IMLebanon

هل يكون الردّ على انتصارات القلمون في لبنان وحلب؟

هل يكون الردّ على انتصارات القلمون في لبنان وحلب؟ مسؤول عربي: خطط أمنيّة واستخباراتيّة سعوديّة لتنفيذ قرار «أن يكون انتصار حزب الله الأخير»

تخوفت مصادر دبلوماسية غربية في بيروت استنادا إلى معلومات متداولة في عدة تقارير سرية من أن يكون الرد المباشر لما يسمى بمحور الإعتدال العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية بالتحالف مع تركيا وغيرها من القوى الإقليمية على انتصارات حزب الله و الجيش السوري في القلمون من خلال محورين، المحور الأول هو دفع تركيا لأخذ «حلب» في مقابل «القلمون» وذلك كرد مباشر صاعق على انتصار الجيش السوري وخلفائه بمحور الممانعة والمقاومة لا سيما إيران في هذه المعركة، أما المحور الثاني فهو تفجير الوضع اللبناني من خلال اعطاء الضوء الأخضر لإشعال فتيل الفتنة السنية ـ الشيعية في قلب الداخل اللبناني، كرد مباشر صاعق على حزب الله الذي سيكون بحسب حسابات تلك القوى مربكا وعاجزا عن تقديم المزيد من الدعم الميداني الفاعل للنظام في سوريا، وقد نقلت المصادر عن لسان أحد المسؤولين العرب في أحد المؤتمرات الإقليمية التي عقدت مؤخرا «بأن هناك قراراً خليجياً وخصوصا سعودياً بأن يكون انتصار حزب الله المتوقع في منطقة القلمون هو الإنتصار الأخير للحزب في سوريا وغير سوريا، وبأن هناك خططاً وسيناريوهات عسكرية وأمنية واستخباراتية موضوعة من أجل تنفيذ هذا القرار بكل الوسائل المتاحة وبجميع الإمكانيات المتوافرة».

المصادر رأت أن هذه المخاوف تأتي في ظل معلومات تتحدث عن أن تركيا تتحضر وبضوء أخضر عربي – خليجي للتدخل أكثر في سوريا ليس من خلال زيادة دعمها للمعارضة المسلحة، بل ايضا من خلال عمل بري تركي مباشر. اضافت بأن ما زاد من هذه الهواجس والمخاوف في أن تكون حلب هي الخطوة الثانية لمخطط التدخل التركي في سوريــا هو زيـارة رئيس الحكومة التركية داود أوغلو إلى القـوات التركية المتمركزة بشكل دائم في ضريح سليــمان شــاه الجد الأكبر لمؤسس السلطنة العثمانية عثـمان الأولو الذي يقع الآن في «قرية اشمة» في هذه الظروف التي تشهد فيها سوريا تطورات عسكرية مفصلية خصوصا على جبهة القلمون.

وتتابع بأن ما يزيد أكثر من هذه المخاوف التي تزيد من احتمالات تحرك تركيا باتجاه حلب، هي الإنجازات الميدانية التي حققتها المعارضة السورية المسلحة في محافظة ادلب بدعم تركي ظاهر ومعلوم لدى جميع المتابعين والمراقبين للوضع السوري، ولأن الأتراك يتحركون في ظل ظروف دولية مؤاتية لمثل هذا التحرك العدواني، كون المجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً هما منشغلون في الحرب على الدولة الإسلامية «داعش» بالإضافة إلى متابعة تطورات الأزمة اليمنية وما يترتب عليها من توترات عسكرية وأمنية لا سيما في خليج عدن ومضيق باب المندب الذي تنتشر فيه القطع البحرية العسكرية الأميركية والإيرانية والعربية…بحيث أنه وبحسب المصادر عينها فأن هناك مقاربات جدية لعدد من المراقبين والخبراء في أن زيارة أوغلو إلى ضريح سليمان مع ما حملته معها من استفزاز وطني وقومي للسيادة السورية ليست سوى تمهيد لتدخل تركي أكبر في سوريا وهذا الأمر بطبيعة الحال سيقابله رد استراتيجي لسوريا قد يجر وراءه حرب إقليمية كبرى تنخرط فيها إيران وغيرها من القوى الكبرى في المنطقة.

