباشر في هذا الصراع رغم دعمها لتلك الجماعات بالتأكيد.

 

وقالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) إنها لا ترغب في خوض حرب مع إيران، وهي تعتقد ان طهران لا تريد الحرب أيضاً. وهو الأمر الذي يحرص الجيش الاميركي على تجنّبه بشدّة.

 

واعتبر سوليفان في نهاية حديثه أنّ الضربات الاميركية على مناطق في سوريا والعراق، كان لها تأثير جيّد في إضعاف قدرات هذه الميليشيات.

 

ولدى سؤاله عما إذا كان قلقاً بشأن تصعيد إيراني ضد الولايات المتحدة؟ قال: هذا أمر ننظر إليه على انه تهديد، ويجب أن نستعد لكل الاحتمالات، وأن نكون مستعدين لهذه الاحتمالية تحديداً، وإذا اختارت إيران الرد بشكل مباشر على الولايات المتحدة، فستقابل برد سريع وحاسم.

 

وذكر مستشار الامن القومي الاميركي انه لا يوجد أي أدلة تُظهر تغيير إيران لسياساتها تجاه الميليشيات المسلحة التابعة لها في المنطقة.

 

أوَ بعد ذلك كله… هل يمكن القول إنّ بداية نهاية مشروع ولاية الفقيه قد بدأ فعلاً؟