النائب خالد الضاهر «المبشر به» ملتزم فتن عبر مسيرته السياسية، قناص فرص بامتياز، ظهر على الشاشة بعدما اكتشف مواهبه احد ضباط المفارز المعروفين في حلبا فسوقه لدى الوالي غازي كنعان آنذاك الذي مر بايصاله الى مجلس النواب عام 1996 نائباً عن «الجماعة الاسلامية» وسرعان ما انقلب عليها لخلاف معروف بينهما، حيث فتح الضاهر على حسابه تقول اوساط متابعة، معتمداً على دعم قسم حلبا السوري وحاول تخطي وصاية الضابط السوري الذي كان له الفضل في صناعته من خلال رسالة وجهها للرئيس السوري حافظ الاسد حملت الكثير من التوسل والتبخير آملاً ان يفتح مع رأس الهرم بعدما «كبرت الخسة برأسه»، وكانت النتيجة وبالاً عليه اذ كف قسم حلبا يديه عن خدمته، حيث فشل في دورة العام 2000 في الوصول مرة اخرى الى البرلمان فمن صنعه قام بانهائه. انه احد نماذج الموروثات السورية التي اتحفنا به نظام الوصاية.
لم تمر فتنة او حدث امني الا وترافق معها اسم «المبشر به» تؤكد الاوساط، منذ احداث الضنية في العام 2000 يوم حاول بسام الكنج المعروف بابي عائشة اقامة «امارة اسلامية» في جرود المنطقة، حيث كمن التكفيريون لاحدى الدوريات العسكرية وكانت النتيجة سقوط عدة شهداء للجيش اللبناني وخطف الضابط الشهيد بيار النداف، وسرعان ما ظهر الضاهر في المنطقة تحت عنوان «الوساطة» وكانت النتيجة ترحيب الكنج بالضيف الذي قضى ليلته مع المجموعة التكفيرية ليعود في اليوم الثاني معلناً فشل مساعيه، ما عرّض «المبشر به» لكثير من الاسئلة من قبل السوريين عن علاقته مع جماعة الكنج ومدى معرفته باميركا وبقيت الوساطة المزعومة سراً من الاسرار تحيطه الكثير من علامات الاستفهام وفق الاوساط التي واكبت المرحلة.
ولعل اللافت ان الضاهر يتقن الباطنية في اللعبة السياسية بحسب الاوساط، فقد اخفى تحت مظهر الانفتاح والاعتدال كماً هائلاً من الحقد الطائفي والمذهبي، وتجلى ذلك اثر احداث 7 ايار وارتداداتها على الساحة المحلية حيث قامت مجموعات مسلحة بمهاجمة منفذية الحزب السوري القومي الاجتماعي في حلبا واوقعت مجزرة حصيلتها 11 شهيداً من القوميين ثم التنكيل بجثث بعضهم وكانوا لا يزالون جرحى ووجه الحزب القومي اصابع الاتهام الى «المبشر به» الذي زعم انه سارع الى موقع المعركة في حلبا لانقاذ من تبقى من القوميين، في الوقت الذي اتهم فيه الحزب الضاهر بانه هو من قاد الهجوم على منفذية حلبا.
وتضيف الاوساط انه في آب من العام 2008 ثم استهداف حافلة تنقل عسكريين عائدين الى الخدمة من مأذونياتهم اسقطت عشرات من الشهداء والجرحى وكان من نفّذ التفجير الارهابي عبد الغني جوهر من بلدة ببنين وهي بلدة الضاهر وقد سرت شائعات ان جوهر كان من الاشخاص الذين تربطهم علاقة بالضاهر ولدى سؤاله من قبل احد الاعلاميين عن ذلك ضحك قائلا: «انا ما بعرف جوهر سمعت ان هذا الصبي مر الى منزلنا ذات مرة» والمعروف ان جوهر قتل في القصير السورية اثناء اعداده عبوة انفجرت به.
وتشير الاوساط الى ان الضاهر لعب دوراً تحريفياً هائلاً في الجولات ما بين التبانة وجبل محسن، كما لا يخفى على المعنيين الدور الذي لعبه في تشجيع البعض للقتال في سوريا وان ثمة معلومات راجت مع اندلاعه الفتة السورية عن نشاط ملحوظ «للمبشر به» من خلال علاقته مع «كتيبة الفاروق» ايام معارك «بابا عمرو» في حمص والتي انضوت مؤخراً تحت راية «جبهة النصرة»، كما ان مواقفه التحريضية ضد المؤسسة العسكرية فاق بها طروحات «داعش» وتدرج بالتحريض ليصل الى محاولة خلق فتنة سنية ـ مسيحية اثر قرار الحكومة بازالة الشعارات مطالباً بازالة تمثال يسوع الملك وسيدة حريصا علماً أن لا دور للمسيحيين بالحملة المذكورة التي جاءت ثمرة حوار «حزب الله» و«تيار المستقبل»، رداً علىازالة رايات «النصرة» و«داعش» من ساحة عبد الحميد كرامي، «فالمبشر به» يريد من خلال طلبه تنفيذ اوامر «داعش» التي تقضي بهدم المقامات الدينية ونبش قبور الاولياء الصالحين، واذا كان الضاهر يحمل عقيدة «داعش» وهذا امر اكيد وفق تصرفاته، فلماذا لا يغادر الى بلاد الخلافة تلبية لدعوة البغدادي الا اذا كان ينتظر تعيينه اميراً على ولاية لبنان واذا ظن «المبشر به» ان المسيحيين مكسر عصا فليراجع التاريخ البعيد والقريب لهم، لان المسيحيين او بعضهم اذا كفروا بتعاليمهم فعلى الضاهر السلام هو وامثاله، ويبقى السؤال برسم رئىس مجلس النواب نبيه بري لماذا لا ترفع الحصانة عن الضاهر ويحال امام العدالة لان الفتنة اشد من القتل ولعن الله من ايقظها.