IMLebanon

هل يتم تفكيك مخيم عرسال كخطوة استباقية قبل معركة «ذوبان الثلوج»؟

ليس عادياً ان يكون الارهابي الخطير الذي وقع في قبضة الجيش مؤخراً ان يكون يتلقى العلاج على ايدي اطباء لبنانيين في المستشفى الذي يفترض انه يتولى تقديم الخدمات الطبية للنازحين السوريين، وليس عادياً ان يكون الصيد الثمين الذي حصلت عليه قيادة الجيش احد ابرز الارهابيين الذين يعرفون الكثير عما يجري في الجرود وعلى حدود السلسة الشرقية تحسباً للمعركة المقبلة، وهو احد الذين حضروا عمليات إعدام العسكريين الشهداء وبالتالي لديه الكثير من المعلومات عن معركة الربيع التي ستكشف خبايا وحقائق كثيرة وقد لا تنشر حفاظاً على سرية المعلومات الأمنية وما يمكن للقوى الامنية الإفادة منه في المعركة المقبلة مع الإرهابيين. فاستحضار هذه الحادثة يمكن ان يكون عبرة لما يحصل في عرسال وفي المستشفيات الميدانية التي تستقبل الجرحى الداعشيين ومن النصرة من دون ان يفقه الجسم الطبي لحقيقتهم وطبيعة عملهم، فالإرهابي الذي اوقفته مخابرات الجيش ادعى انه تعرض لحادثة دراجة نارية قبل ان يقر بانه كان حاضراً عملية تصفية عدد من العسكريين ويملك معلومات عن ما يجري في الجرود، وهذا الحادث اي دخول احد المسلحين الخطرين لتلقي العلاج خارج حدود الجرود بحد ذاته مؤشر خطير كانت اشارت اليه جهات امنية منذ بداية معركة عرسال بان المسلحين يستفيدون من المساعدات التموينية والطبية التي تصل الى النازحين السوريين، وبان عرسال وتحديداً مخيماتها السورية تحولت الى مرتع آمن لهؤلاء المسلحين وليس فقط لعائلاتهم واصدقائهم وان الكثير من الخلايا النائمة تعشش في هذا المخيم والكثير من المخيمات المنتشرة في المناطق اللبنانية. ويشير العارفون في الملف الأمني في عرسال ان توقيف الارهابي ليس الحادث الوحيد فيومياً تقع اشكاليات بين ابناء عرسال والنازحين السوريين ليتفاجأ اهل عرسال بان النازحين يتكاثرون حولهم بسرعة مدججين بالسلاح ويستعينون بالمسلحين الذين يختفون من مسرح الحوادث بالسرعة نفسها التي حضروا فيها.

صحيح ان الجيش يقيم طوقاً امنياً على الجرود وتمكن من احتلال تلال ومواقع استراتيجية تفيده في المعركة مع المسلحين التكفيريين إلا ان البؤر والخلايا النائمة في عرسال ومخيماتها هي مصدر الخطر الحقيقي، على حدّ قول مصادر متابعة، وليس سراً ان موضوع مخيم عرسال اخذ حيزاً كبيراً في مناقشات مجلس الوزراء وبين القوى السياسية منذ عدة اشهر حيث سعى تيار المستقبل واصر على تفكيك المخيم ونقله الى خارج عرسال لترييح البيئة السنية المنزعجة منه من جهة وبعدما تبين ان المخيم يحوي مشاريع ارهابيين وثمة تواصل بين القاطنين في المخيم والجرود، وبالتالي فان التيار الأزرق من خلال وزير الداخلية حاول ان يحصل على موافقة من وزراء حزب الله والتيار الوطني الحر لإزالة المخيم المذكور ونقله مع مئات المخيمات الى منطقة حدودية ووضعه تحت المراقبة المشددة، إلا ان هذا الطرح لاقى اعتراضاً من وزراء 8 آذار الذين تخوفوا من تكرار تجربة المخيمات الفلسطينية ومن شبح التوطين الذي يلوح من بين سطور هذا المشروع .

وعلى ما يبدو فان تفكيك مخيم عرسال بات حاجة ملحة كما تقول المصادر، وهو يأتي كخطوة استباقية قبل معركة ذوبان الثلوج من اجل حماية ظهر الجيش، خصوصاً بعدما تكشفت التقارير حول خطورة الوضع في المخيم الذي ثبت انه يحوي ارهابيين وسيارات مفخخة وانتحاريين مفترضين من اهدافهم مهاجمة الجيش والتحضير لخربطة الوضع الامني في عدد من المناطق. وعلى ما يبدو ايضاً فان هذا التوجه لم يعد يلاقي المعارضة الشديدة نفسها من قبل وزراء 8 آذار ليس بسبب تراجع هذا الفريق السياسي عن قراره انما بناء لما ينقل من معلومات خطيرة عما تحويه المخيمات السورية من بؤر ارهابية ومسلحين ومن خلال عمليات الرصد وحركة دخول وخروج ارهابيين محتملين. وبالتالي فان اعادة توزيع المخيمات خارج عرسال بات مطروحاً بقوة كحل مؤقت يتماشى مع المرحلة ولمواكبة المواجهة القبلة بين الجيش والمسلحين.