IMLebanon

هل تكون الاعتداءات الاسرائيلية بداية تغيير في قواعد الاشتباك؟

 

استحوذت التطورات العسكرية الاخيرة على الجبهة السورية – الاسرائيلية، عبر الاجواء اللبنانية على اهتمام ومتابعات سائر المعنيين، وعلى المستويات كافة، السياسية والعسكرية والامنية، خصوصاً وان لبنان لم يكن بعيداً عما حصل بعدما تمادت «إسرائيل» في خرق السيادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً، وعملت على قصف مواقع في سوريا يقال إن بينها مواقع عسكرية وأمنية لإيران و»حزب الله».. وقد تمادى الطيران الاسرائيلي في خرق الاجواء اللبنانية حيث حلّق طيران العدو بكثافة غير عابىء بموقف لبنان الرسمي والشعبي الرافض هذه الاختراقات وغيرها، والرافض ان يكون لبنان معبراً للاعتداء على أي دولة عربية شقيقة..

ما زاد الأمر خطورة أنه وبدل ان تعيد «إسرائيل» النظر وتتراجع عن خروقاتها فقد راحت بعيداً في سياسة حرمان لبنان حتى من أبسط حقوقه والمضي في تهديداتها، للبنان، كما وللشركات النفطية المهتمة بالتنقيب عن الغاز واستخراجه من البلوك رقم 9 قبالة السواحل الجنوبية اللبنانية.. ووجهت عبر البعثة الاسرائيلية في الامم المتحدة رسالة الى الامين العام انطونيو غونيريش شددت فيها على ان «دولة إسرائيل لن تسمح بأي أنشطة اقتصادية غير متفق عليها.. وحذرت الاطراف كافة من «ان مثل هذه الانشطة ستعرضهم لخسائر جدية»..

يستعيد غالبية الافرقاء، في ضوء التطورات الحاصلة، والموصوفة بأنها «بالغة الخطورة» مقولة «ان الصراع مع «إسرائيل ليس ابن اليوم وليس جديداً». وان الحرب هي حرب وجود وليست فقط حرب حدود..» وان «سياسة النأي بالنفس» لا تشمل الصراع مع إسرائيل، على نحو ما أكد وكرر مرات عدة رئيس الحكومة سعد الحريري..

ليس من شك ان اسقاط طائرة إسرائيلية من طراز اف-16 ومقتل قائدها، بصواريخ من الاراضي السورية قد يكون بداية تغيير في قواعد الاشتباك وهو شكل رسالة بالغة الدلالة، كما ان الردود الاسرائيلية عززت الدعوات لتعزيز المناعة اللبنانية الداخلية والخارجية، خصوصاً وأن التطورات العسكرية الاخيرة في سوريا انعكست على الوضع اللبناني، وعلى كافة المستويات، والجميع يتطلعون الى ما ستكون عليه الاجراءات اللبنانية، وقد بادر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى تحرك عاجل وتابع لحظة بلحظة التطورات الميدانية عبر غرفة العمليات في وزارة الدفاع كما وأجرى اتصالات هاتفية مع الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري (الموجود خارج لبنان) كما ومع العديد من المسؤولين وأجرى معهم مشاورات حول الاوضاع المستجدة، وما يمكن ان يتخذ من مواقف واجراءات حيالها حيث سارع وزير الدفاع يعقوب الصراف الى ابلاغ قائد «اليونيفيل» في الجنوب الجنرال مايكل بيري وأبلغه رفض لبنان الخروقات الاسرائيلية المستمرة، كما ومشدداً على رفضه وادانته استخدام إسرائيل الاجواء اللبنانية لتنفيذ غاراتها..» واصفاً اياه في إطار «الانتهاك السافر للسيادة اللبنانية..».

بانتظار عودة الرئيس الحريري من الخارج، فإن معلومات تؤكد حصول جلسة طارئة لمجلس الوزراء، لبحث الاجراءات المطلوبة لمنع تكرار المشهدية الاسرائيلية وعلى المستويات كافة.. الدولية والداخلية خصوصاً وأن وزارة الخارجية أعطت تعليماتها الى بعثة لبنان الدائمة في الامم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى الى مجلس الأمن بحق إسرائيل لادانتها وتحذيرها من مغبة استخدام الاجواء اللبنانية لشق هجمات على سوريا..

في قناعة عديدين، أنه، وفي ضوء ما حصل من تطورات خلال الايام القليلة الماضية، ومع اسقاط طائرة اف-16 الاسرائيلية (الاميركية الصنع)، فإن مرحلة جديدة بدأت، أوهي في طريقها للتنفيذ، وعلى المستوى الاستراتيجي، بهدف وضع حد لاستباحة «إسرائيل» المتمادية لليسادة اللبنانية، براً وبحراً وجواً، كما وللحقوق اللبنانية في ثرواته الطبيعية.. وان الجيش اللبناني (معززاً بالمقاومة) على جهوزية لردع أي عدوان إسرائيلي في حال قيام العدو الاسرائيلي بأي مغامرة.. خصوصاً وان مقربين من «حزب الله» أكدوا «جهوزية الجيش والمقاومة في ردع أي عدوان إسرائيلي..» وذلك على خلفية ما صدر عن الحزب لجهة ان اسقاط المقاتلة اف-16 يشكل «بداية مرحلة جديدة لاستباحة الاجواء والاراضي السورية اللبنانية..»، وذلك بخلاف ما تحدثت عن المعلومات لجهة تمادي إسرائيل في خرقها الاجواء اللبنانية من فوق البحر غرب صور وكفرشوبا والصرفند والناقورة وصور…

لقد أكد الرؤساء عون وبري والحريري في لقائهم الاخير الاسبوع الماضي ومعهم سائر المعنيين على المستويين العسكري والامني، «ان الدولة اللبنانية، بجيشها وشعبها ومقاومتها، لها الحق بالرد على أي اعتداء يطال لبنان.. وان هذا النهج سيستمر، من دون ان يترك ذلك أية تداعيات سلبية يعيق او يعطل اجراء الانتخابات النيابية في آيار المقبل.. فلا تعديل ولا تبديل..» وتأسيساً على هذا، فإن غير مصدر وزاري وإذ يؤكد اننا اننا نعيش اليوم في أجواء الازمات الاقليمية والدولية، فإنه، وفي المقابل يشدد على مسألتين اثنتين: الاولى ترسيخ مناخات الحوار والتلاقي والتفاهمات بين الافرقاء كافة والثانية احياء الاستراتيجية الدفاعية واعتبارها من الثوابت المركزية الاساسية.