IMLebanon

هل يتبدّل الخيار  وينتهي تعطيل اللعبة؟

 المشهد في ساحة النجمة بالغ التعبير بالحضور والغياب في الموعد السادس والثلاثين لانتخاب رئيس: صورة عرس بلا عريس، وواقع ميّت بلا دفن هو الدستور. شيء من مسرح العبث، وشيء من تراجيديا في بلد متروك لمواجهة القدر. ولا فائدة، كما ثبت حتى الآن، من تكرار مواعيد الجلسات المخصصة للانتخاب. ولا جدوى من خطاب التحذير من المخاطر والتذكير بالفرص الضائعة. ولا بالطبع من تكرار الدعوات اليومية في الداخل والخارج الى حفظ رأس لبنان وقت تغيير الدول بانتخاب رئيس وتحصين الجمهورية بتقديم الوطنية اللبنانية على أية هوية طائفية ومذهبية وأي ارتباط اقليمي.

ذلك ان اللعبة معطلة بقرار اقليمي. لعبة آلة السلطة التي مفتاح تشغيلها انتخاب رئيس للجمهورية يعيد العمل بالانتظام العام، ولو ضمن الستاتيكو. ولعبة الأزمة البنيوية في النظام المرتبطة بالأزمات والصراعات في المنطقة والتي لا ضمان لحلها ولو انتهت الحروب بتسويات من أي نوع. فلا تمسك كل طرف بمرشحه للرئاسة في المرحلة الأولى قاد الى ما يتجاوز المراوحة في تعطيل اللعبة. ولا تغيير المواقف من المرشحين بشكل انقلابي بحيث لم يبق على الطاولة عملياً سوى أوراق ٨ آذار أدى الى تحريك اللعبة.

ولا أحد يعرف متى نعود من الوقوف أمام الجدران الى توسيع الخيارات. فالتصعيد يتقدم على التهدئة في صراع المحاور الاقليمية تحت المظلة الدولية. والاشتباك السعودي الايراني يشتد في سوريا واليمن والعراق. ومن الصعب تحييد لبنان عنه برغم الحرص على تخفيف التوتر ومنع الانزلاق الى الفتنة والاستمرار في الحوار، ولو من دون تأثير على المواقف.

اذ لن يتوقف حزب الله عن المشاركة في حرب سوريا الى جانب النظام، ولا عن الحملة على الرياض بسبب دورها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان. ولن يتوقف تيار المستقبل عن انتقاد مواقف حزب الله وممارساته في لبنان والمنطقة محملاً اياه المسؤولية عن الإضرار بمصلحة لبنان ومصالح اللبنانيين العاملين في الخليج. وليس القرار الأخير لمجلس التعاون الخليجي بوضع الحزب على لائحة المنظمات الارهابية، بعد وقف الرياض مساعداتها لتسليح الجيش وحظر دول الخليج سفر مواطنيها الى لبنان، سوى مقدمة لقرارات أشد.

ومن الصعب في مثل هذا المناخ انتخاب رئيس، مع ان الحاجة الى ملء الشغور الرئاسي صارت أكثر إلحاحاً. والأصعب هو انتخاب رئيس يبدو المجيء به انتصاراً للمحور الايراني وهزيمة للمحور السعودي أو بالعكس.

فهل تحدث أعجوبة التخلي عن ابقاء لبنان مشلولاً الى ما بعد نهاية الحرب في سوريا واليمن والعراق؟ أليس ما يفرضه الحد الأدنى من الوطنية هو انتخاب رئيس من خارج الاصطفاف يدير التوازن في الداخل ويحافظ على وزن لبنان في الخارج؟ –