وتتابع بأن المخاوف بشأن تفجير لبنان من خلال اشعال فتيل الحرب المذهبية السنية – الشيعية هي مخاوف جدية مبنية على رسائل وصلت إلى المسؤولين اللبنانيين وإلى جميع القوى المعنية والمؤثرة في لبنان عبر قنوات خليجية وعربية تشير في مضمونها الى أن ما بعد القلمون لن يكون كما قبله، أي أنه لن يكون هناك من خطوط حمر للرد على حزب الله لا في لبنان ولا في خارجه، بل أن هذا الرد سوف يأتي في سياق تصعيدي مفتوح على كل الجبهات والساحات ومنها لبنان الذي قد يجد أهله في أي لحظة أنفسهم غارقين في وحول التداعيات المباشرة للصراع السعودي ـ الإيراني الذي كان هناك قرار إيراني ـ سعودي ضمني بشأن تحييد لبنان عن هذا الصراع، إلا أن الرسائل التي وصلت إلى كل المعنيين في لبنان كانت واضحة لناحية بأن قرار تحييد لبنان عن صراعات المنطقة سوف يكون أولى ضحايا معركة القلمون التي سيكون لتداعياتها العسكرية والأمنية عواقب وخيمة على كل لبنان.

وفي السياق عينه، أكدت أوساط بارزة في 8 آذار أن كل الإحتمالات تبقى قائمة بعد معركة القلمون وأن حزب الله وحلفاءه يضعون في حساباتهم أسوأ السيناريوهات التي يمكن أن يتعرض لها لبنان بأمنه واستقراره وسلمه الأهلي مضيفة أن الحزب وحلفاءه هم على أهبة الجهوزية والإستعداد لمواجهة أي تهديد سواء أتى من الحدود الجنوبية أو من الداخل اللبناني والرد عليه جاهز وسيكون ساحقاً وبشكل حاسم. مؤكدة أن الخوف الأكبر في هذه المرحلة يبقى لمسألة تحريك الخلايا الإرهابية التكفيرية النائمة للقيام بتفجيرات انتحارية بواسطه سيارات مفخخة أو أحزمة ناسفة، وفي هذا الإطار هناك تدابير جدا متشددة ينفذها حزب الله بالتعاون مع الجيش اللبناني وسائر الاجهزة الامنية للتصدي لأي محاولة تهدف إلى شن عمليات ارهابية في الضاحية الجنوبية أو غيرها من المناطق الحاضنة للمقاومة في لبنان.

الأوساط شددت على أنه و بعيدا عن حالة الفزع والهلع بل أنه و بكل عقلانية وثقة بالنفس وقدرة على التصدي لكل المؤامرات، فإن لبنان مقبل على مرحلة أشد خطورة على أمنه واستقراره وسلمه الأهلي، وبأن هذه المخاطر الداهمة ليس سببها حجة معركة القلمون بل هي نتيجة للأوضاع المتفجرة في المنطقة برمتها والتي باتت تداعياتها على مشارف الوصول إلى الساحة اللبنانية المنقسمة والهشة والحاضرة دائما وأبدا للاشتعال بفتيل الفتنة الطائفية والمذهبية، هذه الفتنة التي بات واضحا أن المخطط الصهيو- تكفيري يعمل بكل طاقاته لإيقاظها في لبنان من أجل جر ساحته إلى أتون الحروب المشتعلة في المحيط والجوار وذلك من أجل تحقيق هدفين أساسيين: الهدف الأول هو ضرب قوة لبنان ومناعته المجسدة في معادلة الشعب والجيش والمقاومة التي هزمت جيش العدو الإسرائيلي وأخرجته ذليلا مقهورا ومكسورا من أرض الجنوب دون قيد أوشرط، أما الهدف الثاني فهو ضرب نموذج التعايش الإسلامي ـ المسيحي في لبنان لأن هذا النموذج يتعارض ويتناقض مع نهج ورسالة ومخطط الفكر الصهيوني – التكفيري الظلامي العنصري والتقسيمي والتفتيتي لهذا الشرق الذي يريده أيضا الصهاينة والتكفيريون على حد سواء شرقا خاليا من المسيحيين وشرقا غارقا في دوامة الفوضى والحروب البربرية والهمجية حتى اشعار آخر.