تترقب القوى السياسية كما اصبح واضحا، انتقال رئيس الحكومة اللبنانية المحتجز في المملكة العربية السعودية مع عائلته الى باريس. وكما كل الاوساط باتت تعلم ان ولي العهد السعودي ما كان ليوافق على خروج الحريري الا بعد تعهده بمواصلة طريق الاستقالة، هذا بعد ان اجبر الحريري على التنازل عن كل شيء يعود لملكيته الخاصة في المملكة.
القضية تتركز بنقطة واحدة، كما يقول وزير من حزب فاعل في 8 اذار، كان التقى الرئيس الحريري ضمن اجتماعات وزارية، هل يتابع الحريري عمله كرئيس الحكومة، ويعود مع هذا الوهج الوطني الجامع حوله الذي بالحقيقة امن له الحماية الشخصية له ولعائلته، واعطاه حصانة وطنية معنوية، ما كان الحريري ليفكر بكيفية استعادتها، خصوصاً انه تعرض لاكبر عملية طعن سياسي من السعودية التي كان يعتمد عليها.
الوزير المشار اليه، يقول ان الحريري ان عاد الى لبنان واستمر في عمله كرئيس للحكومة، فهو كرس زعامة وطنية وشخصية لسعد الحريري. لا يستطيع احد في الداخل او الخارج تجاوزها، بل سيكون زعيما سنيا اقوى بحضوره من السعودية في لبنان.
الوزير في الحزب الوازن يشير الى ان مختلف القوى السياسية في لبنان في مجالسها الخاصة، ترى بأن يكمل الحريري مشواره السياسي، وهي فرصته خصوصاً مع العطف والاجماع الوطني الذي يلتف حوله نتيجة ما تعرض له في المملكة. وبات الجميع يعلم تفاصيل الامور، ويكفي التوقف عند صمت عائلة الحريري، لمعرفة انهم ينتظرون بالدقائق خروجه.
اما اذا اراد ان يخرج من الرئاسة الثالثة، فان الحريري يكون قد ابعد نفسه بنفسه عن الساحة السياسية يضيف الوزير، كما ابعد على ما يبدو الحريرية السياسية. في وقت يملك القدرة الان على تثبيت زعامته السنية، وانه شريك لا يمكن لدول او احزاب او افراد تحاوزه، والخيمة التي تتوفر له بما فيها موقف حزب الله، كل ذلك اعطاه دفعا حقيقيا ليستمر في رئاسة الحكومة والمشهد السياسي.
قيل للوزير له رؤية جديدة للتسوية فكيف سيوافق حزب الله على الشروط وبينها تدخل حزب الله في اليمن؟ اجاب الوزير الحزبي المخضرم، وفق رؤية فريقه ان هذا تفصيل صغير امام ارادة الحريري في ان يواصل مسيرته السياسية، او انه بالفعل رضخ . وفي النهاية لن يفتحوا له ابواب لبنان بل سيعملون على دعم خصومه وهو يعلم ذلك بالتفاصيل.
هل حزب الله مستعد للبحث مع الحريري في هواجسه وما تحدث عنه؟ يقول الوزير: نعم الحزب مستعد لبحث كل الامور، والحريري يعلم ان حزب الله يبحث معه ومع كل القوى، كل الملفات والقضايا من لبنان الى اي نقطة بما فيها اليمن. وحزب الله كغيره من القوى السياسية، يعتبر هذا الامر تفصيل. وهذه فرصة الحريري الذي عليه التقاطها بعد ان وجدت السعودية نفسها في مأزق كبير، بعد الموقف اللبناني الرسمي والشعبي الجامع حول استعادة رئيس حكومة لبنان.
المعلومات المتوافرة غير محسومة النتائج، ولا يريد احد الدخول في التكهنات، اذ ان الحريري لم يتواصل مع احد حتى مع بعض النواب الذين يخرجون على الشاشات، ويتحدثون باسم الحريري، فهم تحدثوا وفق مصادر بيت الوسط، وليس صحيحا ان الحريري تحدث شخصيا لهؤلاء وكل ما يصدر عن رئيس حكومة لبنان غير موثوق طالما الرجل محتجز ولم يعد الى بيته في بيروت.
مع ملاحظة جدا هامة ان المقربين من سعد الحريري في بيروت صامتون، باستثناء البعض الذي يفتح احاديث حول مضمون استقالة الحريري، ويتجاوزون انه مهدد بحياته وعائلته، وان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بشكل علني اعلن انه محتجز مع عائلته، وان تقارير الديبلوماسيين التي وصلت الى بيروت وكان اصحابها التقوا الحريري في الرياض كلهم اجمعوا على ان الرجل غير حر حتى وزراء ونواب سابقين زاروا السعودية ورافقوا البطريرك الراعي لم يتمنكوا من رؤية الحريري او التحدث اليه هاتفيا.