حرب مستشاريّ رئيس الجمهورية الوزير السابق الياس بو صعب والاعلامي جان عزيز لم تخفت نارها بعد لانها لا تزال تحت الرماد، وإن عمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على إطفائها بعض الشيء، لكنها لا تزال في النفوس لانها ادت الى إهانة الاول وفقدان عمل الثاني في القصر الجمهوري تحت مشهد تقديم الاستقالة، فيما الحقيقة تؤكد بأن الرئيس عون طلب من عزيز تقديم إستقالته وقبلها، بعد ان اهان بدوره زميله مستشار عون للشؤون الدولية بو صعب ضمن مقدمة اخبارية نارية جداً «لم تترك للصلح مطرح» كما يقال بالعامية.
وقد اقتنع رئيس الجمهورية بالخطأ الكبير الذي ارتكبه عزيز في حق مستشاره للشؤون الدولية بوصعب حيث اعتبر انه سبّب اساءة كبيرة لموقع بوصعب، فقرر ازاحة عزيز ومعاقبته.
الى ذلك تنقل مصادر في «التيار الوطني الحر» رفضها للهجومات التي قام بها عزيز بالجملة خلال مقدمات نشراته على مدى فترات متتالية، ومنها عدم إطفائه النيران على أثر الاشكال مع رئيس مجلس النواب نبيه بري جراء الفيديو المنتشر والتي حوى كلاماً من رئيس التيار الوزير جبران باسيل عن رئيس مجلس النواب، مع الاشارة الى ان رئيس الجمهورية طلب تهدئة الوضع إلا ان عزيز ساهم في إشعال النيران، كما ان ردّه على بو صعب فيما يخص كلام الاخير خلال حديث تلفزيوني عن الوجود السوري في لبنان وعدم اعتباره احتلالاً، في حين ان بو صعب عاد واصدر بياناً اوضح فيه الامر معتبراً بأن الحكومات المتعاقبة شرّعت الوجود السوري في لبنان عبر جميع بياناتها الوزارية، لذلك لا يعتبر احتلالاً، وتابع: «أما أنا الياس بو صعب فلم أكن موافقاً على الوجود العسكري السوري لأنه كان علينا أن نمرّ عبر الحواجز السورية للوصول الى قرانا».
هذا وتشير المصادر المذكورة الى ان هجوم عزيز في مقدماته الاخبارية مرفوض خصوصاً بعد ان طال ورقة التفاهم مع حزب الله بعد ردّه على دعوة السيّد حسن نصر الله بمقاطعة فيلم the post ما اوحى للبعض بأن الرد هو الموقف الرسمي للتيار الوطني الحر فيما الحقيقة مغايرة، ما دفع بالوزير الاسبق بو صعب الى التوضيح بأن محطة «او تي في» لا تعبّر عن سياسة «التيار»، وسبق ذلك في شهر تشرين الثاني مقدمة كتبها عزيز ايضاً بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري من الخارج، مفادها بأن رئيس الجمهورية سيبدأ الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية البديل وكأنه قبلَ إستقالة الحريري، الامر الذي احدث بلبلة، والامر عينه ساد خلال تحذير عزيز عبر مقابلة تلفزيونية بأن اجتياحاً قريباً سيتعرض له لبنان من قبل اسرائيل، ما سبب خوفاً اقتصادياً كبيراً على الليرة.
وتابعت المصادر بأن عزيز تخطى المعقول في كتاباته، وبأن ردّ بو صعب كان منطقياً اذ طالب بضرورة إعادة الاعتبار له عبر رئيس الجمهورية ورئيس «التيار» جبران باسيل، في حين انه ومنذ لحظة قراءة المقدمة الاخبارية ضد بو صعب اعلن الاخير بأنه لا يمكن ان يصدر هذا الكلام من دون ضوء اخضر، ثم عاد وسحب كلامه هذا معلناً العكس اي ان عون وباسيل لم يعلما بهذه المقدمة، فيما عزيز اعلن مراراً انه ارسل هذه المقدمة الى باسيل عبر «الواتس اب» وكذلك الى رئيس مجلس ادارة محطة «او تي في» روي الهاشم لكن الاثنين لم يطلّعا عليها كما قالا.
وحول كيفية انتهاء هذه المشكلة بين المستشارين، لفتت المصادر عينها الى ان المشــكلة يمكن ان تنتهي عند هذا الحد، لان إقالة الاعلامي عزيز من منصبه في قصر بعــبدا اعادت الاعتبار للوزير الســابق بو صعب، اما فيما يخص منصبه كمدير للاخبار والبرامج السياسية في المحطة فيعود البت به الى مدير المحطة وصهر الرئيس روي الهاشم المقرّب منه، الا ان المعلومات تؤكد ان بقاء عزيز في محطة الـ O.T.V ليس بهذه السهولة، فرئيس الجمهورية يعتبر ان ما قام به عزيز هو خطير جداً، لذا كل الاحتمالات واردة.
وتنهي المصادر قولها بأن الوضع الراهن يتطلب التوافق لاننا على ابواب انتخابات نيابية تحتاج الى التعاون الانتخابي، مؤكدة بأن بو صعب مرشح على المقعد الارثوذكسي في المتن وترشيحه بات محسوماً بصورة نهائية.