IMLebanon

هل يسلم تحالف عون ونصرالله؟!

 

النائب الوحيد الحليف لكتلة التيار الوطني الحر الذي ما يزال يواظب على حضور لقاء الاربعاء في قصر عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وعدد من النواب، هو النائب اميل رحمة، في حين غاب عن اللقاء نواب التيار الوطني الحر، منذ نشوب أزمة المرسوم بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وبرّي، وهذا الغياب يعكس عمق الخلاف بين الرجلين، كما يدل على ان الأمور ذاهبة نحو قطيعة بين الحركة والتيار، ستتكشف فصولاً و«جهادا» على ابواب الانتخابات النيابية العامة في ايار المقبل، وما بعد، بعد، بعد ايار، والتصريح الذي ادلى به نائب الحركة علي بزي بعد خروجه من لقاء الاربعاء، وقوله ان من يريد التحالف معنا عليه ان يمرّ بحزب الله، ومن يريد التحالف مع حزب الله – وهنا بيت القصيد – عليه ان يمرّ بحركة أمل.

تصريح النائب بزي، لافت جداً لأن بزّي غالباً ما يعبّر عن مواقف برّي، او غالباً ما كان يحمل رسائل من برّي الى من يعنيهم الأمر. لكن القطبة في هذا التصريح هي التي استوقفت الصحافيين والسياسيين، وتساءلوا هل ان حزب الله مطّلع على هذا الموقف من برّي ولم يجد مانعاً من اذاعته حتى ولو تناول حليفه التيار الوطني الحر وهل ان الحزب أخذ خياره بفك تحالفه مع التيار، ما دام  ان التيار اخذ خيار التحالف مع تيار المستقبل؟ او ان هذا التصريح ليس سوى رسالة سلام من برّي واعلان استعداده للتحالف – على الاقل انتخابياً – مع حليف أخيه حزب الله؟

المراقبون والمحللون السياسيون متفقون على ان الرئيس بري يظهر مرّة اخرى حنكته وقدرته على المناورة سلباً او ايجاباً. ويعرف كيف يجمّع الاوراق التي تحصّن مواقفه، ويعرف ايضاً مدى حاجة حزب الله اليه، فيتصرّف معه على قاعدة «عرف الحبيب مقامه فتدلّل»، وان الحزب في المنازلات المصيرية لن يتخلّى عنه، ولكنه في الوقت ذاته يتحاشى حشره، ولذلك فان تصريح النائب بزي يمكن اخذه على انه تصريح سلبي، دون اسقاط ايجابية بزّي بقوله ان الحركة منفتحة على الجميع دون استثناء احد.

* * * *

بعد مقابلة وزير العدل سليم جريصاتي التلفزيونية، والمواقف الحادة التي أطلقها، اغلب الظن ان طريق عين التينة – بعبدا، سينبت عليها العشب طول مدة رئيس الجمهورية في قصر بعبدا، الاّ اذا دخل على الخط من هو قادر على جعل الطريق سالكة وآمنة، ومن غير المستغرب ولا المستبعد عندها ان يكون ثمن اللقاء، من جيبة اتفاق الطائف، او على حساب قانون الانتخابات الجديد، او من الاثنين معاً، بحيث لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، بخلاف ذلك، واذا نظرنا الى حاضر الأمور، يمكن القول ان الانتخابات النيابية، اذا تمّت في موعدها، فان التاريخ سيسجّل ما كان قبل الانتخابات، وماذا حدث بعدها، بمعنى ان التحالفات ستنقلب رأساً على عقب تتويجاً لانقلاب الوضع السياسي في لبنان، بحال انفرط التحالف القوي بين الرئيس عون والسيد حسن نصرالله.