Site icon IMLebanon

هل يعود الحريري الخميس ام يكون قدره المنفى الطوعي؟

 

اصابت شظايا الصراع على العرش في السعودية مقتلا من رئىس الحكومة سعد الحريري اجبرته على اعلان استقالته من المملكة اثر زيارته المفاجئة لها بعدما استدعي على عجل اثر لقائه المستشار الايراني علي اكبر ولايتي وعلى الرغم من الغموض الذي يحيط بالاوضاع في السعودية فإن دفعها الحريري الى الاستقالة ارادت من خلاله اسقاط العهد العوني بالضربة القاضية وبعثرة اوراق اللاعبين كافة في ظل بلوغ الصراع السعودي الايراني على سقوفه، وان ما حصل وان فاجأ الجميع، الا ان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط حذّر في اكثر من مناسبة ومحطة من خطورة الخصام بين الرياض وطهران داعيا الى معالجة المسائل بالحوار، وربما كان من القلة النادرة التي لم تفاجئها استقالة الحريري او اقالته سعوديا وفق الاوساط المواكبة للمجريات، ويبقى السؤال الذي تطرحه المجريات السعودية يتعلق بمصير الحريري هل اعتقل ام وضع قيد الاقامة الجبرية حتى اشعار اخر وما علاقته بالصراع حول العرش؟ وهل يدفع ثمن علاقته المميزة برئىس الديوان الملكي السابق خالد التويجري لا سيما وانه كان الابن المدلل لدى الملك السابق عبدالله بن عبد العزيز ونجله الامير متعب الذي اعتقل واقيل من رئاسة وزارة الحرس الوطني احد اقوى المناصب في المملكة؟

اضافة الى التسريبات التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ومنها وثائق صادرة عن «محكمة التنفيذ بالرياض» واسم «المنفذ ضده: سعد الدين رفيق الحريري» ولكن السؤال الاكبر يتعلق بمستقبل الحريري السياسي بعد الحملة التي يقودها ولي العهد محمد بن سلمان تحت شعار «مكافحة الفساد» والتي استعملها كغطاء لتحطيم الامراء ومصادرة اموالهم وتحويلها لصالح الدولة.

وتضيف الاوساط ان تسريب صور للحريري تجمعه مع السفير السعودي المعيّن في لبنان وليد بن محمد اليعقوب الذي ادى قسم اليمين لاعتماده امام الملك سلمان تشير الى ان ثمة مراجعة للموقف السعودي المتسرع تجاه الحريري وان لقاءه يوم امس الملك سلمان ستكون نتيجته واحدة من اثنتين: اما اختياره المنفى الطوعي لاسباب امنية مزعومة واما عودته الى بيروت قبل نهار الخميس القادم. وفق المعلومات التي تساءلت عن فحوى الزيارة التي قامت بها الوزيرة السابقة ليلى الصلح الى القصر في الاول من امس والتقت الرئيس ميشال عون بحضور وزير الخارجية جبران باسيل دون ان يرشح شيء عن اللقاء خصوصاً وانها رئيسة «جمعية الوليد بن طلال الخيرية»، المعتقل في السعودية مع مجموعة من امراء العائلة المالكة ورجال اعمال ووزاء حاليين وسابقين في فندق «ريتز – كارلتون» في الرياض.

وتشير الاوساط الى ان الاوضاع في السعودية اشبه ما تكون بعشية اغتيال الملك فيصل على يد ابن شقيقه الامير فيصل الشمري خريج جامعة هارفرد رداً على عملية قطع النفط عن الغرب اثر حرب «الايام الستة» التي كانت نتيجتها احتلال اسرائيل لسيناء والجولان والضفة الغربية. وان الصراع على العرش سينتهي بتتويج ولي العهد محمد بن سلمان ملكاً بمباركة اميركية، لا سيما وان علاقته بالرئيس الاميركي دونالد ترامب وثيقة للغاية وقد لعب دور العراب في عقد صفقات السلاح مع واشنطن اثر زيارة ترامب للمملكة بمئات مليارات الدولارات، والمعروف ان وزير الشؤون الخليجية ثامر السبهان المولج بالملف اللبناني ناطق باسمه ولعل البارز تغريدته يوم امس بان السعودية ستقضي على «منصة الارهاب» محملاً لبنان كامل المسؤولية عن ذلك مما يطرح  السؤال حول الخيار الذي سيفرض على الحريري المنفى الطوعي ام العودة الى لبنان؟ ولكن اذا عاد كما تشير المعلومات هل سيتراجع عن استقالته التي لم يقبلها حتى الان رئيس الجمهورية، وهل يقبل بتشكيل حكومة جديدة بعد اجراء المشاورات الملزمة؟.. وما هي الاجندة التي سيزود بها من الملكة؟ الاسئلة كثيرة ولكن الثابت الوحيد ان الجميع باتوا امام الجدار وجهاً لوجه لا سيما وانهم جزء لا يتجزأ من محاور اقليمية متصارعة.